الصخب والضجيج الذي بدء به الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب فترة حكمه بمنع مواطني سبع دول عربية وإسلامية من دخول الولاياتالمتحدة وإلغاء التأشيرات الممنوحة لهم شكل صدمة للكثيرين ممن لم يفهموا كيف سيقود ترامب أمريكا الجديدة في صراعها ضد أعدائها الذين صنعهم ومولهم ورباهم من سبقه على سدة الحكم في البيت الأبيض طوال أكثر من أربعين سنة. اتهام مواطني دول عربية وإسلامية بأنهم إرهابيين وهم أساساً ضحايا الإرهاب يعكس رؤية منحرفة في زاوية النظر لملف الإرهاب، ومن يقف ورائه ومن يمول فيه ويسلحه ومن مازال يفتح أراضيه ويضع إمكانياته في خدمة المشروع التاريخي للإدارات الأمريكية المتعاقبة التي اعتبرت جماعات الإسلام السياسي حليفها الاستراتيجي في مواجهة الشيوعية، ثم اعتبرتهم أداتها في خلق الفوضى الهدامة وإعادة صياغة خريطة الكثير من دول العالم، وخاصة في المنطقة العربية التي قسمها اتفاق سايكس بيكو قبل مائة سنة، وأرادت واشنطن تمزيق ما تقسم لإبقاء منطقة ثروات العالم في حالة من الفوضى والحروب الطائفية تنتج النفط وتستهلك الأسلحة لتدمر ذاتها في انتظار أن تحقق حلم المسلمين بإقامة دولة الخلافة على رمال الصحراء لتنطلق وتحقق أوهام أعداء الحضارة الباحثين عن حكم العالم في بحور الجهل والتخلف. مواطني الدول السبع التي منعهم ترامب من دخول أمريكا لم يكن من بينهم صناع الإرهاب والذين هم ليسوا حملة السلاح من الإرهابيين، بل دعاة الإرهاب وشيوخه والذين أعطتهم الإدارات الأمريكية المتعاقبة أكثر مما حلموا به بأن يكون لهم أدوار في عمليات التدمير والخراب التي اجتاحت المنطقة منذ بداية مشروع الخراب العربي. شيوخ الإرهاب وأولهم يوسف القرضاوي ومعه العشرات الذين تصدروا مساحات الإعلام المرئي والمسموع في تكرار بأشكال أكثر إبداعية لنظرية وزير الإعلام النازي جوبلز بتعميم الكذب والافتراء وإحالته لحقائق دامغة لا تقبل الجدل أو النقاش. شيوخ التكفير والتضليل الذين بعد أن استكملوا أدوارهم في التحريض والدعوة للإرهاب والقتل، بشروا وهللوا للجماعات الإرهابية وهي ترتكب المجازر والجرائم في سوريا والعراق وليبيا واليمن معتبرين ذلك نصرا من الله وفتحاً مبينا، فهل نسيت إدارة ترامب هؤلاء ام اعتبرتهم جنودا خدموا أسيادهم في أمريكا واليوم عليهم أن يختفوا من المشهد وينعموا في ظلال الدويلة التي يقيموا فيها برغد العيش. يوسف القرضاوي محمد العريفي وجدي غنيم والقائمة تطول ممن أطلق عليهم ظلماً وبهتاناً أسم علماء المسلمين والذين شرعوا وباركوا كل جرائم الإرهاب ودعموا بما يملكون من تأثير على العامة والغوغاء العصابات والجماعات الإرهابية، فهل نسي الرئيس الأمريكي أم تناسى من هم هؤلاء!!!. ضحايا الإرهاب الذين فروا من بلادهم بعد أن غزتها العصابات الإرهابية تحت فتاوى شيوخ التكفير وبتواطئ ودعم من إدارة الرئيس الديمقراطي أوباما يمنعون من دخول أمريكا ويعتبرون شعوباً إرهابية بينما يتناسى من نادى وبارك وحرض على الإرهاب فهل بدأت واشنطن حربها على الإرهاب من الزاوية الخطأ وقصر النظر كعادة قراءة أمريكا لكل أشكال علاقاتها مع دول العالم. من يتسترون اليوم تحت جناح ما يسمى بالاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الجناح الدعوي لتنظيم الإخوان المسلمين هم أكثر من تورط في الإرهاب دعوة وتبشيرا ومن كانت له اليد الطولى في التغرير بعشرات الآلاف من الشباب المسلم الذي تحولوا لقتلة ومجرمين وإرهابيين، فمن سيحاسب هؤلاء ومن سيطالب بمحاكمتهم أم أن إدارة ترامب ستكتفي بعداء المظلومين وضحايا إرهاب هؤلاء وتترك منظري الإرهاب وشيوخه ينعمون ببركات دويلة النفط الملعون.