من جديد تختار الجامعة التونسية لكرة القدم العودة الى عاداتها غير المجدية، وسياسة التعويل والاستنجاد بممرن متعاقد وينشط في صلب ناد من الرابطة الأولى لحسم نتيجة مباراتي الباراج المؤهلة لنهائيات كأس العالم. عملية الازدواجية في التدريب وتواصل اعتمادها بعد ثلاث تجارب سابقة لم تكن ناجحة ولا ناجعة ولا مجدية بالمرة قد تخيفنا والحقيقة تقال وتذكرنا بالسلسلة السلبية والخيبات المتكررة التي عرفها المنتخب الوطني كلما حوّل وجهة نظره الى مدرب ينشط في ناد مدني مهما كانت جنسيته ويقبل التعاقد معه بالتوازي مع مواصلة نشاطه مع ناديه الأصلي... لم نحفظ الدرس من هذه التجارب السابقة المرة التي حصلت في أكثر من مرة لما وقع في 1979 الاستنجاد بممرن الملعب التونسي آنذاك عامر حيزم وفريقه في أوج عطائه. جيء بحيزم بعد الفترة الزاهية مع عبد المجيد الشتالي في كأس العالم 1978 والذي قرر التخلي عن مغامرته مع المنتخب وهو في القمة وحسنا فعل. عامر حيزم كان مطلوبا بترشيح المنتخب للألعاب الأولمبية بموسكو 1980 لكن فاته وفات الجميع أن جيل الأرجنتين تفرقع بسرعة غريبة وكان لابد من إعداد جيل جديد، النتيجة انسحاب تاريخي ضد منتخب ليبيا (03) في طرابلس بعد فوز صعب في تونس (10). بالطبع انتهت مهمة حيزم مع هذا الخروج المبكر من المسابقة الأولمبية وعاد الى الملعب التونسي لمواصلة مشواره في البطولة (المرتبة الثانية على بعد نقطة من البطل النادي الافريقي) وربع النهائي في كأس تونس. التجربة الثانية مع ممرن ناد ومنتخب في نفس الوقت حصلت في 1989 مع آنطوني بيتشنزاك البولوني ممرن الترجي في موسم 1989/1990 احتاجه المنتخب بعد قرار التخلي عن المدرب المختار التليلي المتفوق على المغرب والزايير (الكونغو) في تصفيات كأس العالم مقابل هزيمتين ضدهما في عقر داريهما ولكن الهزيمة الثقيلة ضد السنيغال (03) في تصفيات كأس افريقيا (جويلية 89) عجلت برحيله ليتولى بولوني الترجي تعويضه دون نجاح يذكر بل كانت الخيبة والاقصاء المرّ ضد الكامرون في آخر مرحلة من تصفيات كأس العالم 1990 بعد هزيمتين (ذهابا وايابا) بيتشنزاك عاد للترجي ليخسر اللقب لصالح النادي الافريقي المتوج بفضل المواجهات المباشرة. التجربة الثالثة مع الازدواجية حصلت في جانفي 2010 مع فوزي البنزرتي مدرب الترجي الرياضي آنذاك والذي أوتي به لتعويض البرتغالي كويلهو صاحب الهزيمة الفضيحة ضد الموزمبيق التي أزاحتها من كأس العالم وأبقتنا في كأس افريقيا. فوزي البنزرتي لم يقدر على قلب الأوضاع في نهائيات أنغولا 2010 واكتفى بثلاثة تعادلات عجلت بالعودة بنا الى ديارنا في وقت قياسي. هذا ولم نحتسب هنا ولنفس هذا الممرن وهو يدرب الترجي المباراة التي قاد فيها المنتخب ضد الزايير (11) في نهائيات كأس افريقيا بتونس 1994 تعويضا استعجاليا ليوسف الزواوي بعد مهزلة مقابلة الافتتاح ضد مالي (02) فشل البنزرتي كما فشل حيزم وبيتشنزاك فهل يكون مردود ونتائج ومصير الهولندي كرول أفضل؟