في كلّ العمليات الارهابية السابقة على الأراضي العربية تعوّدنا على مقولة "القاتل عربي والمقتول عربي والمستفيد أجنبي" فماذا سنقول هاته المرّة عن حادثة لاس فيغاس حيث القاتل أمريكي أب عن جدّ والمقتول أمريكي والسلاح أمريكي فهل سنقول انقلب السحر على الساحر أم أنّ هذه العملية تحمل بين طياتها الكثير من الأسرار خاصة إذا ما وقفنا عند شخصية المنفذ فهو أمريكي حتّى النخاع وسنّه تجاوز الستين سنة ويعاقر الخمرة بصفة اعتيادية ولا يدين بالاسلام..فهل ستنهي هذه العملية الربط الغبي بين الارهاب والاسلام كدين ينشر السلم والسلام ويدعو إلى المحبة وفعل الخير وينادي بالفضيلة و نقاء النفس من أدران الشيطان واغواءاته أم سيبقى الحبل على الغارب وتتواصل نفس الفكرة السيئة عن الدين الاسلامي الحنيف. اعتقد جازما أنّ اصرار الإدارة الأمريكية عن عدم الافصاح عن هوية مرتكب هذه المجزرة بلاس فيغاس، مقارنة مع كل العمليات الارهابية السابقة التّي يكون منفّذها عربي مسلم، تحمل كثيرا من الخبث الأمريكي حتّى تبحث عن سناريو جيّد وتسوقه للعالم حتّى تبقى أمريكا بعيدة عن شبهات الارهاب وما تكذيبها لتبني داعش - التي تبحث هي الأخرى عن تلميع صورتها بعد الضربات الموجعة التي تلقتها أخيرا - لمثل هذه العملية إلاّ حلقة من حلقات هذا السيناريو باعتبار كل الادلة تدّل هذه المرة على براءة الاسلام و المسلمين عن شبهة الارهاب بل كلّ الادّلة تؤكد على أنّ الارهاب هذه المرة أمريكي / أمريكي ومحلي بامتياز وبالتّالي لا بدّ من البحث عن سيناريست جيّد ليحبك الكتابة حتّى تنطلي على العالم القصّة وتخرج أمريكا بريئة براءة الذئب من دم يوسف. لذلك سيطول نوعا ما زمن الكشف عن هوية المجرم لأنّ هذه العملية جعلت الادارة الأمريكية في الزاوية لاعتبارين اثنين، أوّلهما وأنّ مرتكب هذه العملية ليس مسلما ولا يدين بالاسلام حتى لا نقول " لا عندو لا دين ولا ملّة " بل معاقر للخمرة وصعلوك خاصة مع ما تمّ العثور لديه على كثير من الاسلحة مخزنة في البيت الذي يقيم فيه وهنا الخوف الأمريكي يزداد أكثر فأكثر لأنّ ذلك يؤكد فرضية وأنّ العملية ارهابية محليا ولا علاقة لداعش بها أو لغيرها وهذا ملف إن فتح على الإدارة الأمريكية الجديدة فهو بمثابة فتح أبواب جنهم عليها. ثاني هذه الاعتبارات هو مسألة انتشار الأسلحة الفردية لدى الأشخاص و هروب الإدارات الأمريكية من الخوض في هذا الملف بالذات لأنّ الكثير المؤسسات المصنعة والمروجة والبائعة لمثل هذه الأسلحة الفردية ستجد نفسها في وضعية صعبة اقتصاديا إذا ما تمّ لو التفكير في فتح هذا الملف ولكن الأخطر من كلّ هذا هو تورط بعض الأحزاب مع هذه المؤسسات المصنعة للأسلحة باعتبارها تموّل حملاتها الانتخابية وهذه فضيحة وقنبلة نووية تتفاداها كل الأحزاب وستعمل الإدارة الأمريكية دون الحيلولة لفتح هذا الملف كلّفها ذلك ما كلّفها..؟ السؤال المطروح هل اكتسح الارهاب فكر المواطن الأمريكي العادي وهذه معضلة جديدة تنضاف للإدارة الأمريكية الجديدة وهل ستفتح بالفعل ملف رواج الأسلحة الفردية لدى سواد الشعب الأمريكي أم رحم الله من قضى في هذه العملية بقطع عن النظر عن أسبابها ومسبباتها وسيتم طمس هذا الملف على غرار ما يحدث لدينا في العالم العربي؟؟؟