استهلت الصحفية تحقيقها بالبيت المثل: قم للمعلم وفّه التبجيلا: كاد المعلم أن يكون رسولا. وأضيف قول الرسول صلى الله عليه وسلم «لو لم أكن رسولا لكنت معلّما..» وهما قولان أصبحا عملة نادرة في هذا الزمن الرديء لأنّ العلاقة بين المدرِّس والمدرَّس تنبئ بخطر داهم على المؤسسة التربوية لولا محاولة وجهد بعض المؤمنين بالرسالة النبيلة، فهذه الدروس الخصوصية التي كنّا نسمع بها في المسلسلات المصرية اجتاحت مدارسنا وبيوتنا من الابتدائي إلى العالي.. أي نعم الطلاب أصبحوا يتلقون دروسا خصوصية بمئات الآلاف لأنّ البعض قد تعود ذلك منذ الابتدائي، انّه حشو أدمغة للنجاح في الامتحان فقط.. أمّا الثقافة فسلام عليها.. وهو لعمري أمر يدعو إلى وقفة حازمة من الجميع: سلطة اشراف، جمعيات المجتمع المدني، أحزاب سياسية ورجال التربية المؤمنين برسالتهم. انّ الولي يبحث عن الامتياز لابنه ولكن أي امتياز؟ انّه امتياز مغشوش فتلاميذنا أيها السادة ينجحون ولكن لا يتثقفون البعض فقط يتقن لغته الوطنية «القومية» أمّا اللغات الأخرى فحدّث ولا حرج رحم اللّه معلمينا وأساتذتنا الذين علّمونا وربونا أحسن تعليم وتربية وكانوا يدرسوننا الساعات والساعات «الزائدة» مجانا صباحا ومساء. ولولا خوفي من الاطالة عليكم لذكرتهم بالاسم الواحد تلو الآخر من مؤدب الكتاب إلى المرحوم فرحات الدشراوي. انّ ميثاق شرف المعلم أصبح ضروريا حتى تعود للمدرس هيبته ونبل رسالته، فالعلاقة «الآن» أصبحت مادية عند الأكثرية ويتعلّل البعض بمتطلّبات الحياة ولكن المثل العربي يقول «تجوع الحرة ولا تأكل بتدبيها» إن ناقوس الخطر ينذر بأنّ الاجيال القادمة ستكون أكثر سوءا واشد مادية لذا لابدّ من استشارة وطنية حقيقية حول التربية والعلاقة بين كل الأطراف (الولي، المدرِّس والمدرَّس) لنخرج من عنق الزجاجة. أقول قولي هذا غيرة على التربية وأهلها وتقديرا لدور المعلم الأزلي وخشية على أبنائنا ومجتمعنا ووطننا عموما.