بسبب الوضع الوبائي وإلغاء جميع التظاهرات الثقافية وعلى غير العادة اقتصرت الملحمة هذا العام على تحية العلم بساحة الشهداء بماجل بلعباس بمناسبة الذكرى 66 تخليدا لاستشهاد 17 مقاوما من ابناء ماجل بلعباس لمحة ماجل بلعباس تقع معتمدية ماجل بلعباس في الطرف الغربي من ولاية القصرين في الطريق الرئيسي عدد 15 الرباط بين قفصةوالقصرين التي تبعد عليها 60 كلم وعن مدينة فريانة 22كلم هي تؤلف في جزء من حدها الغربي الحد التونسي مع القطر الجزائري تعد قرابة 18 الف ساكن ، قبل الاستقلال كانت غير ذات شان بل هي لم تكن اكثر من عمادة يعتمد ساكنوها في اقتصادهم على تربية الماشية وجني نبات الحلفاء وزراعة القمح والشعير وغم تواضع اسباب العيش في هذه المنطقة المجهولة لدى اغلب التونسيين في القديم والحديث وحتى بعد الثورة الا ان اهلها كانت لهم مساهمات قيمة في ثورة التحرير من الاستعمار الفرنسي وقدمت عديد الشهداء فداء للوطن ومن اجل الحرية فقد استشهد من ابنائها سبعة عشر شهيدا في معركة واحدة من معارك الاستقلال هي معركة سيدي عيش الثانية التي دارت يوم 21 نوفمبر 1954 وهذا الجبل يفصل ولاية القصرين عن ولاية قفصةوسيدي بوزيد وثناءها وقع احد ابناءها اسيرا واستشهد من ابناءها ايضا الشاعر الشهير عمر بن عياد الايلاهي في معركة جبل ماجورة القريب من مدينة المكناسي من ولاية سيدي بوزيد وقد دارت يوم يوم 5 ماي 1954 ومثل الفرنسيون بجثمانه وجثامين الشهداء الثمانية الذين كانوا معهم في تلك المعركة الرهيبة اذ ربطوهم على مقدمة الدبابات وتجولوا بهم في شوارع قفصة ترويعا وارهابا للناس... ورغم هذا العطاء الغزير فان ماجل بلعباس بقيت منسية مجهولة على الدوام مدة النظاميين السابقيين واقتصر الجهد الوطني والمحلي بعد ان اصبحت مركز معتمدية سنة 1980 على احداث بعض المصالح كالمؤسسات التربوية والقباضة ومركز يريد والبلدية ومركز للحرس الوطني فاما تحسين العيش فلا اثر لمجهود بين فيه عدا حضائر الشغل التي لاتغني ولا تسمن من جوع . والان فان اهالي ماجل بلعباس ينتظرون من سلطة الاشراف ان تجعل نهاية للتهميش والاقصاء الذين عاشوه على مدى ستين عاما وتعطيهم حقهم من ميزانية الدولة في التشغيل والتنمية الذين ما زالوا منذ الاستقلال ينتظرونه .على انه ان كان حاضر ماجل بلعباس لا يلبي احتياجاتهم المادية المتاكدة فلا يعني ذلك انهم بلا ماض تليد فان هؤلاء السكان من قبيلة واحدة ذات الماضي التاريخي الحافل بالدفاع عن وجودهم وحريتهم وذات العادات والتقاليد المميزة الضاربة في القدم والبلاغة الدالة على اسهامهم في ثقافة الوطن عموما وارتباطهم بها لكن نجد في ثنايا تلك العادات لغة وفصولا ومفردات خاصة بهؤلاء القوم لا تفتقر الى النباهة والطرافة شان بقية السكان الجهات التونسية الاخرى التي تسهم سلوكياتها في رسم الصورة الاصيلة لوطننا العزيز في اطار من العزة والكرامة وحب الحياة.