بعد استقالة الطبوبي: المعارضة النقابية تدعو إلى حلّ استثنائي وإعادة هيكلة شاملة للاتحاد    عاجل/ نقابة الفلاحين: 15 دينار لزيت الزيتون..!!    المعهد العالي للتصرف الصناعي بصفاقس أوّل مؤسسة جامعية عمومية في تونس تقوم بتركيز محطة لشحن السيارات الكهربائية    الديوان الوطني للأعلاف يحدّد سعر بيع الذرة العلفية وإجراءات التزوّد    عاجل: دخول جماهيري مجاني في مباريات كأس أمم إفريقيا 2025    اسكندر القصري ينسحب من تدريب مستقبل قابس    عاجل/ وفاة الممرضة التي تعرضت لحروق بليغة بمستشفى الرديف..    بداية من اليوم..دخول فترة الليالي البيض..    أنشطة متنوعة خلال الدورة الأولى من تظاهرة "مهرجان الحكاية" بالمركب الثقافي بسيدي علي بن عون    التمديد في المعرض الفني المقام بالمعلم التاريخي "دار الباي" بسوسة الى غاية منتصف جانفي 2026    افتتاح الدورة 57 للمهرجان الدولي للصحراء بدوز    هذا موعد ميلاد هلال شهر شعبان.. وأول أيامه فلكياً..#خبر_عاجل    السلالة K تنتشر في تونس: الحلّ هو التلقيح والوقاية    سايتو جون السفير الياباني الجديد يوجه هذه الرسالة بمناسبة وصوله إلى تونس    قفصة: حجز كميات من لحوم الدواجن في مخازن عشوائية قبل رأس السنة    وداعًا لأسطورة الكوميديا الأمريكية بات فين    الرئيس جوزيف عون: شبح الحرب تم إبعاده عن لبنان    موزّعو قوارير الغاز المنزلي بالجملة يعلّقون نشاطهم يومي 12 و13 جانفي 2026    البطولة الوطنية المحترفة لكرة السلة: برنامج مباريات الجولة العاشرة    مدرب منتخب الكاميرون: "حققنا الفوز بفضل القوة الذهنية والانضباط التكتيكي"    مصدر مأذون: لا علاقة لرئاسة الجمهورية بأيّ مشاركة في أيّ قناة أجنبية    مع Moulin d'Or : قصّ ولصّق وشارك...1000 كادو يستناك!    عاجل: هذا ما تقرر في قضية المجمع الكيميائي التونسي..    رياضة : فخر الدين قلبي مدربا جديدا لجندوبة الرياضية    السجن لطالب بتهمة ترويج المخدرات بالوسط الجامعي..#خبر_عاجل    صامويل تشوكويزي: كأس افريقيا يجب أن تحظى بنفس درجة إحترام كأس العالم    عاجل/ انتشال جثامين 14 شهيدا فلسطينيا من تحت الأنقاض في خان يونس..    كأس أمم إفريقيا: برنامج مقابلات يوم غد    عاجل: عاصفة مطرية وثلوج تتجه نحو برشا دُول عربية    كيفاش نقول للآخر ''هذا الّي قلّقني منّك'' من غير ما نتعاركوا    هذه أقوى عملة سنة 2025    تحذير خطير للتوانسة : ''القفالة'' بلا ورقة المراقبة يتسببلك في شلل و نسيان    الاتحاد الإنقليزي يتهم روميرو بسوء التصرف بعد طرده أمام ليفربول    سهرة رأس العام 2026.. تفاصيل حفل إليسا وتامر حسني في هذه الدولة    بداية من من غدوة في اللّيل.. تقلبات جوية وبرد شديد في تونس    عاجل: تقلبات جوية مرتقبة بداية من هذا التاريخ    نانسي عجرم ووائل كفوري ونجوى كرم يحضروا سهرية رأس السنة    ينشط بين رواد والسيجومي: محاصرة بارون ترويج المخدرات    عاجل : اليوم نشر القائمة الاسمية لرخص'' التاكسي '' بأريانة بعد شهور انتظار    مصر.. دار الإفتاء تحسم الجدل حول حكم تهنئة المسيحيين بعيد الميلاد    بداية من اليوم: تحويل حركة المرور في اتّجاه المروج والحمامات    عاجل/ تركيا ترسل الصندوق الأسود لطائرة الحداد إلى دولة محايدة..    