التونسية (تونس) تحت شعار «لا للتهميش ولا للإقصاء ونعم لإصلاح القطاع» نفذ صباح أمس مهنيو قطاع التاكسي الفردي والتاكسي الجماعي والتاكسي السياحي والنقل الريفي والحافلات الخاصة المنضوين صلب المجمع المهني للنقل الخاص المنظم للأشخاص التابع لكنفدرالية المؤسسات المواطنة التونسية, وقفة احتجاجية دامت ساعتين أمام مقر وزارة النقل بالعاصمة للمطالبة بتحسين أوضاعهم الاجتماعية ولحث سلطة الإشراف على التعجيل بإصلاح القطاع وانتشاله من الموت السريري وفق تعبيرهم. و أكد رضا بن بلقاسم الناطق الرسمي بإسم المجمع المهني للنقل الخاص المنظم للأشخاص ل «التونسية» ان قطاعهم يعاني الأمرين منذ سنوات مقابل غياب النوايا الصادقة لإصلاحه وفق قوله وأضاف «لقد سبق ان التقينا بوزير النقل السيد عبد الكريم الهاروني بتاريخ 15 أوت 2013 وقد تعهد بصفة شخصية انه سيعمل على التعجيل بمراجعة مسائل رئيسية خاصة في ما يتعلق بمسألة تمثيلية القطاع وقد أكد الهاروني انه سيضرب لنا موعدا مع وزير المالية ووزير الشؤون الاجتماعية لكن وللأسف ومنذ ذلك التاريخ لم ينجز ما وعد به ولم نر أي تحرك من سلطة الإشراف ولازلنا الى اليوم جاهلين لأسباب العراقيل التي حالت دون إصلاح القطاع». واستنكر رضا بن بلقاسم تجاهل وزير النقل لمطالبهم التي وصفها بالشرعية قائلا «ما نعيشه بعد الثورة ليس بعدالة انتقالية بل هي عدالة انتقائية وانتقامية فنحن لم نطالب بالمستحيل وشعارنا هو الإصلاح لا غير لكن اذا ما واصلت الإدارة تعنتها ولا مبالاتها فلن يكون أمامنا سوى التصعيد وسنقوم بغلق جميع المنافذ المؤدية للشمال والجنوب وكل ما نطالب به هو الإلغاء النهائي للمعاليم الديوانية لتوريد السيارات المعدة للنقل على غرار السيارات السياحية وبالحق التجاري لرخص التاكسي بشروط خاصة لطريقة الاستغلال كما ندعو إلى إيقاف إسناد الرخص بجميع أنواعها مع إعادة النظر في معايير الإسناد إلى حين القيام بدراسة معمقة للقطاع وإدراجه ضمن منظومة تكوين وكفاءة مهنية». الدخلاء يزاحموننا من جهته قال لطفي التركي صاحب رخصة تاكسي سياحي ان قطاعهم «منسي» ومهمش وان أغلبيتهم يوشكون على الجنون لان البطالة تهددهم بسبب الدخلاء وفسر ذلك قائلا «لقد أرهقنا الدخلاء وباتوا يزاحموننا بغير موجب ودون أية وثيقة ووجدنا أنفسنا «فرايجية» وقد تلاحظون ذلك بمجرد دخولكم إلى أية محطة لتتأكدوا ان مجموع السيارات ذات اللوحات المنجمية السوداء والزرقاء بصدد العمل ونقل الحرفاء دون اكتراث بوجودنا». وقد دعا المحتجون في هذا الاطار إلى ضرورة التدخل الميداني المستمر لإيقاف ظاهرة النقل الفوضوي ومراجعة المنظومة الاجتماعية بتصنيف القطاع والتخفيض في سن التقاعد مع إعادة دراسة وتنظيم خطوط التاكسي الجماعي لعدم تناسقها مع طبيعة الصنف والتسوية العاجلة وإعادة النظر في جميع خطوط النقل المنتظم الجماعي نظرا لعدم مردوديتها. وحول منظومة التقاعد المعمول بها أكد محمد الجمل وهو سائق متقاعد ان ملف التقاعد يستدعي دراسة معمقة وإعادة نظر شاملة مشيرا إلى انه يحصل على جراية شهرية تقدر ب 37 دينارا وهو ما يعد مظلمة في حقهم. أما محسن هواملة سائق بشركة «سيتي» فقد اقر أن عملة الشركة المعنية لم يتحصلوا على رواتبهم منذ شهرين لأن شركتهم على أبواب الإفلاس بسبب النقل الموازي العشوائي موضحا «هذه الحافلات توفر لقمة العيش ل 1200 عائلة واليوم بعد الاكتساح الصاروخي للدخلاء بات الإفلاس يهددنا جميعا». من جهته استنكر لطفي بن عمارة منعهم من دخول المطار وأضاف «لقد وضعوا أمام مدخل مطار تونسقرطاج لافتة كتبوا عليها «ممنوع دخول التاكسي الفردي للمطار» مقابل ذلك نجد أن من يزاحموننا بصفة غير شرعية يتجولون في تلك المناطق دون خوف وعلى مرأى من أعوان الأمن فعن أي عدل يتحدثون؟». الوزارة توضح و للاستفسار حول الموضوع اتصلت «التونسية» بالسيد فرج علي مدير عام النقل البري بوزارة النقل الذي أكد أنه سبق لوزير النقل ان التقى مع ممثلي المجمع واتفقوا على نقطة واحدة تتعلق بتمثيلية التاكسي الفردي داخل الجهات وأضاف «رأي الوزارة واضح في هذا الإطار حيث ان تمثيل المهنة موكول للولاية ولرئيس اللجنة في الجهة التي ينتمي إليها وقد كاتب الوزير جميع الولاة والمديرين الجهويين وأكد لهم ان الوزارة لا ترى مانعا في ان يتقدم اهل القطاع لتمثيل المهنة ولبسط مشاكلهم زد على ذلك فقد حاول وزير النقل ان يتدخل في مستوى وزارة الشؤون الاجتماعية وكذلك المالية والمسألة تتطلب القليل من الوقت واذا ما كانت العراقيل في مستوى وزارة النقل انا اطالبهم بالمجيء وبسطها حتى نبحث سوية عن حلول. و حول ظاهرة النقل العشوائي قال محدثنا ان الدخلاء تكاثروا وأصبحوا يشكلون عصابات متابعا «لقد عملنا صحبة وزارة الداخلية على القيام بدوريات مختلطة وعلى شن حملات للحد من تجاوزاتهم ونحن في انتظار التفعيل فنحن أمام عصابات خارقة للقانون وليس لنا عصا الداخلية لردعهم ولا نملك سوى القانون». غادة مالكي