بعد أن أثارت أزمة الغاز غضب أهالي جهة صفاقس بسبب المعاناة التي نتجت عن هذه الأزمة لمتساكني الولاية بمختلف شرائحهم وفئاتهم، كانت أزمة البنزين وتهديدات المعتصمين في معتمدية سبيطلة من ولاية القصرين بغلق "الفانة" الخاصة بتزويد جهة صفاقس بالماء الصالح للشراب القطرة التي أفاضت الكأس بالنسبة لأهالي عاصمة الجنوب الذين انطلقوا منذ يوم أمس في انتقادات شديدة على صفحات شبكات التواصل الاجتماعي للحكومة ولرئيس الجمهورية، وكذلك لنوّاب الجهة بالبرلمان، لمواقفهم السّلبية من استهداف ولاية المليون و200 ألف ساكن بصفة مجّانية، وبهذا الشكل غير المسبوق، من خلال إقدام المعتصمين في بعض المناطق على أعمال فوضوية وهدّامة تمسّ أهالي عاصمة الجنوب المسالمين في الصّميم وتزيد في تعقيد حياتهم اليومية وفي حجم معاناتهم، دون حسيب أو رقيب في ظلّ الصّمت الرّهيب للسّلطات المركزية. من خلال ردود أفعالهم إثر أزمة الغاز وأزمة المحروقات بلغ منسوب غضب الصفاقسية هذه المرّة درجة تنبئ بأن الأوضاع تسير نحو الخروج عن السّيطرة. وقد تعددت الدعوات على شبكات التواصل الاجتماعي منذ يوم أمس إلى تنظيم تحركات احتجاجية بداية من اليوم الثلاثاء لدفع السلطات المركزية إلى وضع حد لوقوفها موقف المتفرج من الأزمات المفتعلة التي تستهدف جهة صفاقس بدعوى المطالبة بالتّنمية والتّشغيل. في الختام نشير إلى أن العديد من أهالي ولاية صفاقس حذّروا عبر شبكات التواصل الاجتماعي من تجاهل الأوضاع الحالية التي تعيشها الجهة، مشيرين إلى أنّ الإضراب الجهوي العامّ بعاصمة الجنوب سيفرض نفسه للدّفاع عن مكاسب ومصالح عاصمة الجنوب وأهاليها.