انطلاقة سنة دراسية محمّلة بالرهانات: 6164 مؤسسة تستقبل اليوم أكثر من مليوني تلميذ    صفاقس: انطلاق توزيع المساعدات المدرسية لفائدة 4400 تلميذ    ارتفاع إنتاج الكهرباء في جويلية    تونس تروّج لوجهتها السياحية في الصين: حضور قوي في كبرى التظاهرات الدولية    القيروان .. تقديرات بإنتاج 52 ألف طن من زيت الزيتون    ابحار أسطول الصمود الإيطالي من صقلية في اتجاه القطاع    تسهيلات لتأشيرات المصريين    الرابطة المحترفة الأولى: برنامج جديد لمقابلات الجولة 6    استعدادا لمؤتمر موندياكولت 2025 ، يوم الاثنين في تونس أول ورشة عمل وطنية حول "مؤشرات الثقافة 2030 لليونسكو"    اختتام الأسبوع الأول من مهرجان سينما جات بطبرقة    سوق المحرس العتيق...نبض المدينة وروح التاريخ    أولا وأخيرا ..أول عرس في حياتي    لماذا يرتفع ضغط الدم صباحًا؟ إليك الأسباب والحلول    بطولة النخبة لكرة اليد: الترجي والنادي الإفريقي يتقاسمان الصدارة بعد الجولة الخامسة    احتجاجات مناهضة لإسرائيل تنهي سباق إسبانيا للدراجات مبكرا    الجولة الخامسة من الرابطة الأولى: جرجيس تواصل الصدارة والتعادل يحسم قمة رادس    عبد المجيد تبون يعين سيفي غريب وزيرا أول ويكلفه بتشكيل الحكومة الجزائرية الجديدة    المعرض التشكيلي "الأرض الرّوحية" لسامي بن عامر من 3 إلى 31 أكتوبر 2025 بقصر خير الدين    الجمعية التونسية لقرى الأطفال "آس أو آس " تنجح في أكبر تحد رفعته منذ 3 سنوات    بنزرت: حرفة صناعة الفخّار بسجنان تسري في عروق النساء وتصون ذكرى الأجداد    مدنين: غدا افتتاح السنة التكوينية الجديدة بمعهد التكوين في مهن السياحة بجربة ببعث اختصاص جديد في وكالات الاسفار وفضاء للمرطبات والخبازة    عاجل: تأجيل إضراب التاكسي    بداية من 17 سبتمبر: تيك توك قد يُمنع أمريكا    عاجل: ظهور سحابة ضخمة في السعودية بمساحة تفوق 4 دول عربية    مباراة ودية - تعادل قوافل قفصة مع هلال الرديف 2-2    اتحاد ين قردان يعزز صفوفه بالمهاجم الغيني أبوبكر سيديكي    ركلة جزاء متأخرة من صلاح تمنح ليفربول فوزا صعبا في بيرنلي    الكاف: تنظيم معرض الكتاب بالمركب الثقافي الصحبي المصراتي بمناسبة العودة المدرسية    عاجل: تفاصيل طقس العودة المدرسية    عجيل توجّه شاحنة وقود إلى ميناء بنزرت لتزويد سفن "أسطول الصمود"    ينطلق غدا: تونس ضيفة شرف الدورة الثانية لمهرجان بغداد السينمائي الدولي    عمليات زرع أعضاء ناجحة تنقذ 4 مرضى..وهذه التفاصيل..    إنتاج الكهرباء في تونس يرتفع 4% بفضل واردات الجزائر    ارتفاع طفيف في الحرارة يوم الأحد والبحر قليل الاضطراب    سبتمبر مختلف: خريف مبكر يطرق أبواب هذه المناطق    تسهيلات جديدة للمصريين للحصول على تأشيرة دخول تونس    بنزرت: خروح 3 سفن فقط في اتجاه شواطىء غزة    التصريحات إثر دربي الساحل (فيديو)    نحو دعوة الكنزاري للمثول امام مكتب الرابطة    22 سبتمبر الجاري: "يوم فرص الأعمال مع تونس" ببوخارست    الطلب على الطاقة يرتفع ب10% مع موفى جويلية 2025    زغوان: تنفيذ 1724 عملية تلقيح للقطط والكلاب ضد داء الكلب من جملة 14 ألف عملية مبرمجة    منظمة شنغهاي للتعاون تدين الغارات الجوية الإسرائيلية على قطر    "مواسم الريح" للأمين السعيدي رواية الإعترافات والبحث في أعماق الذات البشرية    مصر.. رجل اعمال فرنسي يسرق كمية من الذهب من مصنع مجوهرات    حادث مرور قاتل بهذه المنطقة..