النوبة القلبية في الصباح: علامات تحذيرية لازم ما تتجاهلهاش    ويتكوف يكشف موعد المرحلة الثانية من اتفاق غزة    رئيس الجمهوريّة يؤكد على ضرورة المرور إلى السرعة القصوى في كافّة المجالات    ترامب مهاجما معارضيه في التهنئة: عيد ميلاد سعيد للجميع بما في ذلك حثالة اليسار    كوريا الشمالية تندد بدخول غواصة نووية أمريكية إلى كوريا الجنوبية    فوز المرشح المدعوم من ترامب بالانتخابات الرئاسية في هندوراس    اليوم العالمي للغة العربية ... الاحتفاء بلغة الضاد ضرورة وطنية وقومية لحماية الهوية الثقافية    نجاح عمليات الأولى من نوعها في تونس لجراحة الكُلى والبروستاتا بالروبوت    الليلة: الحرارة تترواح بين 4 و12 درجة    هيئة السلامة الصحية تحجز حوالي 21 طنا من المواد غير الآمنة وتغلق 8 محلات خلال حملات بمناسبة رأس السنة الميلادية    تزامنا مع العطلة: سلسلة الأنشطة الثقافية والترفيهية الموجهة لمختلف الفئات العمرية    عاجل/ بعد وصول سلالة جديدة من "القريب" إلى تونس: خبير فيروسات يحذر التونسيين وينبه..    صفاقس: تركيز محطة لشحن السيارات الكهربائية بالمعهد العالي للتصرف الصناعي    تونس: حين تحدّد الدولة سعر زيت الزيتون وتضحّي بالفلاحين    مع بداية العام الجديد.. 6عادات يومية بسيطة تجعلك أكثر نجاحا    دعاء السنة الجديدة لنفسي...أفضل دعاء لاستقبال العام الجديد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



توفيق المديني يكتب لكم : معركة تحرير الجنوب السوري ومعارضة أميركا وإسرائيل
نشر في الصريح يوم 02 - 06 - 2018

لاشك أنّ الانتصار الكبير في الغوطتين الغربية والشرقية ، ومنطقة القلمون الشرقي ، وفي الوقت الحاضر إنهاء الوجود الإرهابي الداعشي في منطقة الحجر الأسود ومخيم اليرموك، يشكل نصرًا استراتيجيا للدولة الوطنية السورية ، لا سيما بعد استكمال تحرير مدينة دمشق وريفها بالكامل من الوجود الإرهابي ،ويسقط كل الرهانات الخارجية على إبقاء جيوب إرهابية قريبة على العاصمة دمشق وريفها تؤثر في قرارها السياسي والسيادي تجاه جملة تطورات الحرب واستحقاقاتها،ويجعل الجيش العربي السوري ، وقيادة الدولة الوطنية السورية أكثر تصميمًا على مواصلة الحرب على ما تبقى من بؤر الإرهاب حتى القضاء عليها، و لا سيما تحرير الجنوب السوري في محافظات درعا والسويداء و القنيطرة ،الذي لا يزال خاضعًا للنفوذ الأميركي –الصهيوني .
وهاهوالجيش العربي السوري بعد إتمام السيطرة على العاصمة دمشق وريفها وطرد تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) منها الأسبوع الماضي، ووسط البلاد في محافظتي حمص وحماه،يقوم بالتحضيرات اللازمة والضرورية من خلال التعزيزات المكثفة للقوات العسكرية،وانتقال القوات الرئيسة من دمشق إلى الجنوب، لخوض معركة تحرير الجنوب السوري،ولا سيما محافظة درعا، التي تنتمي إلى منطقة «خفض التصعيد العسكري».فانتهاءاتفاق خفض التصعيد في مدينة درعا جنوب سورية يعتبر مسألة حتمية في ظل استمرار وجود الإرهابيين الذين ينتمون إلى تنظيمي «داعش وجبهة النصرة»،حيث ألقت القوات السورية يوم الجمعة 25 آيار/مايو 2018،منشورات فوق محافظة درعا الجنوبية تحذر من عملية عسكرية وشيكة وتدعو المقاتلين الإرهابيين إلى إلقاء السلاح.فقد طبعت على إحدى المنشورات صورة مقاتلين قتلى مرفقة بتعليق «لا تكن كهؤلاء. هذه هي النهاية الحتمية لكل من يصر على الاستمرار في حمل السلاح (...) اترك سلاحك قبل فوات الأوان».وكتب على منشور آخر، «أمامك خياران، إما الموت الحتمي أو التخلي عن السلاح، رجال الجيش العربي السوري قادمون، اتخذ قرارك قبل فوات الأوان».وتوجهت المنشورات إلى أهالي درعا تدعوهم لمشاركة الجيش في «طرد الإرهابيين». ووقعت باسم «القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة».
