التونسية (تونس) قال سامي براهم باحث في الحضارة العربية ل»التونسية» ان الإتحاد إرتكب خطأ إجرائيا منذ بداية الحوار، مشيرا الى ان الحياد غاب عن الندوة الصحفية التي نظمها الإتحاد أمس . وقال «لا أشكّك في نوايا الأطراف الراعية للحوار، ولكن كان من المفروض ان يكون دور الإتحاد التقريب بين وجهات النظر لا أن ينطلق بموقف جاهز وخارطة طريق ملزمة ويقول ان من لا يقبلها يعتبر خارج الحوار». وبيّن «براهم» ان الحياد غاب عن ندوة الإتحاد لأنه لم يتم عرض جميع المواقف وانما تم إبراز موقف وحيد ممّا أعطى الإنطباع بأن «النهضة»هي الطرف الوحيد المتهم . ووصف «براهم» «الندوة» بالمتسرّعة وقال : «هذه الندوة لم يتم الإعداد لها جيّدا». وقال «براهم» شعرنا وكأن «الرباعي» الراعي للحوار يريد ان يعود من جديد الى الشارع ولكن لا يجب ان ننسى ان الشارع مغامرة محفوفة بالمخاطر، وأكدّ انه لا يمكن لأي طرف مهما كان ثقله ان يغامر بالشارع. وأضاف: «الشارع سيجعلنا مثل لبنان بعد إغتيال الحريري ...» وقال : «حسب قناعتي الشخصية الحكومة والمعارضة فشلتا وكلاهما شريك في الفشل». واضاف: «كنا ننتظر من الرباعي الذي أدار الحوار وخصوصا الإتحاد لما له من رصيد وثقل ان يقرّب وجهات النظر». وأكد ان هناك عدة عوامل تظافرت لتقودنا الى هذا الفشل،محملا الطبقة السياسية والإرهاب وإنتشار السلاح والتخطيط للعنف المسؤولية...». وقال ان مختلف هذه العوامل ساهمت في الأزمة ، وإعتبر ان المعارضة إستفادت بشكل كبير ممّا حصل . وصرّح : «ما أخشاه هو ان يرسم الإرهابيون سياسة تونس في المستقبل لأنهم مستفيدون من أوضاع مماثلة» . وحول الحلول الممكنة بعد إقرار الإتحاد بفشل الحوار قال: «يجب ان تقتنع كل الأطراف ان لا إنفراج بلا حوار مباشر خاصة ان الإضرابات وتحريك الشارع يبقيا رهانا خاطئا ». وقال: «لا بد من اللّقاء المباشر وإلتزام كل الأطراف بإيجاد حلول للخروج من الأزمة التي تمر بها البلاد». وأكدّ ان «على كل الأطراف ان تبادر بتحديد الأولويات ومنها التعجيل بكتابة الدستور ،وأمن البلاد وتأمين الإنتخابات لنصل الى الحكومة القادمة». وأشار الى انه وفي ظل وجود مخاوف من الإنتخابات من الطرفين سواء كانت معارضة أو حكومة ،فإنه يتعين ضمان الظروف لتكون الإنتخابات شفافة حتى لو تطلّب الأمرمراجعة التعيينات وإرساء هيئة إنتخابات محايدة . وقال : «إذا تطلب الأمر بعث حكومة مستقلة لتكون الإنتخابات شفافة فلا بد من قبول ذلك». و ختم قائلا: «ان البلاد تعيش حاليا أزمة خانقة ودعا الرباعي الراعي للحوار الى التقريب بين وجهات النظر».