الإهداء إلى روح أسد الحرّية الشهيد شكري بلعيد في الذكرى الثامنة لاغتياله في غابة نحن نعيش أم نحن هنا في برّ الأمان قردة و كلاب و ذئاب و ثعالب و فئران و جرذان و خفافيش ترتع حرّة ليلا بلا قيد، ليس فيها أمان عنوانها الغدر وشيمتها الحقد والضغينة بكلّ الألوان نادى الأسد بتواضع و خاطب الكلّ بشجاعة الشجعان ناداهم للتعايش جميعا بكلّ حبّ و ودّ و لكن بلا بهتان قال مخاطبا الكلّ لنؤسس في "الغابة" عهد الأمان و نترك المخالب والقرون جانبا و تلا عليهم كلّ البيان فصفقوا جهرا لموقفه، وخوفا، دعوا له بكلمات حسان و نصبوا الأذلاء له الفخاخ سرّا لا جهرا وكان ما كان فسالت دماء الأسد الزكية وغدروا بالعهد وكلّ الأمان وسقت الدماء الأرض و الزرع وانفجر غيضا الإنسان وتساءل الكلّ حائرا لماذا هذا الغدر لماذا هذا البهتان فبكاه الحجر والشجر بل وكلّ الرّفاق حتّى الإدمان وشجب العدّو قبل الصديق هذا الفعل المشان وتساءل هل هذا ثمن الحرّية و الدفاع عن الوطن و الإنسان الجميع في حيرة من صديق و رفيق و كل من يحمل بين جنبيه قيم الإنسان هل الذئب أم الثعلب أتى الفعلة الدنيئة أم خفّاش خوّان فأتاهم الجواب مزلزلا، لا تهمة تدين الغابة و لا الحيوان بل الغدر والقتل وشرب الدماء هي من شيم الإنسان