صارت العلاقات بين الناس هشة جدا لا حصانة لها ولا ثوابت ولا قيم ولا مبادئ، تنهار بسرعة ولأتفه الأسباب لأن الناس يعيشون في ضغط مسلط عليهم أو يسلطون على أنفسهم ضغطا مستمرا أو لأنهم يعانون من الأنانية وحب الذات أو لأن الشعور بكراهية الآخرين تمكن منهم... فدعْك من الحديث عن المحبة والقرابة الدموية والصداقة والجيرة والزمالة التي عادة ما تحصن العلاقات وتمنع الاعتداءات على الآخرين.... كل هذه العلاقات لم تعد قادرة على الصمود أمام أي خلاف بسيط أو مجرد سوء تفاهم، وتصبح في خبر كان أو في مهب الريح.... ففي لحظة ما يحدث التخمر وتنفلت الأعصاب، فتغيب كل تلك العلاقات الجميلة الرائعة كأنها لم تكن أبدا ويحضر السباب والشتائم ومشتقاتها بكل الأشكال واللغات دون نسيان إقحام الأب والأم في عكاظيات السب والشتم، هذا إذا لم تنقلب الحال إلى الاعتداء بالعنف المادي الشديد من أحدهم على الآخر أو إلى تبادل العنف المادي الشديد بين القريبين أو الصديقين أو الجارين أو الزميلين، وبعد ذلك ابحث عن سبب تطور الأمور إلى مثل هذه الحال من التدهور تجده تافها لا قيمة له ولا معنى.... وفي النهاية «حل الصرة تلقى خيط»، بل لعلك لن تجد شيئا.....!!!!