من غرائب الامور ان اسعار الخضر لم تعد تخضع الى تسعيرة موحدة او معقولة على الاقل يتقبلها المواطن العادي الذي منذ هبوب رياح الثورة لم يجد واقيا يقيه لفح العواصف بجميع اشكالها المعنوية والوطنية والتجارية والعاطفية ولا غرو في ذلك فالقرع صار ثمنه من يعرفه يغشى عليه و"يتِصرعْ" اذ تجاوز الالفين من مليماتنا وكذلك البطاطا اذ وصل مهرها الى 1700 مليم وهو رقم قياسي لم نعرف مثيلا له لا في عهد الاستعمار ولا عهد ابي عمار...وكما قال شيخ لماح " حتى لو كانت صح سالم" وكما يقولون شر البلية ما يضحك اذ ان احد المواطنين سن فكرة " بطّ كعبة البطاطا مثل كعبة الدلاع قبل تقشيرها وطبخها "...ومعنى هذا انه لا يكفينا الثمن المشط ..فان امكانية الغش واردة ايضا في اغلب الحالات ..والسؤال المطروح يوميا : اين الرقابة الذاتية للباعة واين الرقابة الصحية والبلدية والزجرية التي سمعنا عن تفعيلها منذ اواخر 2016؟..الامر قد يبدو غريبا والحال انه من مس قفة الزوالي ..كانه تعاقد مع التاريخ الى الرجوع بالتوالي ؟؟ وبحكم اقترابي من قفة المواطن الزوالي ..فان احدى الارامل همست لي في اذني خوفا من الرقابة ..."يا ولدي سترا ..قفة العشرة دنانير يطير بها بوبشير وهو نوع من الطيور الكاسرة" ومعنى هذا اننا عدنا الى عصور الانحطاط الاقتصادي وقد تعود الينا ازمة 1929 لا قدر الله ان تمادينا في الغش الاقتصادي واختلاس قفة الزوالي ..لانه لا يخفى علينا ان الارتفاع في الاسعار يتغول في طريقه من الحقل الى البائع والكل يتحدث عن بوادر ازمة اقتصادية قبل موعد شهر الصيام شهر الخير والبركة والثواب ولكن اظن ان للباعة راي اخر وقد يبدو هذا الشهر شهر كسبهم الوفير وليت امتي تفهم ان وقت كبسان الصنتورة قد حل وحان اوانه وزمانه ...ومن انذر فقد اعذر وليت المستكرشين يعود لهم رشدهم ويسخفون على الزوالي ..لان الكسب المشط هو عبارة عن سرقة لعرق المواطنين ..وليتهم يراجعون حساباتهم فاللقمة الحلال انجع من لقمة دعاء الشر...وناس بكري قالوا" كولها بالحلال ...يبقى عقلك طول الدهر عال العال"... آخر الكلام : الاسعار نار نار ..والمواطن احتار و احتار ..ولن تحل عقدتنا مع الخضر والغلال الا باذن العزيز الجبار...