في مشهد غريب يتكرر يوميا في شهر رمضان ...ترى الصائمين قبل الافطار ...يندرجون نحو البضائع المعروضة هنا وهناك وينحدرون نحو الشراك المنصوب لهم من بعض الباعة كانهم غائبون عن الوعي ..او لنقل ان الباعة منوّمون مختصون في سلب العقول ..اذ تتراءى السلع المتوفرة امام أعينهم غير طيبة وغير صحية وغير صالحة ..اصلا وبنسب مرتفعة جدا ..وكل هذه العيوب لا يتفطن اليها الشاري ...ومما يزيد الطين بلّا هو التجمهر الذي يحصل في وقت قصير حول البضاعة المعروضة اذ تراهم سكارى وما هم بسكارى ..مسلوبي الارادة مسلوبي العقول ..تراهم يختارون المغشوش من المغشوش..ولا يبالون بما يشترون كان غمامة حطت على اعينهم ...وترى الباعة منتشين يضعون النقود وهم يفتخرون بما صنعوا ...والجمهرة تصنع البهرجة ..كانها اشهار مجاني ولا احد يصحو ليخبر الاخرين بما صنع الغشاشون .. وهكذا تنطلي الحيلة ولا يفيق المواطن بأنه تعرض للتحيل الا عند الافطار ..ووقتها يكون الامر قد قضي ..ولا اظن ان المفعول به سيتعظ مما جرى وقد يعود الى ذلك ربما مكرها اذا رأى الطابور قد طال واستطال ...وربما سلطان الجوع يغير نظرة العيون ...ومجددا يقع المحظور ..لكن الباعة سامحهم الله لانهم لا يخافون العواقب ويبقى الكسب اللا شرعي هو المآب.. لكن فاتهم ان افعال الغش لا تدوم ثم ان اساليب الغش وصلت الى التحفيف من الميزان حتى وان كان عصريا الكترونيا.. اذ انهم بخفة السحرة يغيرون الشفرة وبالتالي يربحون من غش السلع وغش الميزان ..واظن انهم يتجاهلون ما جاء في القرأن الكريم من ذكر حكيم ..الم يقرؤوا :" ويل للمطففين الذين اذا اكتالوا على الناس يستوفون واذا كالُوهم او وزنوهم يخسرون الا يظن اولئك انهم مبعوثون ليوم عظيم يوم يقوم الناس لرب العالمين "(المطففين )...اكتب واعيد الكتابة واذكر الجميع بما يجري وما جرى ..لعلنا نصلح ما حل بنا ونتقي مضاره الاجتماعية والانسانية.... محمد بوفارس