التونسية (تونس) اعتبر الشيخ راشد الغنوشي رئيس حزب حركة « النهضة» أن نجاح الحوار الوطني المنعقد حاليا ستكون له «انعكاسات ايجابية» في مواجهة ظاهرة الارهاب وبسط الأمن موضّحا انّ كافّة المشاكل التي عرفتها البلاد تأتّت من السياسة وأن التفاف زعمائها الكبار من الأحزاب سيغيّر المشهد و ستكون هناك انعكاسات إيجابية بإمكانها إغراء المستثمرين الأجانب بدخول تونس مشدّدا على أن المرحلة الحالية ليست « لحظة صراع أو تجييش «بل هي مرحلة الوحدة بين جميع التونسيين من إسلاميين وغيرهم من العائلات السياسية كي تصل البلاد إلى شاطئ الأمان عبر إنتخابات تقبل كل الاطراف بنتائجها دون أي تشكيك قائلا: «سفينة تونس ما يلزمهاش تغرق». و قال الغنّوشي في حوار تلفزيّ بثّته القناة الوطنية الأولى ليلة الأحد إنّ «ظاهرة الإرهاب تعدّ وباء ضاربا في جميع أنحاء العالم» موضحا أنّه يقصد بالإرهاب العنف السياسي باسم الدين معتبرا أنّ هذا العنف و مهما كانت مرجعيته يعدّ مرفوضا لانّ «الإسلام واضح و لا إكراه في الدين» مضيفا أنه ليس للحكومة مشكل مع السلفيين لأنّ الإختلافات فكريّة و تعالج بالفكر مستشهدا بوجود حزبين سلفيين معترف بهما مؤكّدا انّ السلفيين أبناء تونس و لا يجب شنّ حرب عليهم. وأضاف الغنّوشي أنّ الدولة حاورت المتطرّفين من «أنصار الشريعة» لكن بانتقالهم إلى العنف أصبحوا « طرفا معاديا للشعب التونسي و باستعمالهم للسلاح أصبحوا «بغاة» مؤكّدا «انّ شعب تونس مسلم و الدولة عريقة ولا يجوز تفتيت وحدتها الوطنيّة». واعتبر الغنّوشي أن تونس « خرجت» من مرحلة التجاذبات و أنّ قطارها على السكّة و انّها « ستخرج» من المرحلة الإنتقالية نحو الديمقراطية لتتوّج ثورتها و تؤكّد انّ البلد العربي الوحيد الذي تمكّن من الانتقال من المرحلة الإنتقالية إلى الديمقراطية كبعض الدول الأخرى على غرار ماليزيا مضيفا أنّ الحوار الوطني و مجهودات الرباعي الراعي للحوار تثبت انّ تونس قادرة على إنجاز أوّل ديمقراطية في العالم العربي. وأكّد زعيم حركة«النهضة» راشد الغنوشي إنه بالإمكان أن يتلازم إعلان استقالة الحكومة وإنهاء المجلس التأسيسي لمهامه التأسيسية خلال ثلاث اسابيع أي أن تفي الحكومة بتعهدها بالإستقالة خلال ثلاثة أسابيع وأن ينهي المجلس الوطني التأسيسي في المقابل مهامه خلال المدة نفسها ليكون الإعلانين متلازمين. أمّا عن تعهّد رئيس الحكومة علي العريّض بالاستقالة فقد حيّى الغنّوشي علي العريض الذي وصفه ب “الزعيم” الذي برهن على مستوى وطنيا عال وقال في هذا الصدد إن الحكومة قبلت طوعا الاستقالة من أجل تونس «معتبرا ذلك دليلا على مستوى أخلاقي رفيع يستوجب التفاؤل مضيفا أنّ أبناء «النهضة» هو أبناء تونس و انّ التضحية من اجلها ليس تنازلا بل تعال لخدمة مصلحة الوطن و إخراج البلاد من مأزق التجاذبات موضّحا أنّهم تخلّوا عن الحكومة و ليس عن الحكم و ذلك من خلال تواجدهم به عبر المجلس التأسيسي كسلطة أصلية وكذلك من خلال الحكومة المقبلة لأنهم طرف في اختيارها ولن تفرض عليهم، حسب تعبيره.