هذا الصباح يأتينا الخبر من بنزرت ومفاده أن رئيسة فرع بنكي يشتبه في اختلاسها مليار قد ذابت كالملح خارج البلاد وقد صدرت في شأنها برقية جلب.. خبر لا تقرأه دائما مع تواتر السرقات والإختلاسات، الغريب لا في خيانة المؤتمن ولا في التخطيط للسرقة و الخروج بسهولة من البلاد الغريب أننا نصارع كورونا كل يوم ولسنا ندري إن كنا سنحيا أم سنموت وآخرون غارقون في سرقتنا من وراء ظهرننا، نحن نفكر كيف نحيا و آخرون يفكرون كيف يطعنونا في الظهر ويهربون.. السرقة زمن الموت، السرقة زمن الكوفيد، مليار من المليمات يعني ألف مليون سرقت كالمال السائب السائل، و في كل مرة و بنفس الأسلوب، والدولة في العسل إلى إخمص قدميها!!!.. الغريب أيضا أننا دائما نُسرق ولم يتوقف النزيف أبدا منذ عقود طويلة نُسرق و ننهب و نترّك (من التتريك)، حتى صارت تونس ماركة مسجلة في السرقة التتريك.. آلاف المليارات نُهبت كافية أن ترفع عنا الفقر و الجوائح، كافية أن تقلص الفوارق و تقضي على المآسي و الفقر و التهميش و الفوارق الاجتماعية.. آلاف المليارات كافية أن تنهض بالبلاد و العباد ومع ذلك يكرس في تونس مبدأ من يسرق أكثر يُهاب أكثر و يصنع لنفسه حصانة وجاه ويصبح من الأسياد والسلطان ويقرأ له ألف حساب ويضاف اليه لقب "سي فلان".. الدولة واهنة منفرجة سائبة ومالها القليل يتداول بين أيادي العصابات و اللصوص و لا قانون قادر على إسترجاع المنهوب لذلك تسجل الميزانيات دائما العجز تلو العجز و الذي يسدد دائما من جيوب المسروقين الضحايا لا من جيوب اللصوص الفاسدين سرقات و اختلاسات ينتج عنها عجز و ديون وترفيع في قيمة الضرائب و الإتاوات و الاداءات فقط لتسديد العجز الناتج عن السرقة.. الدولة العاجزة عن حماية أموالها وأموالنا تطالبنا بتسديد ما سرقه اللصوص أرأيتم دولة بهذا الوهن و بهذا السلوك تعجز عن ايقاف اللصوص و تطالبك بتسديد فاتورة أنت متضرر منها!!!.. العودة الى القوانين القديمة في فرض احترام المال العام والمحافظة عليه و التعامل مع الأمانات مطلوب منذ زمن طويل والتراخي و التغاضي و التعاطي بسلبية مع ناهبي المال العام جعلهم يفكرون ويتجرأون و يتفننون في السرقة بما أن المال موجود لا خوف من الفقر وبما أن الدولة واهنة يصبح من السهل الانقضاض عليها ونهبها والتحايل عليها و حتى الخروج عن طاعتها وعن حدودها بأيسر السبل و هذا مثال حي يحدث دون حسبان النتائج و إلى اللقاء مع سرقة أخرى ومسلسل من سيسرق المليار!!!... والتراخي و التغاضي و التعاطي بسلبية مع ناهبي المال العام جعلهم يفكرون و يتجرأون و يتفننون في السرقة بما أن المال موجود لا خوف من الفقر و بما أن الدولة واهنة يصبح من السهل الانقضاض عليها و نهبها والتحايل عليها وحتى الخروج عن طاعتها و عن حدودها بأيسر السبل و هذا مثال حي يحدث دون حسبان النتائج و إلى اللقاء مع سرقة أخرى ومسلسل «من سيسرق المليار»!!!…