التونسي يصدّق ما يمكن تصديقه وأحيانا يصدّق المستحيل هكذا هو من طيبته يرى الجدول محيطا وهذا يدلّ على طيبته المفرطة ولذلك منذ أن سمع بالخيرات التي تهاطلت على بلادنا فزيت الزيتون صابة قياسيّة والدقلة في عراجينها صابة قياسيّة أيضا الى جانب الخيرات الأخرى مثل العنب والتّفاح والاجّاص والدلاع والبطّيخ وما الى ذلك ويبارك في ترابك يا تونس قدّاش ادلّل وتجيب هذا الخبر انتشر في البلاد وسمعنا بأنّ التصدير ضارب أطنابو صدّروا كلّ شيء مازال كان حليب الغولة ما خرجوهش البرّه فقلنا ربّي ينعم ويزيد وزيادة الخير ما فيهاش ندامة وظللنا ننتظر بوحا حكوميّا يبشّرنا بأن الميزانيّة فاضت بالمليارات ولا داعي لمضايقة الشهّارين بالتنقيص في شهرياتهم الاّ أن الحكومة المحترمة الموقّرة نفت هذا جملة وتفصيلا وزعمت أن الصادرات كعك ما يطيّر جوع وما كسبته من صادراتنا تفتوفة ما لها معنى بالفلاّقي رماو الحبل وراء الجبل وألقوا صيحة شح بح وكادوا يقولونها انّنا زواولة مثلكم ما نزيدوا عليكم كان بالصّبر ولن تطمئنّ قلوبنا فنحن نصرّ اصرارا الحاحا أن بلادنا تبحبحت بمليارات صادراتنا بكلّ الثمرات والميزانية لا بأس بها وفيها ما يتمشمش اذن وين فلوسنا