كانت ساحة مكتب البريد بحاجب العيون صباح أمس مسرحا لحركية كبيرة بسبب توافد أعداد هائلة من المواطنين الذين جاؤوا من مختلف الجهات بهدف قضاء حاجاتهم البريدية المستعجلة وذلك يومان قبل العيد . باعتبارها فرصة أخيرة متاحة مع نهاية الأسبوع يعوّل عليها البعض في قضاء شأن متأكد وذلك لأهمية هذه المؤسسة الحيوية في حياتنا اليومية باعتبارها فضاء عمومي مفتوح لتقديم مختلف الخدمات المالية . غير انه بتزايد أعداد المواطنين وبمرور التوقيت القانوني المحدد لفتح هذه المؤسسة الخدماتية ازداد التوتر لدى الحرفاء بسبب عدم فتح مكتب البريد أبوابه وتضاربت في ما بينهم التفسيرات حول سبب هذا الغلق المفاجئ. وقد حدث ذلك في الوقت الذي جاء فيه بلاغ صادر عن الديوان الوطني للبريد يعلم فيه بفتح ما عدده 122 مكتب بريد بمختلف جهات الجمهورية يوم السبت 12 أكتوبر 2013 انطلاقا من الساعة التاسعة صباحا حتى منتصف النهار قصد تسهيل قضاء شؤون المواطنين ما قبل عطلة عيد الأضحى . و تسبب إغلاق مكتب البريد بحاجب العيون في توليد حالة من الغضب والاحتقان لدى الحرفاء الذين استاءوا كثيرا لذلك ملاحظين أن عطلة عيد الفطر الماضي قد شهدت هي الأخرى استثناء مكتب بريد حاجب العيون من تقديم خدماته البريدية. «التونسية» كانت حاضرة أمام مكتب بريد حاجب العيون فقال مختار بن إبراهيم المنيسي: «جئت إلى مكتب البريد منذ الصباح الباكر لسحب أموال لقضاء شأن متأكد لكني اصطدمت بغلق أبواب هذه المؤسسة التي لم تراعي مصلحة حرفائها في مثل هذه الفترة الحساسة التي يتكثف فيها التعامل مع مكتب البريد». وتساءل« لماذا لم يجتهد الديوان الوطني للبريد في الإعلان عن قائمة المكاتب المفتوحة والمغلقة حتى يتسنى للمواطن العادي تجنب الأتعاب» . في حين لاحظ سالم الرابحي الاستهتار الذي تعتمده مصالح البريد في فترة العيد التي تحتم على الجميع توفير السيولة المالية وتساءل «من أين لي أن أوفر أموال ضرورية لقضاء شأن متأكد ؟ «التونسية» حملت هذه التساؤلات ناجي الهادفي رئيس مكتب البريد بحاجب العيون الذي أفادنا أن قرار الغلق يتجاوز شخصه إذ لم يقع اعتماد مكتب بريد حاجب العيون ضمن المكاتب المفتوحة بالجهة حيث وقع فقط إعطاء الإذن بفتح كل من مكتب البريد الجهوي بولاية القيروان باعتبارها مركز ولاية كذلك فتح مكتب بريد سيدي عمر بوحجلة باعتباره مكتب ذو خدمات بريدية محترمة . وهو من موقعه لا يسعه سوى احترام التعليمات القانونية الصادرة إليه.