إنني لأتذكر كلما تمر بنا مناسبة اليوم العالمي للمرأة المخصص لما تستحقه من التبجيل والتكريم ذلك القصيد التربوي العظيم لشاعر النيل المرحوم حافظ إبراهيم والذي يقول مما يقول فيه من لي بتربية البنات فإنها في الشرق علة ذلك الإخفاق الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق الأم روض إذا تعهده الحيا بالري أورق أيما إيراق الأم أستاذ الأساتذة الالى شغلت مآثرهم مدى الأفاق ربوا البنات على الفضيلة إنها في الموقفين لهن خير وثاق وعليكم أن تستبين بناتكم نور الهدى وعلى الحياء الباقي وإنني لأتساءل مع هذا التذكر المستمر عن علة وسبب غفلة وزارة التربية والتعليم في بلادنا التونسية عن ادراج هذا القصيد الرائع العظيم في برامجها التعليمية المخصصة لتلاميذ المدارس الابتدائية والاعداديات والمعاهد الثانوية فهل ترى وزارة تربيتنا وتعليم ناشئتنا الموقرة ان هذا القصيد غير مجد وغير نافع في تربية وفي تكوين البنت والفتاة والمرأة المحترمة الناضجة المؤدبة؟ ثم انني لاقول لوزراة تربيتنا وتعليم ناشئتنا بكل صدق وصراحة انك قد أخفقت إخفاقا كبيرا في تنشئة وتربية وتعليم ابنائنا ما يفيدهم في تقويم سلوكهم الذي أصبح لدى غالبيتهم مع الأسف الشديد موسوما بكل مظاهر الانحطاط والرذيلة والسوء والوقاحة ولا اظن ان وزارة التربية والتعليم في بلادنا تجهل ذلك البيت العربي الشعري العربي القديم الذي ينبه ويذكر ان كل ما يعتري سلوك أفراد المجتمع رجالا ونساء وعاجلا و آجلا من الانحطاط والرذيلة إنما مرده ومرجعه الى تربيتهم الأولى وتعليمهم الرسمي الموسومين بالضعف والوهن والنقص اذا كان رب البيت بالدف ضاربا فشيمة أهل البيت كلهم الرقص وهل هناك شك او جدال ان الرقص وتدوير الحزام بجميع انواعه اصبح لدى اغلب فتياتنا وبنات بلادنا خاصة ظاهرة بل عملا وشغلا من ابرز انواع الأشغال والأعمال والاحلام ؟ وهل فكرت وزارة تربية وتعليم فتيات هذا الجيل الجديد هل هي تسير على نهج خاطئ معوج ام تسير حقا على طريق ثابت سوي سديد؟