اقترح صاحب مطعم بنيويورك على زبائنه أن يتناولوا طعام العشاء وهم صامتون صمتا مطبقا في أمسيتي الجمعة والأحد، ولاقت هذه التجربة تجاوبا واسعا من قبل الزبائن.... فماذا لو طبقنا هذه التجربة في مطاعمنا وبيوتنا أثناء تناول الطعام؟؟ بل وماذا لو طبقناها في مقاهينا في بعض الأوقات المحددة آنفا؟؟ في ما سبق كان ثمة اقتراح لتخصيص جزء من المقاهي لغير المدخنين ولم يطبق هذا الاقتراح، فلم لا يُخصص الآن جزء منها في أوقات معينة للصامتين برضاهم وبرغبة منهم مع غلق كل الأجهزة الإلكترونية التي تصدر أصواتا، لمن ينشدون الصمت والهدوء والسكينة ولو لوقت قصير في غفلة من هذا الضجيج الذي يطبع حياتنا ويطبق عليها في كل آن وحين؟ وإن هؤلاء كُثر في هذا الزمن ويرون أن للصمت سحرا وأنه فضيلة أحيانا....؟!! وماذا لو خصصنا يوما للصمت السياسي في كل الفضائيات؟! ولكن السؤال: هل نحن قادرون على الصمت؟؟ الإجابة ستكون بالنفي طبعا لأننا بكل بساطة لسنا قادرين على الصمت ولأننا نتكلم كثيرا كثيرا وبصوت مرتفع جدا، فنفرض على كل من حولنا في كل مكان نحن فيه أن يسمعوا الحسن من قولنا والسيئ منه والأكثر سوء العلني منه والسريّ الخاص جدا، ونُحدث هرجا ومرجا حيثما كنا موجودين وكأنّ الحياة لا تحلو لنا إلا بالضجيج ولا معنى لها إلا به...!!