وتسيطر التنظيمات الإرهابية المرتبطة بالإمبريالية الأميركية و الكيان الصهيوني والنظام الأردني،على سبعين في المئة من محافظة درعا وعلى أجزاء من المدينة مركز المحافظة بحسب المرصد.وتتواجد الفصائل المعارضة عملياً في المدينة القديمة الواقعة في القسم الجنوبي من درعا فيما تحتفظ قوات الدولة السورية بسيطرتها على الجزء الاكبر شمالاً، حيث الأحياء الحديثة ومقرات مؤسسات الدولة.وتشكل أجزاء من محافظات درعا والقنيطرة والسويداء في جنوب سورية إحدى مناطق خفض التوتر التي نتجت عن محادثات استانا العام الماضي..
وكان الرئيسان الروسي والأميركي، فلاديمير بوتين ودونالد ترامب،توصلافي قمة أولى جمعتهما في هامبورغ، على هامش اجتماعات الاقتصادات العشرين الكبرى في العالم، في 7تموز/ يوليو2017 ، إلى اتفاقٍ لخفض التصعيد في جنوب غرب سورية، شمل محافظتي درعا والقنيطرة، والبدء بتنفيذه في 9من الشهر نفسه. غير إنّه منذ بداية الأزمة السورية في عام 2011، تبنى الكيان الصهيونيإستراتيجية إطالة أمد الحرب، وإضعاف سورية، والدعوة إلى تقسيمها على أسس طائفية وعرقية ومناطقية. وعلى الرغم من إعلان الكيان الصهيوني المستمر أنه لن يتدخل في هذه الحرب، فإنّه أقام قنوات اتصال مع بعض الفصائل الإرهابية الناشطة في الشريط الحدودي المحاذي للجولان السوري الذي يحتله الكيان الصهيوني من ناحية، ووضع، من ناحية أخرى، خطوطًا حمراء للدولة الوطنية السورية ،شملت منع استخدام الأراضي السورية لنقل أسلحة متطورة إلى حزب الله في لبنان، ومنع دخول قوات عسكرية إيرانية إلى المنطقة المحاذية للجولان السوري المحتل. وشنّالكيان الصهيوني منذ كانون الثاني/ يناير 2012 و لغاية الآن ،عشرات الغارات على مواقع مختلفة في سورية، كلما رأى أنه جرى اختراق خطوطها الحمراء.
كما سعى الكيان الصهيوني ، في السنوات الأخيرة، إلى استغلال الحرب في سورية، لتحقيق هدفين أساسيين، هما الحصول على شرعية دولية لضمههضبة الجولان السورية التي احتلها منذ عام 1967، و إقامة منطقة منزوعة السلاح وتحت النفوذ الصهيوني في جنوب سورية على طول الحدود مع الجولان السوري المحتل بعمق عشرات الكيلومترات ، وأيضًا على طول الحدود السورية - الأردنية، تكون خاليةً من القوات العسكرية.
ويخشى الكيان الصهيوني من أن تطوّر روسيا وجودها العسكري في جنوب سورية من مجرد الإشراف على تنفيذ الاتفاق إلى وجود دائم يشمل إقامة قاعدة عسكرية جوية لسلاح الجو الروسي في مطار الثعلة الواقع شرقي مدينة درعا، والمتاخم لمحافظة السويداء؛ ما يعني أن روسيا قد تستقدم إلى هذا المطار منظومات صواريخ إس 300 وإس 400 كالتي نشرتها في مطار حميميم في شمال غرب سورية، والتي حولتها روسيا إلى قاعدة عسكرية جوية كبيرة. وفي حال فعلت روسيا ذلك، سوف تستقدم على الأرجح قوات عسكرية برية للدفاع عن المطار الذي لا يبعد سوى 55 كيلومترًا عن الحدود السورية مع الجولان المحتل؛ ما سيحدّ، في حال حصوله، من قدرة الكيان الصهيوني على الاستمرار في استباحة الأجواء والأراضي السورية، وشن اعتداءات على سورية كلما رأت أن خطوطها الحمراء قد اخترقت([1]).
