الأطفال والشباب اليوم لا ترى سعادة على وجوههم، بل ترى عليها عبوسا وتجهما وسُهوما على الرغم من توفر أجهزة إلكترونية متطورة جدا بها ألعاب كثيرة يرفهون بها عن أنفسهم... إن جيل الأيفون لا تعرف السعادة طريقا إلى نفسه.... بينما نحن في صغرنا على خصاصتنا وحاجتنا كنا ننشئ لعبنا البسيطة بأنفسنا ونخلق بذلك سعادة لا مثيل لها. وكان الحي الإطار المناسب لألعابنا التي نخترعها من محيطنا ونقلد فيها الكبار في أنشطتهم المختلفة، وكنا نحقق سعادتنا بالمطالعة، فنشترك بالمكتبة، ونقرأ ألوانا من الكتب نجد فيها متعة لا تُضاهى، ونقتني مجلة عرفان ونطالعها، ونقتني مجلات قديمة ونقرأها... وعندما كبرنا قليلا أصبحنا نجد متعة في قراءة الجرائد المحلية والمجلات الأجنبية... أذكر أن اليوم الذي أكملت فيه قراءة الجزء الثالث من كتاب الأيام لطه حسين وأنا أدرس بالسنة الأولى ثانوي (سابعة أساسي بنظام اليوم) كان بمثابة يوم عيد، لقد كنت فيه في غاية السرور والافتخار وكأني حققت إنجازا عظيما....