وهذه حصيلة الضحايا..#خبر_عاجل    محمد الجبالي يوضح: لم أتهم فضل شاكر بالسرقة والتشابه موجود    عند سوء الاستخدام.. بعض الأدوية قد تصبح قاتلة...شنيا هي؟    كيفاش البصل يحميك من الأمراض والبرد؟    أبراج باش يضرب معاها الحظ بعد نص سبتمبر 2025... إنت منهم؟    الشركة التونسية للملاحة: إلغاء سفرة تونس – مرسيليا المبرمجة اليوم على متن السفينة قرطاج..    وزارة الصحة تطلق خطة وطنية للتكفل بمرضى الجلطة الدماغية    السبت: حالة الطقس ودرجات الحرارة    الديوانة: حجز بضائع مهرّبة تفوق قيمتها 19 مليون دينار خلال الأسابيع الفارطة    وزارة الصحة تحذر    خطبة الجمعة .. مكانة العلم في الإسلام    مع الشروق : الحقد السياسيّ الأعمى ووطنية الدّراويش    أبراج 12 سبتمبر: يوم يحمل فرصًا جديدة لكل برج    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



توفيق المديني يكتب لكم : معركة تحرير الجنوب السوري ومعارضة أميركا وإسرائيل
نشر في الصريح يوم 02 - 06 - 2018

لاشك أنّ الانتصار الكبير في الغوطتين الغربية والشرقية ، ومنطقة القلمون الشرقي ، وفي الوقت الحاضر إنهاء الوجود الإرهابي الداعشي في منطقة الحجر الأسود ومخيم اليرموك، يشكل نصرًا استراتيجيا للدولة الوطنية السورية ، لا سيما بعد استكمال تحرير مدينة دمشق وريفها بالكامل من الوجود الإرهابي ،ويسقط كل الرهانات الخارجية على إبقاء جيوب إرهابية قريبة على العاصمة دمشق وريفها تؤثر في قرارها السياسي والسيادي تجاه جملة تطورات الحرب واستحقاقاتها،ويجعل الجيش العربي السوري ، وقيادة الدولة الوطنية السورية أكثر تصميمًا على مواصلة الحرب على ما تبقى من بؤر الإرهاب حتى القضاء عليها، و لا سيما تحرير الجنوب السوري في محافظات درعا والسويداء و القنيطرة ،الذي لا يزال خاضعًا للنفوذ الأميركي –الصهيوني .
وهاهوالجيش العربي السوري بعد إتمام السيطرة على العاصمة دمشق وريفها وطرد تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) منها الأسبوع الماضي، ووسط البلاد في محافظتي حمص وحماه،يقوم بالتحضيرات اللازمة والضرورية من خلال التعزيزات المكثفة للقوات العسكرية،وانتقال القوات الرئيسة من دمشق إلى الجنوب، لخوض معركة تحرير الجنوب السوري،ولا سيما محافظة درعا، التي تنتمي إلى منطقة «خفض التصعيد العسكري».فانتهاءاتفاق خفض التصعيد في مدينة درعا جنوب سورية يعتبر مسألة حتمية في ظل استمرار وجود الإرهابيين الذين ينتمون إلى تنظيمي «داعش وجبهة النصرة»،حيث ألقت القوات السورية يوم الجمعة 25 آيار/مايو 2018،منشورات فوق محافظة درعا الجنوبية تحذر من عملية عسكرية وشيكة وتدعو المقاتلين الإرهابيين إلى إلقاء السلاح.فقد طبعت على إحدى المنشورات صورة مقاتلين قتلى مرفقة بتعليق «لا تكن كهؤلاء. هذه هي النهاية الحتمية لكل من يصر على الاستمرار في حمل السلاح (...) اترك سلاحك قبل فوات الأوان».وكتب على منشور آخر، «أمامك خياران، إما الموت الحتمي أو التخلي عن السلاح، رجال الجيش العربي السوري قادمون، اتخذ قرارك قبل فوات الأوان».وتوجهت المنشورات إلى أهالي درعا تدعوهم لمشاركة الجيش في «طرد الإرهابيين». ووقعت باسم «القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة».
وتسيطر التنظيمات الإرهابية المرتبطة بالإمبريالية الأميركية و الكيان الصهيوني والنظام الأردني،على سبعين في المئة من محافظة درعا وعلى أجزاء من المدينة مركز المحافظة بحسب المرصد.وتتواجد الفصائل المعارضة عملياً في المدينة القديمة الواقعة في القسم الجنوبي من درعا فيما تحتفظ قوات الدولة السورية بسيطرتها على الجزء الاكبر شمالاً، حيث الأحياء الحديثة ومقرات مؤسسات الدولة.وتشكل أجزاء من محافظات درعا والقنيطرة والسويداء في جنوب سورية إحدى مناطق خفض التوتر التي نتجت عن محادثات استانا العام الماضي..
وكان الرئيسان الروسي والأميركي، فلاديمير بوتين ودونالد ترامب،توصلافي قمة أولى جمعتهما في هامبورغ، على هامش اجتماعات الاقتصادات العشرين الكبرى في العالم، في 7تموز/ يوليو2017 ، إلى اتفاقٍ لخفض التصعيد في جنوب غرب سورية، شمل محافظتي درعا والقنيطرة، والبدء بتنفيذه في 9من الشهر نفسه. غير إنّه منذ بداية الأزمة السورية في عام 2011، تبنى الكيان الصهيونيإستراتيجية إطالة أمد الحرب، وإضعاف سورية، والدعوة إلى تقسيمها على أسس طائفية وعرقية ومناطقية. وعلى الرغم من إعلان الكيان الصهيوني المستمر أنه لن يتدخل في هذه الحرب، فإنّه أقام قنوات اتصال مع بعض الفصائل الإرهابية الناشطة في الشريط الحدودي المحاذي للجولان السوري الذي يحتله الكيان الصهيوني من ناحية، ووضع، من ناحية أخرى، خطوطًا حمراء للدولة الوطنية السورية ،شملت منع استخدام الأراضي السورية لنقل أسلحة متطورة إلى حزب الله في لبنان، ومنع دخول قوات عسكرية إيرانية إلى المنطقة المحاذية للجولان السوري المحتل. وشنّالكيان الصهيوني منذ كانون الثاني/ يناير 2012 و لغاية الآن ،عشرات الغارات على مواقع مختلفة في سورية، كلما رأى أنه جرى اختراق خطوطها الحمراء.
كما سعى الكيان الصهيوني ، في السنوات الأخيرة، إلى استغلال الحرب في سورية، لتحقيق هدفين أساسيين، هما الحصول على شرعية دولية لضمههضبة الجولان السورية التي احتلها منذ عام 1967، و إقامة منطقة منزوعة السلاح وتحت النفوذ الصهيوني في جنوب سورية على طول الحدود مع الجولان السوري المحتل بعمق عشرات الكيلومترات ، وأيضًا على طول الحدود السورية - الأردنية، تكون خاليةً من القوات العسكرية.
ويخشى الكيان الصهيوني من أن تطوّر روسيا وجودها العسكري في جنوب سورية من مجرد الإشراف على تنفيذ الاتفاق إلى وجود دائم يشمل إقامة قاعدة عسكرية جوية لسلاح الجو الروسي في مطار الثعلة الواقع شرقي مدينة درعا، والمتاخم لمحافظة السويداء؛ ما يعني أن روسيا قد تستقدم إلى هذا المطار منظومات صواريخ إس 300 وإس 400 كالتي نشرتها في مطار حميميم في شمال غرب سورية، والتي حولتها روسيا إلى قاعدة عسكرية جوية كبيرة. وفي حال فعلت روسيا ذلك، سوف تستقدم على الأرجح قوات عسكرية برية للدفاع عن المطار الذي لا يبعد سوى 55 كيلومترًا عن الحدود السورية مع الجولان المحتل؛ ما سيحدّ، في حال حصوله، من قدرة الكيان الصهيوني على الاستمرار في استباحة الأجواء والأراضي السورية، وشن اعتداءات على سورية كلما رأت أن خطوطها الحمراء قد اخترقت([1]).
