الحمار حيوان طيب خدوم ذكيّ صبور جَلِد، ورغم ذلك فهو غير محظوظ في مجتمعنا لما يلقاه من إهانة ومعاملة سيئة، ويُنعت بالبلادة والحمق والغباء.... إلا أن الحمار يحظى في بلدان أخرى بتقدير عال، فمن ذلك مثلا تأسست منذ عقود جمعية للحمير في مصر يتحصل أعضاؤها على الألقاب التالية: الجحش ثم الحمار الصغير ثم الحمار الكبير (يكون صاحب الحدوة ثم صاحب البردعة)، وفي الولاياتالمتحدةالأمريكية اتخذ الحزب الديمقراطي الحمار شعارا له لأنه رمز للثورة والتمرّد.... أما في تونس فيعود رجال السياسة في أحاديثهم وتصريحاتهم دائما إلى الحمار، فالباجي قائد السبسي أثناء رئاسته للحكومة وحتى يعبّر عن فكرة ما استنجد بمثل معروف وهو: «قالو وخّر وخّر قالو ظهر البهيم وفى...»، والأستاذ قيس سعيد صرح ذات مرة أن «الدستور أكله الحمار»... وأخيرا زل لسان عبد الستار بن موسى رئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان ليقول «نظمنا حمارا وطنيا...»، عوضا عن «نظمنا حوارا وطنيا» ولم يسلم الشيخ عبد الفتاح مورو من مثل هذه الزلة حينما حضر في قناة نسمة، وبذلك يكون الحمار حاضرا لدى سياسيينا في وعيهم ولا وعيهم... وفي الأخير ليستنجد سياسيونا بالحمار متى أرادوا، ولكن المهم أن يتوافقوا في القريب العاجل من أجل مصلحة تونس، ولذا نسأل: متى يتحقق هذا التوافق؟؟ ونرجو ألا تكون الإجابة: «وقت ينهق البهيم في البحر»....!!!