كنّا في قاعة انعقاد احد ملتقيات الفكر الاسلامي في الجزائر وهو ملتقى دولي مشهود يدعى للمشاركة في اشغاله علماء ومفكرون من مختلف البلدان العربية والاسلامية كما يشارك فيه مستشرقون ومفكرون غربيون كبار. *تنظم هذاالملتقى السنوي وزارة التعليم الاصلي والشؤون الدينيةفي الجزائر ويحضره طلبة الجامعات الجزائرية ومختلف مكونات المجتمع الجزائري وتتولى تغطيته تغطية واسعة وسائل الاعلام المكتوبة والمسموعة والمرئية ويتابع جلسات الملتقى من جلسة الافتتاح الى جلسة الاخنتام الوزير العالم مولود قاسم رحمه الله. *ويحضر اشغال الملتقى تلاميذ معاهد التعليم الاصلي( وهي ما يشبه الشعبة العصرية للتعليم الزيتوني في تونس) ولم يلبث التعليم الاصلي ان الغي بدعوى توحيد التعليم( وهي نفس التعلة والذريعة التي الغيت بها الشعبة العصرية في تونس. وكان يوم الغاء التعليم الاصلي في الجزائر يوم حداد وحزن بكى فيه الوزير مولو د قاسم رحمه الله بحرارة وتقبل التعازي على ما مابذل في انجازه كل جهده و مايحضى به من منزلة لدى الرئيس الراحل هواري بومدين رحمه الله( وكل منهمامولود قاسم وهواري بومدين ممن درس في الزيتونة). *كانت ملتقيات الفكر الاسلامي التي احتضنتها اغلب محافظاتالجزائر شمالا وجنوبا وشرقا وغربا كانت اشبه مايكون بالجامعات المفتوحة وكانت حلبة وميدانا لتباري العلماء والمفكرين وكان يمكن ان يكون لتونس حضورها البارز فالاخوة في الجزائر يرحبون بذلك ولكن وياللاسف الشديد لم يكن الامر كذلك دائما من ذلك انه تناول الكلمةاحد الاساتذة المشاركين في الملتقى من تونس فقال داعما مااراد تبليغه بمقولة نسبها الى رسول الله صلى عليه وسلم دون تثبت فقال( الحقيقة هي اشبه ما يكون بفيل يلامس بصير ( فاقد البصر)ماوصل اليه من اعضائه فكان وصفه مقتصرا على الجزء الذي لمسه) . *كان رد فعل جمهورمن الحاضرين ارتفاع اصواتهم بالقول( ليس ما قلت يااستاذ بحديث) وكان جالسا بجانبي احد شيوخ الازهر فقال( الم يبق من الزيتونة الا هذا) . *وكادت الارض تبتلعني حسرة وحزنا على ما ال اليه امر العلم في تونس الزيتونة. تونس علي بن زيادو سحنون وابن ابي زيد وابن عرفة وابن خلدون وابن عاشور رحمهم الله فلا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم..