التونسية (تونس) في ظل تعطل لغة الحوار بين الفرقاء السياسيين تتواصل المشاورات بين المنظمات الراعية للحوار وممثلين عن الأحزاب وتقوم وداد بوشماوي رئيسة الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة باتصالات كبيرة مع عدة شخصيات سياسية على غرار اللقاء الذي جمعها يوم أمس بالباجي قائد السبسي كما كان لحسين العباسي لقاء مع مصطفى بن جعفر في حين التقى عميد المحامين فاضل محفوظ بالباجي قائد السبسي . من جهة أخرى أكد حسين العباسي أمس في لقائه بعدد من النواب المنسحبين من المجلس الوطني التأسيسي على تمسك الاتحاد بمبادرة المنظمات الراعية وبشرطين أساسيين هما استقالة الحكومة وعودة المجلس التأسيسي في حين ساند النواب هذا الموقف واعتبروه ضمانة مهمة لنجاح المفاوضات. في هذه الأثناء علمنا أن المنظمات الراعية للحوار ستعلن خلال الساعات القليلة القادمة عن تصور لتنفيذ المبادرة عبر روزنامة لتطبيقها قد يشترط قبول هذا التصور برمته من طرف جميع الأحزاب أو رفضه برمته. ويأتي هذا الموقف الجديد للمنظمات الراعية للحوار تأكيدا منها على تمسكها بالحوار وإيجاد مخرج حقيقي لجميع الأطراف بعيدا عن منطق الربح والخسارة والتفكير في مصلحة البلاد قبل العباد. هذا التصور كنا تحدثنا عن ملامحه وهو يمثل خارطة طريق لتطبيق مبادرة المنظمات الراعية للحوار عبر أجندا واضحة ستقدم موعدا نهائيا لاستقالة الحكومة وبقية المواعيد السياسية القادمة. هذه الورقة التي ستقدمها المنظمات الراعية هي الورقة الأخيرة التي ستلعبها وسيتم فيها تحميل كل طرف مسؤولياته بعيدا عن المجاملات وستكون الأخيرة قبل كشف كل الحقائق للشعب التونسي حول المشاورات التي دارت مع كافة الأطراف. من جهة أخرى بيّن مصدر خاص ب«التونسية» أن المرحلة الحالية تتطلب تنازلات أكبر من الترويكا باعتبار أن المعارضة قبلت بالإبقاء على التأسيسي وهو ما يتطلب موقفا واضحا من الترويكا وقبول فوري باستقالة الحكومة. وبينما تتواصل المشاورات بعيدا عن الأضواء وفي الكواليس بدأ عامل العودة المدرسية يشكل ضغطا حقيقيا على الأحزاب وخاصة «الترويكا» حيث يوجد تخوف حقيقي من تواصل الأزمة مع العودة المدرسية لا سيما أن عدة صفحات على المواقع الاجتماعية انطلقت في الدعوة الى مظاهرات تلمذية وطلابية لحل الحكومة بداية من يوم 18 سبتمبر القادم وهو ما يدفع السلطة الى أخذ هذا المعطى بعين الاعتبار. والمرجح أن الحل سيكون قريبا جداً لا سيما أن مصطفى بن جعفر يعتزم إعادة المجلس التأسيسي إلى سالف نشاطه وهي ورقة جديدة قد تؤكد أن الحل قريب.