أليس من واجب كل تونسي وتونسية أن يقولوا الحمد لله الذي نجّانا من نار أراد الطاغية المخلوع أن يحرقنا بها يوم 14 جانفي؟ أليس من واجب كل تونسي وتونسية أن يقولوا: الحمد لله الذي نجانا من مجزرة كان الطاغية المخلوع يدبرها لنا ليقتل من يقتل ويجرح من يجرح يوم 14 جانفي وذلك ليبقى في قصر قرطاج هو وعصابته؟ أليس من واجبنا أن نفتح صدورنا وعيوننا وأفكارننا لما قاله الضابط سمير الطرهوني؟ أليس من واجبنا الوطني والأخلاقي أن نتقبل البيان الذي قدمه لنا ابن من أبناء تونس البررة سمير الطرهوني وكشف فيه صفحة مما كان يدبر لنا يوم 14 جانفي وصفحة قصة الإنقاذ التي أنقذت تونس من فتنة وحرب أهلية أرادها الطاغية المخلوع لتونس ليبقى الحاكم المتحكم في تونس ورقاب التونسيين والتونسيات؟ أليس من واجبنا الوطني الأخلاقي أن نضع أمام أعيننا الأمر الذي أصدره الطاغية للفرقة الأمنية المختصة بمقاومة الإرهاب يوم 14 جانفي؟ أليس الأمر يقول لهذه الفرقة استعدوا بأسلحتكم وهي مشحونة بالرصاص لتوجهوها إلى صدور الغاضبين المتظاهرين؟ ماذا كان ينتظر من فرقة أمنية كوّنت ودرّبت على مقاومة الإرهاب وعبئت نفسيا وفكريا وهيئت عضويا وعسكريا حتى لا ترى الإرهاب إلا في كل من يحاول كسر عصا الطاعة في وجه حاكم قرطاج وحاكمة قرطاج وعصابتهما؟ لا يتصور أحد عاقل في تونس أن من هذه الفرقة المدربة يظهر مواطن اسمه سمير الطرهوني ويتحرك فيه عقله وتتحرك فيه روحه الوطنية ويستفيد من مكانه ومكانته في الفرقة ومن مسؤوليته فيوقف رياح القتل والانتقام الذي يحمله الأمر ويوجه رياح الأحداث والوقائع نحو الإرهابيين الحقيقيين الذين قضوا ثلاثا وعشرين سنة في تونس وهم يحكمون تونس بسيف الإرهاب؟ إن الذي لم يكن يتصوره عاقل ولا يحسبه أيّ حاسوب هو الذي كان وهو الذي صار وهو الذي أنقذ تونس الوطن من مجزرة وأنقذها من حرب طاحنة مثل التي تشتعل في ليبيا وسوريا واليمن؟ أعود فأقول: أليس الذي قاله وصرّح به سمير الطرهوني يدفعنا إلى أن نحمد الله الذي هدى سمير الطرهوني ورفاقه إلى أن يكونوا في لحظة الصدق مناضلين وفدائيين عوض أن يكونوا إرهابيين ضد مواطنين صادقين؟ أليس الذي قاله سمير الطرهوني يدفعنا إلى أن نتقبله بقلوب من الملايين تتحابب، وبأيد تتوحد وتتضامن، وبنفوس طيبة طاهرة مطمئنة راضية كما قال سمير وليس بالنفس الأمارة بالسوء، والنفس التي تأخذنا وإلى الشك والتشكيك والظنون السيئة في تصريحات سمير الطرهوني والبحث عن دوافعها ومن كانوا وراءها ودعوة المنجمين إلى اكتشاف الغاية منها؟ ألا يكفينا ما نخسره من الجهد والطاقات في سوء الظن؟ لماذا لا نحسن الظن ونتوحد؟ أسأل وأحب أن أفهم.