قالت السلطة التنفيذية كلمتها: إن انتخاب المجلس التأسيسي يتم بحول الله يوم 24 جويلية 2011. وبعد أن قالت السلطة كلمتها الواضحة التي انتظرها الشعب وانتظرتها الاحزاب والمنظمات هل يفيد الشعب التونسي أن يبقى الخائضون يخوضون في مناقشة الاسباب والمعطيات التي دفعت الهيئة العليا للانتخابات لاقتراح السادس عشر من شهر أكتوبر موعدا للانتخابات لا الرابع والعشرين من شهر جويلية والاسباب والمعطيات التي دفعت السلطة الى التمسك بموعد 24 جويلية؟ هل مما يفيد الشعب التونسي أن تفتح وسائل الاعلام للأحزاب الحديثة توجيه اللوم لوزارة الغنوشي ووزارة الباجي قائد السبسي اللتين أضاعتا الوقت في الروتينات وكان ضياع الوقت سببا في استحالة اجراء انتخابات يوم 24 جويلية؟ أليس الشعب التونسي في اقتصاده وسياحته وتحقيق أمنه واستقراره في اشد الحاجة الى سلطة تنفيذية وسلطة تشريعية تعد دستورا يضع الدولة التونسية أمام العالم في مستوى المسؤولية ومستوى الدولة المدنية المتحضرة؟ ألسنا نقول ذلك كما نقول في سفينة وسط بحر تتلاطمها الامواج وركابها في حاجة الى الانقاذ؟ هل من حق الركاب ان يتركوا الامواج تلاطمها ويدخلوا في تلاوم أم من واجبهم ان يتعاونوا مع ربان السفينة على دفع السفينة الى شاطئ السلامة؟ ألسنا نقول ذلك كما نقول في حادث اصطدام سيارتين وسقط في الحادث جرحى ومغمى عليهم؟ فهل من العقل والحكمة أن تتكاتف الجهود لنجدة المصابين واسعافهم أم من الحكمة والعقل صرف الوقت في التراشق بالاتهامات قبل الاسعاف؟ ألا نخشى موت المصاب؟ اذا قلنا بالعقل والحكمة ان انقاذ السفينة وانقاذ واسعاف الجرحى مقدّم على التراشق باللوم والاحتجاجات والبحث عن المخطئ والمذنب. أفلا نقول ذلك وأكثر من ذلك أن الشعب التونسي يضرّه صرف الوقت والجهد في مناقشات حزبية سياسية اعلامية حول قرار السلطة التنفيذية التمسّك بيوم 24 جويلية موعدا للانتخابات؟ أفلا نقول من باب الوطنية وروح النضال فينا: ان الشعب التونسي مطالب بتأييد قرار السلطة؟ أفلا نقول من باب الثورية وروح التحدّي في الشعب التونسي علينا أن تتكتل كل الجهود الإدارية والحزبية والجمعياتية ونتعاون لتذليل كل الصعوبات والمعوّقات التي تجعل الانتخابات في 24 جويلية صعبا وعسيرا؟ وهل للشعب التونسي أن يدعو كل أولاده من قضاة ومحامين ومربّين وطلبة وتجار وصناعيين وفلاحين وعمال ومثقفين وحزبيين للدخول في حالة تعبئة ينخرط فيها الرجال والنساء والشباب دون استثناء لأداء كل فرد من موقعه الدور الذي يطلب منه لتحقيق هذا الرهان والوصول اليه؟ هل للشعب التونسي ان يفاخر ويقول: فينا عزائم تستسهل الصعب وتجعل المستحيل ممكنا؟