التونسية (تونس) ختم احد قضاة التحقيق بالمحكمة الابتدائية بتونس أبحاثه في جريمة محاولة قتل اتهم فيها شاب في عقده الثاني بعدما عمد إلى طعن المتضررة وهي جارته بسكين على مستوى رقبتها اضافة الى تسببه في تشويه بوجهها . منطلق هذه القضية التي جدت في موفى شهر مارس 2013 كان إعلام ورد على السلط الأمنية من احد المستشفيات بالعاصمة يفيد بقبول امرأة في حالة صحية حرجة جراء تعرضها إلى طعنة بمكان حساس من جسدها –رقبتها –,فتحولت دورية امنية على عين المكان وتعذر سماع أقوال المتضررة فيما انطلقت التحريات في الجريمة والتي تبين من خلالها أن مناوشة كلامية جدت بين المتضررة واحد اجوارها وهو شاب احتدت سريعا وانتهت بطعن هذا الأخير لها فتم إلقاء القبض على المظنون فيه الذي تحصن بالفرار بمنزل شقيقته بالضاحية الجنوبية بالعاصمة. وباستنطاقه أفاد أن شقيقته الصغيرة تعرفت على شاب وهامت به حبا وان هذا الاخير تقدم لخطبتها واكتملت فرحتها بمباركة العائلة وبعد شهرين عقدت قرانها لإعداد وثائق سفرها لان خطيبها من المقيمين بالمهجر وتحديدا بايطاليا مضيفا ان الخطيب عاد الى ايطاليا بحكم التزاماته العملية على أن يعود قبيل الزفاف بأيام لكن بعد فترة من سفره وقبل الزفاف بأسبوعين ولما كانت الاستعدادات على أشدها اتصل بها هاتفيا واعلمها انه عدل عن الزواج وانه سيشرع في اجراءات الطلاق وبرر تخليه عنها بأنه يعاني في الفترة الأخيرة من ضغوطات عمل وان ظروفه المادية صعبة ويفكر في تصفية أعماله في ايطاليا والتوجه إلى بلد آخر. وأضاف الشقيق ان اخته تعرضت نتيجة لذلك إلى أزمة نفسية حادة جعلتها نزيلة الفراش لأشهر بعد أن أصيبت بانهيار عصبي وقال انه في الأثناء عمدت جارته إلى ترويج حقائق مغلوطة بالمنطقة التي تقطن فيها العائلة إذ جعلت سمعة شقيقته تلوكها الألسن وانه تناهى إلى مسامعه أنها صرحت ان خطيب شقيقته تخلى عنها بعد أن صارحته قبل الزواج أنها فقدت عذريتها اثر تجربة حب فاشلة فثارت ثائرته وقرر فك الارتباط بها. وأضاف الأخ أنه لم يستطع تحمل هذه الاشاعات التي جعلت العائلة باكملها تعيش وضعا نفسيا صعبا فضلا على انه أشفق على شقيقته التي اضافة إلى التجربة المريرة التي مرت بها فان الألسن الخبيثة لم ترحمها فعزم على الانتقام من مصدر الإشاعات حتى يخرس ألسن الجميع وفي يوم الواقعة شاهد المتضررة في الطريق فاعترض سبيلها واستفسرها عن الإشاعات التي تروجها عن شقيقته الكاذبة فتبجحت أمامه بانها تعلم كل شيء وان الحقيقة هي عكس ما قالت عائلته فثارت ثائرته وانتابته حالة غضب شديد ونشبت مناوشة كلامية بينهما حاول بعض الاجوار تهدئتها وان الجارة تمادت في هتك عرض شقيقتها وانه حينها أخرج سكينا كانت بحوزته وأصابها على مستوى رقبتها وأعلى وجهها ل «تأديبها»,في المقابل بعد أن استقرت الحالة النفسية للمتضررة فندت تصريحات المظنون فيه وأكدت أن اعتداءه عليها كان مجانيا وان تبريراته غايتها التخفيف عن نفسه من العقوبة التي تنتظره. وبإجراء مكافحة بين الطرفين تمسك كل منهما بأقواله وباستشارة النيابة العمومية أذنت بالاحتفاظ بالمظنون فيه من اجل ما نسب اليه وبإحالته على أنظار قاضي التحقيق أعاد أقواله السابقة غير أن شاهدا تقدم للإدلاء بشهادة بين فيها أن المظنون فيه اعتدى على الشاكية لأنها شككت في أخلاق شقيقته وأنها تباهت بذلك أمام عدد كبير من أبناء المنطقة الأمر الذي اخرج الجاني من عقله وجعله يعمد إلى تعنيفها لان ما قالته فوق طاقة الاحتمال خاصة مع الحالة النفسية الصعبة لعائلة الفتاة المعروفة في المنطقة بحسن أخلاقها . وبعد ختم الأبحاث أحيل المتهم على أنظار القضاء بعد أن وجهت له تهمة محاولة القتل العمد .