ويعارض الكيان الصهيوني اتفاق خفض التصعيد الذي توصلت إليه روسيا والولايات المتحدة بشأن جنوب سورية، لأنه يرى أنه يتناقض مع إستراتيجيته الأمنية والعسكرية تجاه الصراع الدائرفيسورية،فقد مهد الاتفاق إلى إنهاء الحرب في سورية،وهو ما لا يرغب فيه الكيان الصهيوني .وفضلاً عن أن الجانب الصهيوني رصد انسحاب مايسمى « جيشالعشائر»الإرهابي وعودة الجيش العربي السوري إلى مواقعه وهو مايشكلخطرعليهم، وهم حسب ادعاء الصهاينة لايريدون مواجهة معه ، لذا كان وجود التنظيم الارهابي أخف وطأة عليهم كون هذه التنظيمات تحابي العدو الصهيوني بل وتحتمي به.‏
تحول جنوب سورية إلى ساحة مواجهة مع الكيان الصهيوني
يقترب الموقف العسكري في جنوب سورية وجنوب غربها من حافة الصدام مع التنظيمات الإرهابية ،في ظل اعتبار الكيان الصهيوني أن قوات الجيش العربي السوري ومحور المقاومة، باتت قريبة من مشارف حدوده، الأمر الذي جعل قادة العدو الصهيوني يتبرمون من مذكرة تفاهم روسية أميركية أردنية وُقّعت في عمّان بتاريخ 8تشرين الثاني/نوفمبر2017، لتأسيس منطقة «خفض التوتر»المؤقتة في جنوب سورية، ولم تلب مطلب الكيان الصهيوني في إبعاد القوات الحليفة للدولة الوطنية السورية عن الأراضي السورية والفلسطينية التي تحتلها بمسافة 50 كيلومتراً.
ونشبت حرب تصريحات بين موسكو وواشنطن على خلفية المذكرة الروسية الأميركية الأردنية المبرمة في عمّان، في 8 نوفمبر/تشرين الثاني 2017، حول جنوب غربي سورية، لدعم اتفاق وقف إطلاق النار على طول خطوط التماس المتفق عليها. وأوضحت موسكو، في بيان نشرته صفحة قاعدة حميميم العسكرية في الساحل السوري، إن المذكرة «لم تنص على جلاء جميع القوات الأجنبية عن جنوب غربي سورية، بما فيها القوات الإيرانية والفصائل المسلحة الموالية لها كما ادعت وزارة الخارجية الأميركية. كما أن موسكو لم تقدم وعوداً ببحث ذلك مع السلطات في دمشق كما أشيع». وكان مسؤول أميركي قال إن مذكرة عمّان «تضمن بقاء جنوب غربي سورية تحت سيطرة المعارضة السورية حتى إتمام التسوية السياسية لأزمة السوريين»، لكن موسكو تؤكد أن هذا لم يرد في المذكرة، في اتهام مبطن لواشنطن بالتراجع عن تفاهمات أبرمتها معها. ورأى المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، بهرام قاسمي، أن «تواجد قوات بلاده ودورها على الأرض في سورية رسمي وشرعي، كونه جاء بالتنسيق مع الحكومة السورية». وأوضح أن «طهران تريد تطهير كافة المواقع السورية من الإرهاب، كما ستشارك في عمليات الإعمار مستقبلاً وستستمر بعلاقات الصداقة التي تربطها بدمشق»، على حد وصفه.
التسابق بين الديبلوماسية والحسم العسكري في جنوب سورية
تدلل هذه التطورات المتلاحقة في جنوب سورية على أن الموقف في طريقه إلى التصعيد بين فرقاء الصراع، خصوصاً أن الكيان الصهيوني يؤكد أنه لن يتوقف عن القيام بعملياته العسكرية العدوانية التي تستهدف مواقع عسكرية للجيش العربي السوري وحلفائه داخل الأراضي السورية.ودأب الطيران الصهيوني على قصف أي هدف تشك تل أبيب في أن وجوده يشكل خطراً مباشراً على أمنها.
وفي ضوء الانتصارات الكبيرة للجيش العربي السوري على مختلف الجبهات التي قضت مضجع الإمبريالية الأميركية و الكيان الصهيوني والأنظمة الرجعية العربية ، ووضع الخطط العسكرية اللازمة ورصد نقاط ومقرات التنظيمات الإرهابية بانتظار إعلان لحظة البدء لخوض معركة تحرير الجنوب السوري ، ترفض الولايات المتحدة الأميركية وحلفاؤها الاعتراف بهزيمته وتشظي مشاريعها الاستعمارية على الأرض السورية ،حيث كان المخطط الأميركي -الصهيوني- والخليجي ، يريد عادة إنتاج مشروع سايكس- بيكو جديد، ذلك المشروع الذي يفكك ويركّب المنطقة العربية على أسس مذهبية وإثنيةوثرواتية،و يستهدف بالدرجة الرئيسة تحطيم الدولة الوطنية السورية، وتقسيمها إلى دُوَيْلات طائفية يتحكم فيها أمراء الحرب الإرهابية الذين تحتضنهم الولايات المتحدة الأميركية، والمشيخات النفطية الخليجية (السعودية وقطر)،والكيان الصهيوني ،بوصفهم جزءًا رئيسًا من المشروع المعادي لمحور المقاومة المتكون من سورية، وحزب الله و الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
بل إنّ الولايات المتحدة الأميركية عادت إلى خططها الشيطانية وبدأت تحيك من خلف الأبواب لمسرحية هجوم كيماوي في الشمال،والتحضير لمسرحية فبركة كيماوية جديدة بمساعدة أدواتها البرية التي جهزت مسرح الاتهامات في شمال سورية في أماكن تواجد ما تسمى بقوات سورية الديمقراطية «قسد» الكردية،التي تحولت إلى ذراع واشنطن البرية فهي أصبحت أسوء حال من « داعش» في المناطق التي احتلتها عوضاً عن التنظيم الإرهابي ، وعين تآمرها على عرقلة تقدم الجيش العربي السوري على جبهة الجنوب التي أقلقت راحة بال الأميركي ومن خلفه الصهيوني اللذين توجها الى طمأنة وتهدئة بال التنظيمات الارهابية حول مصيرهم فهم يعولون على تمديد انفاق خفض التوتر علهم يمددون حياة هذه التنظيمات التي تقترب من الانهيار والتلاشي . فالطمأنات التي تلقتها التنظيمات الإرهابية في الجنوب السوري جاءت لرفع معنوياتهم المنهارة مع اقتراب الجيش السوري من إعلان بدء المعركة، بيد أن هذه التنظيمات التي انصاعت لأوامر مشغليها لثمان سنوات متتالية وقبضت آلاف الدولارات لاستمرار تأجيج الحرب ولتنفيذ خطط ومشاريع واشنطن وحلفائها، سيكون مصيرها مشابها لكل إرهابي صعد على متن الحافلات وتم ترحيله الى ادلب (2).‏
ويجري الآن سباق بين التصعيد العسكري والديبلوماسية للتوصل إلى اتفاق حول الجنوب السوري، فقد قالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية هيذر نويرت في بيان يومالجمعة 25آيار/مايو2018:إنّ «الولايات المتحدة ستتخذ إجراءات حازمة ومناسبة رداً على انتهاكات نظام الأسد بوصفها ضامناً لمنطقة عدم التصعيد تلك مع روسيا والأردن».بينما
كرّر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في موسكو دعوته جميع القوات الأجنبية إلى «ضرورة مغادرة منطقة خفض التصعيد جنوب غربي سورية». وقال: «لدينا اتفاقات معروفة جيداً حول خفض التصعيد. وتم التوصل إليها بين روسيا والولايات المتحدة والأردن، وكانت إسرائيل على علم بها، وتعتبر أن منطقة خفض التصعيد يجب أن تعزز الاستقرار، ويجب سحب جميع القوات غير السورية من هذه المنطقة». وأضاف: «أرى ضرورة تنفيذ ذلك في أقرب وقت ممكن. ونحن نعمل على ذلك الآن مع زملائنا الأردنيين والأميركيين».
قبل أن يعلن نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف، أن الأردن اقترح عقد اجتماع ثلاثي حول سورية في عمان على مستوى الوزراء، وقال للصحافيين: «مستعدون منذ زمن للمشاركة في مثل هذا اللقاء. في البداية اقترح أصدقاؤنا في عمان المستوى الوزاري، وزيرنا كان مستعداً تماماً لاتصال كهذا». وأشار إلى أن روسيا تنتظر ردّ الولايات المتحدة من أجل الاتفاق على تفاصيل الاجتماع الثلاثي، الذي سيبحث خلاله وقف النار جنوب سورية. وقال: «إننا نؤيد وقف النار، من دون أن يشكل فراغاً قد يملأه الإرهابيون والمتطرفون، لذلك فنحن على قناعة بأن هذه المناطق يجب أن تكون تحت سيطرة الجيش الحكومي السوري».
من وجهة نظر أميركا والكيان الصهيوني محظور على الجيش العربي السوري تحرير مدينة درعا الواقعة جنوب غرب سورية ، والتي تحظى بأهمية استراتيجية من جميع النواحي الجغرافية والديموغرافية والاقتصادية والأمنية، فهي من ناحية تقع قرب منطقة الجولان المحتلة من قبل الكيان الصهيوني عام 1967، وتضم حوالي مليون و300 ألف نسمة، فضلاً عن كونها ممراً اقتصادياً مهماً بين سورية وجارتها الجنوبية الأردن.‏ وترى أميركا أنّ تحرير درعا من الجماعات الإرهابية على يد الجيش العربي السورية سيؤدي إلى تهيئة الأرضية للجيش السوري للضغط على قوات العدو الصهيوني من أجل استعادة الجولان المحتل ولو بعد حين، وكذلك تضييق الخناق على الكيان الصهيوني الذي يعتبر درعا والقنيطرة جزءاً مهماً من أمنه المزعوم.‏ فلا تزال الولايات المتحدة الأميركية ومعها الكيان الصهيوني يرفضان أن يخرج الجيش العربي وحلفائه من محور المقاومة منتصرين في هذه الحرب الإرهابية الكونية على سورية،لذا يسعيان إلى إبقاء وحماية التنظيمات الإرهابية في عموم سورية ومن بينها مدن «درعا» و«القنيطرة» لمواصلة المخطط الأميركي-الصهيوني الرامي إلى زعزعة أمن واستقرار الشرق الأوسط وتقسيم دول المنطقة والاستحواذ على مقدراتها والتحكم بمصيرها ومن بينها سورية.‏
ولذلك تعمل أميركا على حماية الارهاب في المنطقة بوصفه نهجًا امبرياليًا أميركيًا بامتياز سعت منذ سنوات طويلة كل الإدارتالأميركيةالمتعاقبة على استخدامه كأداة لتفتيت المنطقة، وحماية أمن الكيان الصهيوني،حيث يدرك هذا الأخير أنّ النصر للجيش العربي السوري والمقاومة على وجه التحديد في الجنوب السوري ، وانتهاء هذه الحرب وخروج سورية منها ومعها حزب الله منتصرين يعني سقوط وجود جيش لحدي على حدوده مع سورية يحمي وجوده في الجولان المحتل، وأنه سيجد نفسه في الحدود على الجولان مع الجيش العربي السوري والمقاومة..
منهنا تسعى أميركا بكل قواها لمنع تمكن الجيش العربي السوري من تحرير الجنوب السوري واستعادته كاملا، وللغاية تلك تقوم على الايحاء بأن عملية تحرير درعا من قبل الجيش العربي السوري ستؤدي بحسب مزاعمها إلى زعزعة الأمن في كل مناطق جنوب غرب سورية.. فرمت واشنطن حبال «خفض التوتر» بغية إنقاذ حليفها االكيان الصهيوني مسبقاً من الغرق في مستنقعات الجنوب.‏ ولا بد من الإشارة بأن سريان اتفاقية خفض التصعيد في جنوب سورية قد انتهى مؤخراً، ولم تجرِ أي مباحثات لتجديده، ومع هذا تتخذ واشنطن الاتفاقية ذريعة للتدخل العسكري لحماية الجماعات الإرهابية وعلى رأسها «جبهة النصرة » علماً بأن هذا التنظيم الإرهابي غير مشمول بالاتفاقية.‏


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.