ويعارض الكيان الصهيوني اتفاق خفض التصعيد الذي توصلت إليه روسيا والولايات المتحدة بشأن جنوب سورية، لأنه يرى أنه يتناقض مع إستراتيجيته الأمنية والعسكرية تجاه الصراع الدائرفيسورية،فقد مهد الاتفاق إلى إنهاء الحرب في سورية،وهو ما لا يرغب فيه الكيان الصهيوني .وفضلاً عن أن الجانب الصهيوني رصد انسحاب مايسمى « جيشالعشائر»الإرهابي وعودة الجيش العربي السوري إلى مواقعه وهو مايشكلخطرعليهم، وهم حسب ادعاء الصهاينة لايريدون مواجهة معه ، لذا كان وجود التنظيم الارهابي أخف وطأة عليهم كون هذه التنظيمات تحابي العدو الصهيوني بل وتحتمي به.‏
تحول جنوب سورية إلى ساحة مواجهة مع الكيان الصهيوني
يقترب الموقف العسكري في جنوب سورية وجنوب غربها من حافة الصدام مع التنظيمات الإرهابية ،في ظل اعتبار الكيان الصهيوني أن قوات الجيش العربي السوري ومحور المقاومة، باتت قريبة من مشارف حدوده، الأمر الذي جعل قادة العدو الصهيوني يتبرمون من مذكرة تفاهم روسية أميركية أردنية وُقّعت في عمّان بتاريخ 8تشرين الثاني/نوفمبر2017، لتأسيس منطقة «خفض التوتر»المؤقتة في جنوب سورية، ولم تلب مطلب الكيان الصهيوني في إبعاد القوات الحليفة للدولة الوطنية السورية عن الأراضي السورية والفلسطينية التي تحتلها بمسافة 50 كيلومتراً.
ونشبت حرب تصريحات بين موسكو وواشنطن على خلفية المذكرة الروسية الأميركية الأردنية المبرمة في عمّان، في 8 نوفمبر/تشرين الثاني 2017، حول جنوب غربي سورية، لدعم اتفاق وقف إطلاق النار على طول خطوط التماس المتفق عليها. وأوضحت موسكو، في بيان نشرته صفحة قاعدة حميميم العسكرية في الساحل السوري، إن المذكرة «لم تنص على جلاء جميع القوات الأجنبية عن جنوب غربي سورية، بما فيها القوات الإيرانية والفصائل المسلحة الموالية لها كما ادعت وزارة الخارجية الأميركية. كما أن موسكو لم تقدم وعوداً ببحث ذلك مع السلطات في دمشق كما أشيع». وكان مسؤول أميركي قال إن مذكرة عمّان «تضمن بقاء جنوب غربي سورية تحت سيطرة المعارضة السورية حتى إتمام التسوية السياسية لأزمة السوريين»، لكن موسكو تؤكد أن هذا لم يرد في المذكرة، في اتهام مبطن لواشنطن بالتراجع عن تفاهمات أبرمتها معها. ورأى المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، بهرام قاسمي، أن «تواجد قوات بلاده ودورها على الأرض في سورية رسمي وشرعي، كونه جاء بالتنسيق مع الحكومة السورية». وأوضح أن «طهران تريد تطهير كافة المواقع السورية من الإرهاب، كما ستشارك في عمليات الإعمار مستقبلاً وستستمر بعلاقات الصداقة التي تربطها بدمشق»، على حد وصفه.
التسابق بين الديبلوماسية والحسم العسكري في جنوب سورية
تدلل هذه التطورات المتلاحقة في جنوب سورية على أن الموقف في طريقه إلى التصعيد بين فرقاء الصراع، خصوصاً أن الكيان الصهيوني يؤكد أنه لن يتوقف عن القيام بعملياته العسكرية العدوانية التي تستهدف مواقع عسكرية للجيش العربي السوري وحلفائه داخل الأراضي السورية.ودأب الطيران الصهيوني على قصف أي هدف تشك تل أبيب في أن وجوده يشكل خطراً مباشراً على أمنها.
