هل من نهاية لمسلسل قد طال فيه الخصام وعطل التعليم لأبنائنا الكرام في الثانوي والابتدائي وما زال وأصبحت النقابات في خصومة مع وزيرهم الذي بات يحاول التودد اليهم ويذكرهم بما قاله فيهم أمير الشعراء في قصيدة عصماء كنت استمعت الى المقطع الأول منها زمن تتلمذي في الابتدائي وكاد المعلم يفوز فيها بدرجة الرسالة ولكن الذي أصبحنا الْيَوْمَ نراه بعيدا عن المقالة لأن حاله الأستاذ والمعلم أصبحت حالة بين الولي والوزارة وضاع جيل من أجيالنا في الثنية وعجزت الحكومة على توفير الحد الأدنى لتحفظ لهم شيئا من الكرامة ! فهذه مدارس ومعاهد معطلة وبرامج مرتجلة والكل يُزعم الإصلاح بعدما أصبح ترتيبنا بين الدول في الأدنى بسبب الارتجال والتذبذب وقد نسينا أن العصر تغير وتبدل وبات التلميذ يعرف أكثر حتى من أستاذه والمعلم بفضل المعلوماتية الحديثة والتطور والشيخ قوقل "Google" الذي لم يبق شيئا. لذا فآتي أقول للوزير بالمناسبة وكنت له في يوم ما نصيرا لأذكره ببكلمات أغنية من التراث أحيتها الفنانة نبيهة كراولي اخيرا: "إذا حبوك ارتاح لا تتعب و لا تشقى و إذا كرهوك معادش يحبوك بللي تكثر من النفقة" كما أذكر رجال التعليم بما قاله فيهم أمير الشعراء أحمد شوقي وادعوهم لإبقائه في قبره مرتاحا يترنم: قُمْ للمعلّمِ وَفِّهِ التبجيلا كادَ المعلّمُ أن يكونَ رسولا أعلمتَ أشرفَ أو أجلَّ من الذي يبني وينشئُ أنفساً وعقولا سبحانكَ اللهمَّ خيرَ معلّمٍ علَّمتَ بالقلمِ القرونَ الأولى أخرجتَ هذا العقلَ من ظلماته وهديتَهُ النورَ المبينَ سبيلا وطبعتَهُ بِيَدِ المعلّمِ ، تارةً صديء الحديدِ ، وتارةً مصقولا أرسلتَ بالتوراةِ موسى مُرشد وابنَ البتولِ فعلَّمَ الإنجيلا
وفجرتَ ينبوعَ البيانِ محمّد فسقى الحديثَ وناولَ التنزيلا علَّمْتَ يوناناً ومصر فزالتا عن كلّ شمسٍ ما تريد أفولا واليوم أصبحنا بحالِ طفولةٍ في العِلْمِ تلتمسانه تطفيلا من مشرقِ الأرضِ الشموسُ تظاهرتْ ما بالُ مغربها عليه أُدِيلا ولمن يريد بقية القصيدة أقول له بأني مستعد لنشرها كاملة يوم ينتهي الخصام وتعود النفوس الى بعضها بشيء من التفهم والوئام والتنازل أن اقتضى الأمر ويكون أحسنهم من يبدأ به منهم.