كم عدد الحكومات التي مرت على تونسنا منذ ثورة الكرامة او ثورة الياسمين او ثورة البائسين او ثورة –المزمرين – التي قطف ثمارها اهل الذكر وهم في مكاتبهم جالسون صامتون – شائخون ولا دائخين – وحتى الدستور لم يثبت اقدام السياسين ولم يوحدهم من اجل رسم خريطة طريق الفقراء والمساكين ..حتى ان طبقة المواطنين العاديين غطست في الطين واعتلى عرش السياسيين وارتفع عاليا حتى انه لم يعد ينعم بظله الشعب المغلوب على امره ...وعوض ان نضمد جراح وطننا مرغنا سكين الفرقة في جرح الشعب المغلوب على صمته ...وعوض ان نقرب من الكادحين والمسحوقين صرنا شعبين للاسف الشديد شعب فوق الارض وحكام فوق زحل او عطارد ..." ويا شعبي من تطارد وعلى من تثور..والقادة في السماء ...ونحن فوق الارض نصول ونجول ...وناكل بعضنا وهم في عليائهم ينعمون "..واعيد السؤال المرير على مستقبل غدي وغد ابناء جلدتي: لما لم تنجح ولو حكومة بعد الثورة ...اكلّهم السياسيون الذين امتطوا كراسي السلطة كلهم غير عارفين باغوار الالام الاجتماعية ..ام كلهم اخطؤوا في قراءة كف سياسة التونسيين ام ان الانواء هي التي عصفت بحكامنا في اتون المزالق والمعالق ...و"التشفع للخالق" ..ام اننا اصبحنا كلنا سياسيين وبالتالي كل من هب ودب اصبح عضوا في روضة السياسة ...فكانهم يلبسون الميدعة الطفولية السياسية ولا يفقهون في علوم السياسة ولا السياسيين ..سادتي اين نحن من رموز حماة الحمى..واين نحن من النضال الوطني الذي بنيت من اجله سماحة التونسي...فمتى ستعرف تونس الولادة الشرعية للحكومة الناضجة الفاعلة والصالحة ..؟ فكفانا "لا بد لكل فارس من كبوة" فوالله والله نحن على – شفا حفرة ساحقة ان نسيتم - ..ولنعمل بالحكمة القويمة القائلة :"سر يا وطني فلا كبا الفرس...لقد خبرنا كثيرا من كثر ما كبا بنا الفرس..."