وفي ضوء الانتصارات الكبيرة للجيش العربي السوري على مختلف الجبهات التي قضت مضجع الإمبريالية الأميركية و الكيان الصهيوني والأنظمة الرجعية العربية ، ووضع الخطط العسكرية اللازمة ورصد نقاط ومقرات التنظيمات الإرهابية بانتظار إعلان لحظة البدء لخوض معركة تحرير الجنوب السوري ، ترفض الولايات المتحدة الأميركية وحلفاؤها الاعتراف بهزيمته وتشظي مشاريعها الاستعمارية على الأرض السورية ،حيث كان المخطط الأميركي -الصهيوني- والخليجي ، يريد عادة إنتاج مشروع سايكس- بيكو جديد، ذلك المشروع الذي يفكك ويركّب المنطقة العربية على أسس مذهبية وإثنيةوثرواتية،و يستهدف بالدرجة الرئيسة تحطيم الدولة الوطنية السورية، وتقسيمها إلى دُوَيْلات طائفية يتحكم فيها أمراء الحرب الإرهابية الذين تحتضنهم الولايات المتحدة الأميركية، والمشيخات النفطية الخليجية (السعودية وقطر)،والكيان الصهيوني ،بوصفهم جزءًا رئيسًا من المشروع المعادي لمحور المقاومة المتكون من سورية، وحزب الله و الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
بل إنّ الولايات المتحدة الأميركية عادت إلى خططها الشيطانية وبدأت تحيك من خلف الأبواب لمسرحية هجوم كيماوي في الشمال،والتحضير لمسرحية فبركة كيماوية جديدة بمساعدة أدواتها البرية التي جهزت مسرح الاتهامات في شمال سورية في أماكن تواجد ما تسمى بقوات سورية الديمقراطية «قسد» الكردية،التي تحولت إلى ذراع واشنطن البرية فهي أصبحت أسوء حال من « داعش» في المناطق التي احتلتها عوضاً عن التنظيم الإرهابي ، وعين تآمرها على عرقلة تقدم الجيش العربي السوري على جبهة الجنوب التي أقلقت راحة بال الأميركي ومن خلفه الصهيوني اللذين توجها الى طمأنة وتهدئة بال التنظيمات الارهابية حول مصيرهم فهم يعولون على تمديد انفاق خفض التوتر علهم يمددون حياة هذه التنظيمات التي تقترب من الانهيار والتلاشي . فالطمأنات التي تلقتها التنظيمات الإرهابية في الجنوب السوري جاءت لرفع معنوياتهم المنهارة مع اقتراب الجيش السوري من إعلان بدء المعركة، بيد أن هذه التنظيمات التي انصاعت لأوامر مشغليها لثمان سنوات متتالية وقبضت آلاف الدولارات لاستمرار تأجيج الحرب ولتنفيذ خطط ومشاريع واشنطن وحلفائها، سيكون مصيرها مشابها لكل إرهابي صعد على متن الحافلات وتم ترحيله الى ادلب (2).‏
ويجري الآن سباق بين التصعيد العسكري والديبلوماسية للتوصل إلى اتفاق حول الجنوب السوري، فقد قالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية هيذر نويرت في بيان يومالجمعة 25آيار/مايو2018:إنّ «الولايات المتحدة ستتخذ إجراءات حازمة ومناسبة رداً على انتهاكات نظام الأسد بوصفها ضامناً لمنطقة عدم التصعيد تلك مع روسيا والأردن».بينما
كرّر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في موسكو دعوته جميع القوات الأجنبية إلى «ضرورة مغادرة منطقة خفض التصعيد جنوب غربي سورية». وقال: «لدينا اتفاقات معروفة جيداً حول خفض التصعيد. وتم التوصل إليها بين روسيا والولايات المتحدة والأردن، وكانت إسرائيل على علم بها، وتعتبر أن منطقة خفض التصعيد يجب أن تعزز الاستقرار، ويجب سحب جميع القوات غير السورية من هذه المنطقة». وأضاف: «أرى ضرورة تنفيذ ذلك في أقرب وقت ممكن. ونحن نعمل على ذلك الآن مع زملائنا الأردنيين والأميركيين».
