لقد أعلن سي حسام الكيلاني بلسان عربي مبين قحطاني وعدناني فقال للقريب والبعيد والقاصي والداني (احيط علما كافة الاصدقاء الاعزاء انني اسست هذه الايام دار( لوغوس) للنشر والتوزيع ولوغوس بالاغريقية تعني العقل والفكر واللغة والمنطق والابداع...) ونحن اذ نبارك لسي حسام الكيلاني هذا الانجاز الثقافي التونسي العربي النافع المفيد الا اننا نساله ايضا ونحن آسفون لماذا اخترت لانجازك اسما اغريقيا ولم تختر له اسما عربيا؟ أليس من المنطقي ومن المعقول يا سي حسام وانت تونسي عربي وانجازك قد تم في بلاد عربية ان تختار لانجازك او لمولودك هذا اسما عربيا ؟ وهل تتصور يا سي حسام حرستك وحرست مشروعك الجديد المفيد العناية الالاهية انه لو انجز نفس مشروعك مواطن ينتمي الى البلاد الاغريقية فانه سيختار له اسما من قاموس اللغة العربية؟ ثم هل ترى يا سي حسام حرستك وحرست مشروعك الثقافي المفيد عين الله التي لا تنام ان اللغة العربية لغة قومك وابائك واجدادك الأولين العريقة التاريخية عاجزة وقاصرة وخالية من كلمات العقل والفكر واللغة والمنطق والابداع؟ ام انها اثرى من اللغة الاغريقية التي ماتت او كادت تموت بعد ان اصبحت اليوم نسيا منسيا ولم يعد بامكانها ان ترتقي الى مصاف اللغات الحية ولم نعد نسمع من يتكلم بها اليوم بعد ان طغت عليها وهزمتها اللغات الأخرى كالفرنسية والانجليزية العربية؟ ولعل ما يزيد حماسي في معاتبتك ولومك يا سي حسام ان الاسم الذي اخترته لدار نشرك واعلنته لاهلك ولاصدقائك وصحبك تزامن مع احتفال العرب في هذ الايام بلغتهم العربية بعد ان اصبحت محط انظار الشعوب العالمية فهل يعقل يا ايها الرجل المثقف الحريص بلا شك على ان تكون دار نشرك مخصصة لنشر ابداعات عقول وافكار اهل الثقافة الراقية العربية ان تكافئها باختيار اسم من غير اسمائها بل تختاره من لغة اخرى لا تفوقها في شيء من حيث مكانتها وجمالها وهيبتها وعراقتها بل هي دونها باعتبار تاريخ اللغة العربية عالميا ودينيا وادبيا وعلميا ؟ الا يكفي اللغة الغربية فخرا انها لغة كتاب الله العظيم الذي اختارها واصطفاها دون سواها ليبلغ بها للناس ما اراد تبليغهم اياه وهدايتهم الى الصراط المستقيم الذي لا نجاح ولا فلاح ولا سعادة لهم في غيره وفي سواه؟ هذا ما خطر ببالي وهذا ما جال وما هاج وما ماج في نفسي وفي كياني يا سي حسام الكيلاني عندما بلغني اسم دار نشرك اردت ان ابلغك اياه وان انبهك الى مضمونه والى محتواه اوليست الثقافة كما يقولون ردا وقبولا ورفضا ورضا واخذا وعطاء تتواصل وتتلاقح فيها خواطر القلوب والنفوس ... اليس هذا ما تعلمناه جميعا من عقول ومن افكار ومن لغة ومن منطق ومن ابداع اقطاب الثقافة العربية الاصيلة الجميلة الذين لم يسوغوا ولم يسمحوا لانفسهم ان يستغنوا عن لغة القران في اختيار الأسماء وان يعوضوها بلغة الاغريق او لغة اهل (لوغوس)؟