إضافة إلى هذا فالأمر تجاوز هذا فبعد أن تم الإعلان عن ترشيح وجوه رياضية لا علاقة لها بالسياسة أو الثقافة أو هموم الشعب إلى انتخابات المجلس التأسيسي ضمن قائمة لحزب لا نعرف عنه شيئا سوى اسمه وأنه يمتلك أموال قارون وجدت بعد تفكير طويل ومعمق ومدروس أن القوائم الانتخابية ينقصها راقصة وطبال ما دمنا صرنا أو بالأصح حولنا انتخابات هي في الأساس تتويج ثورة شعب عانى كثيرا إلى مزايدات ومناقصات وتلاعب على الشعب واستغلال لعواطفه فما معنى مثلا أن يترشح لاعبو كرة قدم للمجلس التأسيسي وهل يعرفون هم ما معنى مجلس تأسيسي وهل سيمثلون الشعب أم سيطالبون بأن نوقف بناء الطرقات والمعامل والمدارس والمعاهد والجامعات ونبني الملاعب الرياضية ضمن معادلة «أنت تكور إذن أنت موجود» وتحيا كرة القدم والثورة ثورة كرة قدم وها هم «اللعيبة» سيترشحون وقد يحصلون على مقاعد في المجلس التأسيسي أما المناضلون الحقيقيون والذين قمعوا في عهد بن علي وبورڤيبة فمكانهم بيوتهم وليتركوا الأمر لأهله أي لاعبي كرة القدم ومن هنا نقترح أن تتشكل الحكومة القادمة بعد 23 أكتوبر بطريقة أربعة أربعة اثنين وإذا عارضها الشعب ننتقل إلى الخطة «ب» وهي خمسة خمسة حتى تكون حكومة كروية بدرجة خمسة على خمسة. نعود لخطاب الوزير الأول الباجي قائد السبسي والمقصود نقطتان الأولى مسألة الاستفتاء والثانية الإجراءات الأمنية وتطبيق قانون الطوارئ فما دام أقل من 50 يوما تفصلنا على انتخابات المجلس التأسيسي وما دام هذا الحزب الذي استقطب عددا كبيرا من الشعب في صفه لأنه يثق فيه اعتمادا على ماضيه النضالي الحق وخوفه من الله ولذلك هو سيراعي فينا ثقة من سيختاره من الشعب كان لا بد من بعض الأطراف التي بدأت تشعر بأن البساط صار يسحب من تحت أقدامها من هنا لم تغب عنهم الأفكار و«الطلعات» وصاروا يطالبون باستفتاء للحد من صلاحيات المجلس التأسيسي وهذا القول حكم مطلق لأن ما يقترحونه من أفكار بنزع الصلاحيات كلها من هذا المجلس في حصر وظيفته ومهمته في كتابة دستور فإن كانت هذه وظيفته الوحيدة فلماذا هذا التعب والمصاريف ألم يكن من الأجدى تكليف خمسة أو ستة من فقهاء القانون الدستوري في تونس بكتابة الدستور وينتهي الأمر؟! هؤلاء يلعبون لعبة خطيرة ومكشوفة والخوف كل الخوف أن تنساق إليهم الحكومة الوقتية لا الانتقالية كما صار يقال وتقرر ما ليس من حقها أن تقرره. كفى تلاعبا فليس هناك مجلس تأسيسي مقلص الصلاحيات وليس هناك شبه مجلس تأسيسي بل هناك شبه منحرف وهو شكل من الأشكال الهندسية الذي يتميز بأنه قليل الاستخدام إلا عند الضرورة على خلاف الدائرة والمربع والمستطيل والمربع. ما صرنا نراه ونسمعه من مخاوف حول الثورة المضادة هو شعور طبيعي ومشروع وسط هذه الحالة من الغموض فإن كان الشعب نجح في حل التجمع فإنه وجد فجأة أن هناك تجمعات تكونت وتشكلت وبدأت تعمل وتعرض وجهات نظرها أو لنقل وجهات نظر نامت من مدة وردهة من الزمن ثم عادت مجددا بأشكال جديدة وأغلفة جديدة ولكن هذه المرة مزركشة ومشعة جدا جدا!