من هي الفالسة؟ من هو الفالس؟ قد تقولون: الفالسة او الفالس هو من ليس في جيبها ولا في جيبه درهم ولا دينار. هذا هو المتعارف والمعروف بين الناس.. لكن.. لكن.. سأحدثكم عن فالسة وفالس من نوع آخر.. احدثكم عن مطرب تونسي يزعم انه فنان. احدثكم عن مطربة تونسية تزعم انها فنانة وكوكب من الكواكب. ذاك وهذه توجه الدعوة لأحدهما، توجه الدعوة من التلفزة، من منشط او منشطة لبرنامج ثقافي، اجتماعي، ترفيهي.. الدعوة وجهت لها او له، لماذا؟ لتغني وليغني تهوئة للبرنامج. فتقوم الكوكب، او يقوم الفنان المطرب فتغني او يغني. فماذا نسمع؟ ماذا نسمع؟ نسمع اغنية من اغاني ام كلثوم، نسمع اغنية من اغاني عبد الوهاب، نسمع اغنية من اغاني عبد الحليم حافظ، نسمع اغنية من اغاني نجاة الصغيرة، نسمع اغنية من اغاني فيروز. نسمع، في تونس، وفي برامج تلفزية تونسية مطربتنا او مطربنا التونسي يغني اغاني مصرية او لبنانية. هنا الا يكون من حقي ان اتعجب واستغرب واقول: ان مطرباتنا ومطربينا في تونس يحتجون على الاذاعات التونسية احتجاجا عاليا لأنها تذيع الاغاني الشرقية ولا تذيع الاغاني التونسية فلماذا لا يحرص الواحد منهم على استغلال مشاركته في برنامج تلفزي تونسي ليقدم ما عنده وهو يعتبر نفسه مغنيا وهي تعتبر نفسها مغنية؟ علام يدل هذا؟ الا يدل على افلاس المغني والمغنية التونسي؟ افلاس الشعور بأن اغانيهما فنية، طربية، لها قيمتها؟ الا يدل على ان مطربينا ومطرباتنا لا يشعرون بأن اغانيهم ليست ثروة..؟ انهم يشعرون بالافلاس ولا يتغلبون عليه الا بالاغاني المصرية واللبنانية. انهم يشعرون بأن بضاعتهم لا تجد سوقها في تونس لذلك لا يعرضونها ويعرضون بضاعة الآخر بأصواتهم.. وانا لا تطربني الاغنية الا اذا جاءت عبر الحبال الصوتية لصاحبها.. كان المرحوم محمد الجموسي لا يغني الا اغانيه.. وكان المرحوم علي الرياحي لا يغني الا اغانيه، وكانت المرحومة صليحة لا تغني الا اغانيها لأنهم يشعرون بأن بضاعتهم في الغناء ثروة تحميهم من الافلاس.. اليس كذلك؟ هل انتظر من كل فنان تونسي وكل فنانة تونسية الا تقدم عبر شاشة التلفزة الا اغانيهم كما يفعل الشاعر المنصف المزغني لا يلقي غير قصائده؟ اسأل واحب ان افهم