التونسية (تونس) قالت أمس مصادر مطلعة ل «التونسية» أن المورط الأول في قضية إخفاء وثيقة التحذير التي وجهتها منظمة الأمن القومي الأمريكي إلى الجهات المختصة في تونس بخصوص استهداف محمد البراهمي هو المدير العام للمصالح المختصة محمد الزواري على حدّ تعبيرها. وأكدت مصادرنا أن العارف بحلقات العمل في وزارة الداخلية بإمكانه كشف هذا الأمر بسهولة لا سيما إذا تابع بدقة مجريات الأحداث. وأفادت مصادرنا أنه في يوم 14 جويلية 2013 وردت برقية من المخابرات المركزية الأمريكية إلى الأمن الخارجي تفيد أن الشهيد محمد البراهمي مهدد جديا بالاغتيال. وأضافت مصادرنا ان التقرير أحيل إلى الإدارة العامة للمصالح المختصة وبالتحديد الى رئيسها محرز الزواري وهذا الأخير أحالها إلى المدير العام للأمن الوطني وحيد التوجاني وأنه بعد الإطلاع عليها أعاد التوجاني الوثيقة الى محرز الزواري وذيلها بتعليمات مفادها تكليف مصطفى بن عمر المدير العام للأمن العمومي بإجراء «اللازم» . وقالت مصادرنا انه «هنا بدأت حياكة خطة تغييب الوثيقة والتقليل من أهميتها من قبل مدير المصالح المختصة حيث عمد إلى الاحتفاظ بالوثيقة وأصدر تعليمات للأمن العمومي بالصيغة التالية «طبق إشعار خارجي عضو المجلس التأسيسي محمد البراهمي يتعرض إلى التهديد .لإجراء اللازم». ولم يأت في هذا الإشعار أن البراهمي مهدد بالإغتيال وأن التهديد جدي للغاية أو أن هناك وثيقة استخباراتية تؤكد ذلك وبدا التهديد من خلال الإشعار تافها لا يتعدى حد التهديد اللفظي وفي أقصى الحالات «طريحة». وأضافت مصادرنا انه بناء على إشعار المصالح المختصة كلف مدير الأمن العمومي مدير إقليم تونس ومدير إقليم سيدي بوزيد بالمتابعة وتساءلت مصادرنا: «لماذا لم يكلف مدير الأمن العمومي مدير امن إقليم أريانة بالموضوع بما أن البراهمي يقطن في منطقة حي الغزالة من ولاية أريانة»؟ وقالت مصادرنا: الإجابة وجدت صلب الإشعار حيث لم ينصّص هذا الأخير على عنوان البراهمي وان كل ما ورد في الإشعار هو أن الرجل نائب في المجلس التأسيسي عن ولاية سيدي بوزيد. بما معناه التأكد من عدم وجود أي تهديد له في محيط المجلس التأسيسي الذي يحرسه الأمن الرئاسي أو أي تهديد آخر في المنطقة التي ترشح عنها إلى المجلس وغيب مكان الإقامة تماما. وأكدت مصادرنا أنه لو تسلّم مصطفى بن عمر الوثيقة كما هي لكلف مباشرة مدير إقليم أريانة بالقيام باللازم. وأضاف محدثنا أن الأحداث تتالت ووقع اقتحام منزل المدعو بوبكر الحكيم المتهم الرئيسي في عملية الإغتيال المجاور لمنزل البراهمي لكن بعد إشعار الحكيم بالأمر ممّا مكّنه من الهروب تاركا حنفية غرفة الإستحمام مفتوحة. وأضافت مصادرنا انه بعد هذه المداهمة وتحديدا يوم 25 جويلية اغتيل البراهمي دون أن يتم اتخاذ أي إجراء لحمايته أو حتى إشعاره بالأمر. وأضافت مصادرنا ان رئيس المصالح المختصة المذكور تفّه محتوى وثيقة ال «CIA» بتعليمات (رفضت مصادرنا ذكرها) مشيرة الى أن من أصدر التعليمات هذه شخص نافذ حينها في الداخلية وأنه عوض ان تمرّر الوثيقة التي تنصص على جديّة التهديدات مرّرت مجرد ملاحظة تهديد تافه. وأكدت مصادرنا أن قرار الإغتيال اتخذ في «درنة» وذلك من قبل عبد الحكيم بلحاج وأبو عياض. وأن المخابرات المركزية الأمريكية علمت بالأمر لأنها اخترقت المجموعات المتطرفة في ليبيا.