الأيّام القليلة الماضية شهدت توافد العديد من زعماء وقيّاديّي الأحزاب السّياسية على مدينة صفاقس طمعا في كسب الأنصار من أهالي الجهة. وقد سجّلنا خلال نهاية الأسبوع التي ودّعناها أمس الأحد عديد الأنشطة والاجتماعات الحزبية بجهة صفاقس ونخصّ بالذّكر إشراف ياسين ابراهيم على أنشطة خاصّة بحزبه يوم الجمعة الماضي وعقد الاجتماع التّشاوري الأخير لحزب يوسف الشّاهد الذي أشرف عليه سليم العزّابي يوم أمس الأوّل السّبت وكذلك إشراف الأمين العامّ للحزب الجمهوري عصام الشّابّي على أنشطة خاصّة بحزبه وإشراف رئيس حزب "حراك تونس الإرادة" منصف المرزوقي على بعض الأنشطة الخاصّة بهذا الحزب يوم أمس الأحد احتفالا بالذّكرى الخامسة للمصادقة على دستور الجمهورية الثّانية. توافد العديد من زعماء وقيّاديّي الأحزاب على مدينة صفاقس في الأيّام الماضية أدّى إلى ردود أفعال غاضبة من جانب هامّ من أهالي عاصمة الجنوب الذين عبّروا عن استنكارهم لانطلاق بعض الأحزاب الفاشلة في حملاتها الانتخابية في الجهة بعد أن ضحك زعماؤها وقيّاديّوها على ذقون الصفاقسية وأخلّوا بوعودهم السّابقة تجاه الجهة وتجاه البلاد بعد وصولهم إلى الحكم رغم أنّهم كسبوا أعدادا هامّة من أصوات النّاخبين في ولاية المليون ونصف المليون ساكن خلال الاستحقاقات الانتخابية. من جهة أخرى اتّهم العديد من المنتمين للمجتمع المدني بعاصمة الجنوب بعض الأحزاب بابتزاز رجال الأعمال في صفاقس ودفعهم لتمويل حملاتها الانتخابية ثمّ التّنكّر لهم وتجاهل وعودهم الخاصّة بالنّهوض بجهتهم – وحتّى الزجّ بهم في السّجن إن لزم الأمر. حسب الاعتقاد السّائد في أوساط أهالي عاصمة الجنوب – وبالعودة لما ينشرونه هذه الأيّام على الفايسبوك – حان الوقت كي يكفّ رجال الأعمال بعاصمة الجنوب عن دعم الأحزاب والسّياسيّين الذين لم يقدّموا شيئا للجهة وللبلاد وجعلوا من صفاقس ومن رجال أعمالها بقرة حلوبا دون الاكتراث بالمشاكل المتراكمة والمتزايدة وبتواصل تهميش الجهة وتعطيل مشاريعها الكبرى العالقة منذ سنين طويلة. كما شرع العديد من المنتمين لجهة صفاقس في توجيه دعوات لأهالي الجهة للاستفاقة من غفوتهم والانخراط في الحملات الهادفة لسحب الثّقة من بعض الأحزاب وإزاحتها من الحكم بعد أن تسبّبت في الوضعية الكارثية التي تعاني منها بلادنا بسبب الأزمات السياسية والاقتصادية وتدهور الأوضاع المالية والاجتماعية. مع احتداد درجة الغضب في عاصمة الجنوب على السيّاسيّين والأحزاب الذين حكموا البلاد بعد ثورة الحرّية والكرامة يبقى السّؤال المطروح هل سيكون للصفاقسية كلمتهم في قلب موازين القوى في الاستحقاقات الانتخابية المقبلة أم أنّ دار لقمان ستبقى على حالها؟