- البلوكاج (1) - من المعلوم انّ عبير موسي عربدتْ كثيرا، وخاصة بالبرلمان ! هذه حقيقة لا ينكرها حتى النزهاء من انصارها، فهي قد تجاوزت القصّاص في نوباته الهستيرية !.. ولكن هذا ليس ذنبها وحدها، وإنما نتاج المناخ العام، فكلٌ حزب بما لديهم فرحون رغم نكبة الشعب والبلاد! (الحزبية، الشهيد القذافي يعتبرها في كتابه الأخضر: قبليّةَ العصر الحديث!....انظر ايضا مقالي منذ 2013 بالصباح : ضرورة تحصين البلاد من شرور الحزبية). لقد قيل الكثير عن عبير موسى، وفيه الإيجابي، لكن السلبي أكثر..هي من دون شك ذكيّة وبرَزة ووطنيّة ايضا! لكن يبدو انها واقعة في ازمة "بلوكاج"...وهذا "البلوكاج " ليس لأنها كانت "تجمعية" وانما لعنادها وإصرارها على رفض الثورة وعدم الإعتراف بها جملةً وتفصيلًا. وهذا العناد رمى بها في شبه عزلة شعبية وبرلمانية ايضا (أُفرِدتُ إِفرادَ البعيرِ المعبّدِ..) على كل حال، ودون تبريرات، هي واتباعها بهذا التفرّد والتمرّد والعصيان والعنجهيّة ، انما يدفعون بالبلاد الى الفوضى (انظر مقالي:الصريح،عبير موسى والحرب الاهلية).. يبدو أن هذه المرأة لها تركيبة سلطوية حادة، فلا يستحملها الا من يستحمل الذل والخنوع، وأكبر دليل هم أولئك المحترمون والمحترمات الذين انفضّوا من حولها.(راجع الفيديو الذي نشره منذ اسبوع الأمني المعزول فتحي العمدوني .وهو رجلٌ على درجة من النزاهة والوطنية.. وكملاحظة: يبدو انه صار يتقارب مع "مؤيدي قيس سعيد"..). عبير موسى مازالت تعيش على أوهام عودة حزب التجمع الذي اسقطته ثورة الشعب.الثورة المغدورة..( ثورة شعبية مستحقة مشروعة،فلم تكن بتدخل حلف ناتو ولا "لواء سليمان شاه" ولا "حماية ثورة"!...)ورغم هذا تصر عبير موسى،هي و أتباعها، على اعتبارها "مؤامرة وانقلاب " متناسية انها لم تكن الانتفاضة الوحيدة،بل سبقتها عدة انتفاضات في العهدين البورقيبي -النوفمبري..وما كل مرة تسلم الجرة !.. عبير موسى، ولعدم اعترافها بالثورة، فهي ،آليًّا، معاديةٌ لكل نائب مخالف لحزبها ، وربما تنظر إليه ك«متطفل على البرلمان»، ولو تتسنّى لها فرصة الحكم باغلبية مريحة فلا نستبعد ان تنتقم من كل من شارك في الثورة او حتى سبق له ان تعتّبَ "برلمانها" ! -البلوكاج (2)- اذا تحاملنا على عبير موسى بهذه الدرجة من الصراحة (وهي الوطنية، كما ذكرنا ) فلا ندري مذا سنفعل مع هؤلاء المرضى والمعتوهين والعملاء الذين يعتبرون تونس (وكل قطر عربي) عبدًا آبقًا يجب إعادته صاغرا الى سيده "دولة الخلافة" !!.. إن جرائم بن علي وما قبل بن علي، لا تساوي شيئا امام ما أصاب تونس بعد الثورة المغدورة من نكبات على مختلف الصّعد. نذكر منها فقط تحويل تونس الى غرفة عمليات "اصدقاء سوريا" وما تلاها من تسفير "الإسلام الغاضب" الذي ارتد جزءٌ من غضبه علينا فدمّر وأحرق واغتال وقتل وذبح العشرات العشرات !!... أمثال هؤلاء الجرذان شاهدناهم بالأمس يشتمون و يبصقون عند افتتاح البرلمان على هذه المرأة التي نشهد، رغم اختلافنا معها، انها وطنية صميمة لا تؤمن بغير تونس! السؤال الذي يستوجب الطرح هو : هل يعقل الابقاء على هذا البرلمان ؟؟ هل بقي فيه مجال "للعمل المشترك"؟؟ لقد أُنشأتْ البرلماناتُ بسبب استحالة قيادة الشعب لكثرة عدده.فتم اعتماد نوابٍ عنه كواسطةٍ لتسهيل المهمة.لكن في الوضع التونسي الحالي صار التعامل المباشر مع الشعب اسهل من هذه الواسطة التي صارت هي بدورها تعاني من "البلوكاج"!! - (الديبلوكاج) - في رأيي حل البرلمان صار شبه ضرورة ،لكن كيف ؟؟...هذا طبعا يحتاج تفكيرا وتدبيرا بالوسائل الدستورية،او حتى بالضغط الشعبي المباشر.. وسواء تم هذا ام لم يتم، فنصيحتي الى الشعب هي التالية: التمسك بالرئيس قيس سعيد والإلتفاف حوله ! الإخشيدي فقط دون غيره من جميع السياسيين، حسَنِهم ورديئِهم !! (لا سيما بعد التصريح الخطير جدا لرئيس الحكومة الاسبق، إلياس الفخفاخ !!!...البلاد ليست بين أيادي "آمنة" وإنما دسائسٌ ولوبيات حزبية ومالية مافيوزية، اشنع من زمن الطرابلسية، لا تصلُح ولا تُصلِح !!!).. وإننا حين ندعو الى الإلتفاف حول قيس سعيد، فليس تنزيهًا له،وإنما بالأساس من اجل ضمان وحدة الشعب والبلاد!! فحين تكثر الامواج لا نجاةَ لسفينةٍ قياداتُها متعددة غير منسجمة..لكن من رحمة الله بهذه البلاد ان جعل فيها الآن قيس سعيد !!..فعلى الشعب ان ينفُض يديه من الأحزاب كلها جميعا (وإن بشكل مؤقّت).أما من يتوانى في هذا ويصرّ على عصبيته الحزبية، فإنما يدفع بالبلاد الى الغرق!...يجب تفويض قيس سعيد التفويض الكامل بمنتهى الثقة والأمان، فقد بلغ السيلُ الزبى! من وصايا بورقيبة (العقلاني الحداثي) مقولته الشهيرة :=الوحدة القومية الصماء= أما وصايا سيدنا محمد (الرسول النبي) عليه الصلاة والسلام فهي : [ليس منا من انتمى الى عصبيّة وقاتل على عصبيّة ومات على عصبيّة]. ادعو الجميع الى المقالات : 1»» الصريح،الديمقراطية الإسلامية. 2»» الشروق،مستقبل السياسة في تونس 3»» الصريح، المجالس المحلية والحزبية الحميدة.