بدأ يغني وهو في السابعة من عمره وكانت عائلته أول من اكتشف موهبته التي صقلها في ما بعد بالتكوين الأكاديمي وتعهدها بالانصات الى أساطين الطرب والسعي الى محاكاتهم الى ان كان دخوله المبكر دنيا النجومية ليصبح من أهم أصوات أبناء جيله... هو ذا الفنان اللبناني وائل جسّار الذي لم يتخط عتبة الثامنة والعشرين واستطاع ان يحتل مكانة مميزة على خارطة الغناء في العالم العربي ونجاحه الكبير مؤخرا في مهرجان سوسة الدولي عبّر عن ذلك وزيادة. «الشروق» التقت وائل جسّار فكان الحديث التالي : * كيف وجدت اللقاء بينك وبين جمهور مهرجان سوسة؟ حقا كان اللقاء ممتعا من خلال تجاوب الجمهور مع ما قدمته من أغان طيلة السهرة وما ضاعف من سعادتي ان معظم أغانيّ يحفظها الجمهور وهو ما يفرحني ويدفعني لمزيد العمل على تقديم أشياء جيدة. * بين أدائك للجديد وعودتك الى القديم مما اشتهر من أغان.. أين تجد نفسك أكثر؟ لكل لون طابعه المميز الذي يستوجب من المطرب ان يعطيه حقه من حيث التعامل الصحيح وبالمغنى الجيد حتى تصل المادة الغنائية المقترحة الى الناس على النحو المطلوب سواء تعلّق الامر بالأغنية ذات الايقاع السريع او نظيرتها القديمة التي تتميز بطابعها الخاص بها والمهم في رأيي التعاطي بشكل جيد حتى تجد صداها لدى الجمهور المتلقي. * بين العمل المسجل بكل ما يتضمنه من مؤثرات ومحسنات وبين الوقوف على الركح مسافة من النجاح في التواصل مع الجمهور.. كيف تراك تتعامل مع هذه المعادلة؟ باختصار الوقوف على المسرح اختبار يؤكد ان كنت مطربا أم لا.. لأن الجمهور الذوّاق ليس بالامكان الكذب عليه فقط لأنه جاء من اجل ان يسمع وحينها ليست هناك مؤثرات ولا غيرها في نوعية ما يقدمه الفنان.. وكل شيء ينكشف على المسرح ان كنت مطربا أو لا علاقة لك بذلك بما ان الحقيقة ستظهر.. والجيد بإمكانه ان يواصل ومن لم يكن كذلك بالتأكيد لن يستمر. * لكن ألا ترى بأن ظاهرة الأغاني المصورة (الكليبات) باتت من العلامات الفارقة والمؤثرة على ذائقة المتفرج الذي أصبح يستمع بعينيه؟ «الكليبات» لها تأثيرها على الفنان وعلى المشاهد الذي أصبح باستطاعته عن طريق زر صغير ان ينتقي ويختار ويجمع في ذلك بين الصوت والصورة لكن «الكليب» ليس مقياسا لتحديد مستوى جودة الفنان والمادة الغنائية التي يقدمها بما ان وسائل التقييم تختلف في الحفلات التي تضعه أمام الجمهور الذي سيكتشف الحقيقة.. بقي ان هناك أشياء ايجابية في «الكليب» كوسيلة تواصل مع الجمهور في كل مكان. * في زحمة الاصوات التي تبرز هنا وهناك أين يضع وائل جسّار نفسه؟ ليس بإمكاني الاجابة لأنني لا أقدر على تقييم نفسي. * استشراء ظاهرة الرداءة بكل ما فيها من اعتداء على الذوق.. ألا ترى لها من موقعك حلا لوضع حد لها؟ الحل يكمن في وجود نقابة فنية تتولى تقييم من سيغني ان كان مطربا أم لا.. وبطاقة الاحتراف هي الفيصل. * ما هي مراجعك في الفن؟ أحب الاستماع الى أصوات الهرم على غرار الاستاذ وديع الصافي أرز لبنان وكوكب الشرق السيدة أم كلثوم والعندليب الاسمر عبد الحليم حافظ والموسيقار محمد عبد الوهاب وسنوات غيابهم لم تقلل من قيمتهم الفنية الثابتة بدليل أنك حين تتحدث الى اي مطرب اليوم تجده بالضرورة يحرص على الاستئناس بهؤلاء الأساطين. * من يُطربك من أصوات اليوم؟ كاظم الساهر أصالة شيرين (اه ياليل) نجوى كرم وفضل شاكر. * ... والأصوات التونسية؟ الراحلة علية ورائعتها «ع اللّي جرى» صابر الرباعي لطفي بوشناق المرحومة ذكرى ونجاة عطية. * أغنية تونسية أديتها أو تتمنى ذلك؟ هي قطعا أغنية الفنان محمد الجموسي «أصل الزين» فقد أعجبتني كثيرا وأحببتها ووجدت فيها ايقاعا مميزا. * أليست لديك النية في التعامل مع أحد الملحنين التونسيين؟ يشرفني ذلك لأن الطابع التونسي أقل ما يقال فيه انه رائع وقريب جدا الى قلبي وأتمنى أن أؤدي عملا تونسيا. * ختاما ماذا تقول عن الجمهور التونسي؟ جمهور سمّيع تربى على الاصالة والطرب الصميم ويحب الاعمال الجيدة وليس من السهل مغالطته والدليل على ذلك أنه يتجاوب مع الاداء الجيد واذا ما لم يكن الفنان على النحو المذكور لن يتجاوب معه الجمهور الذي يبقى النجاح أمامه تأشيرة عبور نحو آفاق أرحب من التألق والاشعاع.