قبل أن يعلن نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف، أن الأردن اقترح عقد اجتماع ثلاثي حول سورية في عمان على مستوى الوزراء، وقال للصحافيين: «مستعدون منذ زمن للمشاركة في مثل هذا اللقاء. في البداية اقترح أصدقاؤنا في عمان المستوى الوزاري، وزيرنا كان مستعداً تماماً لاتصال كهذا». وأشار إلى أن روسيا تنتظر ردّ الولايات المتحدة من أجل الاتفاق على تفاصيل الاجتماع الثلاثي، الذي سيبحث خلاله وقف النار جنوب سورية. وقال: «إننا نؤيد وقف النار، من دون أن يشكل فراغاً قد يملأه الإرهابيون والمتطرفون، لذلك فنحن على قناعة بأن هذه المناطق يجب أن تكون تحت سيطرة الجيش الحكومي السوري».
من وجهة نظر أميركا والكيان الصهيوني محظور على الجيش العربي السوري تحرير مدينة درعا الواقعة جنوب غرب سورية ، والتي تحظى بأهمية استراتيجية من جميع النواحي الجغرافية والديموغرافية والاقتصادية والأمنية، فهي من ناحية تقع قرب منطقة الجولان المحتلة من قبل الكيان الصهيوني عام 1967، وتضم حوالي مليون و300 ألف نسمة، فضلاً عن كونها ممراً اقتصادياً مهماً بين سورية وجارتها الجنوبية الأردن.‏ وترى أميركا أنّ تحرير درعا من الجماعات الإرهابية على يد الجيش العربي السورية سيؤدي إلى تهيئة الأرضية للجيش السوري للضغط على قوات العدو الصهيوني من أجل استعادة الجولان المحتل ولو بعد حين، وكذلك تضييق الخناق على الكيان الصهيوني الذي يعتبر درعا والقنيطرة جزءاً مهماً من أمنه المزعوم.‏ فلا تزال الولايات المتحدة الأميركية ومعها الكيان الصهيوني يرفضان أن يخرج الجيش العربي وحلفائه من محور المقاومة منتصرين في هذه الحرب الإرهابية الكونية على سورية،لذا يسعيان إلى إبقاء وحماية التنظيمات الإرهابية في عموم سورية ومن بينها مدن «درعا» و«القنيطرة» لمواصلة المخطط الأميركي-الصهيوني الرامي إلى زعزعة أمن واستقرار الشرق الأوسط وتقسيم دول المنطقة والاستحواذ على مقدراتها والتحكم بمصيرها ومن بينها سورية.‏
ولذلك تعمل أميركا على حماية الارهاب في المنطقة بوصفه نهجًا امبرياليًا أميركيًا بامتياز سعت منذ سنوات طويلة كل الإدارتالأميركيةالمتعاقبة على استخدامه كأداة لتفتيت المنطقة، وحماية أمن الكيان الصهيوني،حيث يدرك هذا الأخير أنّ النصر للجيش العربي السوري والمقاومة على وجه التحديد في الجنوب السوري ، وانتهاء هذه الحرب وخروج سورية منها ومعها حزب الله منتصرين يعني سقوط وجود جيش لحدي على حدوده مع سورية يحمي وجوده في الجولان المحتل، وأنه سيجد نفسه في الحدود على الجولان مع الجيش العربي السوري والمقاومة..
منهنا تسعى أميركا بكل قواها لمنع تمكن الجيش العربي السوري من تحرير الجنوب السوري واستعادته كاملا، وللغاية تلك تقوم على الايحاء بأن عملية تحرير درعا من قبل الجيش العربي السوري ستؤدي بحسب مزاعمها إلى زعزعة الأمن في كل مناطق جنوب غرب سورية.. فرمت واشنطن حبال «خفض التوتر» بغية إنقاذ حليفها االكيان الصهيوني مسبقاً من الغرق في مستنقعات الجنوب.‏ ولا بد من الإشارة بأن سريان اتفاقية خفض التصعيد في جنوب سورية قد انتهى مؤخراً، ولم تجرِ أي مباحثات لتجديده، ومع هذا تتخذ واشنطن الاتفاقية ذريعة للتدخل العسكري لحماية الجماعات الإرهابية وعلى رأسها «جبهة النصرة » علماً بأن هذا التنظيم الإرهابي غير مشمول بالاتفاقية.‏


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.