لما تولى وزارة التربية المرحوم الأستاذ محمد الشرفي راجت إشاعة تقول: إن محمد الشرفي سيثور على برامج التربية الإسلامية في المرحلتين الابتدائي والثانوي...فكرت كمتفقد ثم وجهت له رسالة نوهت فيها بعقله وفكره، وطلبت منه أن يتريث ولا يسرع في التغيير والتبديل ...قلت له...دع البرامج على حالها طيلة هذه السنة الدراسية، وخلالها كوّن لجنة من أهل الخبرة والتجربة تقوم بدراسة ما هو موجود ثم تغير وتبدل ما يقتضي البحث العلمي التربوي تبديله... ...ماذا فعل الوزير؟ ضرب برسالتي عرض الحائط، وقام بشطحات سريعة في الكتب والبرامج منها هذه الشطحة...في بداية نظام الوزير المسعدي ألفت كتبا في التربية الإسلامية والوطنية، منها كتاب الاجتهاد والتجديد الذي نوه به صديقي أبو ذاكر الصفايحي في مقاله الأخير ومن مؤلفيه الشيخ الشاعر الكشاف المجدد المرحوم البشير العريبي....هذا الكتاب كان يدرسه تلاميذ الباكالوريا في كل الشعب، وقد قدمته لكل الشعب فترة، ثم خصص لتلاميذ الباكلوريا...وبعد سنوات تغير برنامج التفكير الإسلامي لتلاميذ الباكلوريا آداب فوقع الاستغناء عن الكتاب ووضع على الرف حتى جاء الوزير الشرفي وشطح به في سرعة....قرر الوزير في أول سنة من توزيره حذف برامج السنتين السادسة والسابعة ثانوي، وقسم كتاب الاجتهاد والتجديد إلى جزأين، الأول للسادسة والثاني للسابعة على أن تكون الدروس في منطلقاتها مركزة على نصوص المطالعة دون الرجوع إلى الدروس المسجلة في الكتاب...وهكذا كانت شطحة وزارية سريعة وغريبة دامت سنة، بعدها أخذت البرامج الجديدة تظهر فكيف ظهرت ؟ هذا أتحدث عنه غدا بحول الله في الورقة الرابعة...