تقول المفكرة والمنظرة والمتبخترة المحترمة في مقالها المنشور اليوم في الصريح اون لاين تحت عنوان(اربطوا الأحزمة) (يسالني البعض لماذا انا متفائلة رغم دمار الواقع...اليكم بعض اسباب موضوعية) ثم شرعت وانبرت وطفقت تذكر اسبابها وما تحمله في وطابها وما تخفيه في جرابها ومما ذكرته انها ترى (ان ليبيا سيبدأ اعمارها قريبا بعناصر من النظام الليبي السابق الذي لم ينس حسب قولها خيانة السبسي) ونحن نستوقفها ونسالها بعد هذا السبب وهل ترين ان في هذه الحالة ان صدق تخمينك ستكون تونس عند اذن من المستفيدين من هذه النقمة الليبية على النظام التونسي الحالي ام ستكون من الخاسرين من الشمال ومن اليمين يا صاحبة العقل المتين؟ اليس الخلاف والتصادم والصراع بين الاجوار لا ياتي كما علمنا التاريخ بغير الخراب والفساد والبوار والدمار؟ فاين محل ومقام التفاؤل في هذا السبب يا صاحبة عجائب الأفكار و غرائب الأطوار؟الم يقل حكماء التونسيين في التعبير عن هذا الأمركما حفظنا ذلك بالأمس(تخاصم سعد وسعد الله فوضعوا بركة في الحبس)؟ كما ترى المتفائلة (ان السبسي لا يمكن ان يستمرسنوات اخرى في الحكم فنحن كما تقول بشر) ونحن نسالها بحكم ما عندها من العقل ومن الفكر وهل تضمنين انت ايتها المتفائلة ان من سيخلف السبسي سياتي لتونس بما هو افضل وما هو خيرمما جاء به السبسي في نهاية او منتهى الأمر؟ كما ترى حضرة المتفائلة ان ليس هناك حل لافلاس الدولة الا الاقتراض الذي يؤدي الى مزيد تفقير الشعب) ونحن نقول لها بكل صدق ودون كذب ان الدولة لم تفلس الى حد الآن والحمد لله كما يتمنى اعداؤها ذلك في بداية الأمر وفي منتهاه ثم نسالها الا تخشين اذا سقطت الدولة الحالية لا قدر الله وحلت محلها الدولة التي تتمناها من قريب او من بعيد ألا تجد تونس من يقرضها فلسا ولا درهما ولا ذهبا ولا فضة ولا حتى حفنة من قصدير او من حديد؟ كما تقول جناب المتفائلة العاقلة (قد تحصل عمليات ارهابية تزيد في تسريع النهاية )وهي تقصد طبعا نهاية النظام الحالي ونحن نسالها السؤال التالي الا ترين ان في سقوط النظام الحالي احتمال تعرض بلادنا الى المزيد من الارهاب لاقدر الله وان النظام الحالي باعتراف الجميع المتفائلين منهم والمتشائمين قد نجح على الأقل في مقاومة الارهاب وحماية التونسيين وجنب بلادنا الوقوع فيما وقعت فيه العراق وسوريا وليبيا مجتمعين وهي تعلم علم اليقين ان هذه البلدان قد اصبحت مع الأسف الشديد مرتعا للفوضى ووكرا للمجرمين والمفسدين من الكلاب ومن الذئاب الادميين؟.. ولئن كنت لا اريد مزيد الوقوف عند اسبابها المذكورة في مقالها فكلها اسباب واهية كسابقاتها الخاوية ولكنني اريد فقط ان الفت انتباهها الى ان ما ىقالته لا يدعو التونسيين العقلاء الى تفاؤلها المغلوط المتناقض والذي ختمت ذكر اسبابه بقولها وبنصيحتها وبتحذيرها(اربطوا الأحزمة) فهل يعقل عند العقلاء ان يدعو المتفائل الى ربط الاحزمة؟ ام ان ربط الاحزمة قول يقولهالمتشائمون في كل عصر وفي كل حين؟ انه مما لاشك فيه ان اختنا المتفائلة قد اختلطت عليها الأمور وتشابهت لديها السطور فلم تعد تفرق بين عبارات التفاؤل وعبارات التشاؤم و لئن كانت قد علمت ان في القراء الف غافل وغافل لكنها قد نسيت ان فيهم ايضا الف عاقل وعاقل ولم يبق لنا في اخر المقال الا ندعو ونبتهل الى رب العالمين ان يرينا الحق حقا والباطل باطلا وان يحبس علينا العقل والدين ولا حول ولا قوة الا بالله رب العالمين..