التونسية (تونس) قالت السيدة «هادية كافي طاقة» من غرفة التجارة والصناعة بتونس ومنّسقة مشروع «النظام الغذائي المتوّسطي والأكلة المتوسطية» ل«التونسية» انّ مشروع الأكلة المتوسطية إنطلق منذ جانفي 2013 وسيتواصل مدة 30 شهرا، وأضافت ان الغاية من هذا المشروع تنمية ورفع وعي المستهلك بأهمية الأكلة المتوسطية ومزاياها المتعددة. وأكدت «طاقة» ان هذا المشروع شمل تكوين المعلمين والأساتذة ومديري المدارس لتحسيسهم بأهمية الأكلة المتوسطية لدى الأطفال والشباب، وقالت ان هذا البرنامج الذي يخص المدارس كان قد إنطلق منذ بضعة أشهر على أن ينتهي في موفى الشهر القادم وعلى أقصى تقدير في شهر جانفي 2014 بدعم من الإتحاد الأوروبي. وأضافت أنه سيتم في بداية 2014 الإنطلاق في الجزء الثاني من البرنامج وسيشمل تكوين أصحاب المطاعم وتشجيعهم على إعداد الأكلات المتوسطية وذلك بحضور خبراء ومكونين من داخل وخارج تونس خاصة بعد أن أثبتت الدراسات فوائد الأكلة المتوسطية وكيف انها تحمي المستهلكين من عديد الأمراض. 6 دول في المشروع وقالت ان تونس عضو من بين 11 عضوا في مشروع «النظام الغذائي المتوسطي والأكلة المتوسطية» الذي شمل 6 دول هي (تونس - إسبانيا - إيطاليا - اليونان - مصر- لبنان) وأشارت إلى أن هذا المشروع يرتكز على الأكلة المتوسطية في كل بلد على أساس الجهات. وأكدت ان غرفة التجارة والصناعة ستركّز على المدارس والمعاهد وأنه تم إختيار 10 ولايات تقع على السواحل وهي (نابل - تونس - أريانة - المنستير - صفاقس - سوسة - مدنين - المهدية - باجة – بنزرت) وأكدت ان البرنامج ينص في مرحلة أولى على تكوين الأساتذة والمعلمين لإنجاز برامج نموذجية للمدارس، وقالت انه تم إختيار 3 مدارس عن كل ولاية وتكوين 40 تلميذا في كل مدرسة حيث سيتم تحسيس 1200 تلميذ، وأضافت انه يتم حاليا تكوين 11 شخصا من مديرين ومعلمين أي بمعدل 33 عضوا عن كل ولاية. وأشارت «طاقة» إلى ان هذا التكوين إنطلق منذ 26 أكتوبر 2013، مؤكدة ان الدورة القادمة ستنطلق في 16 نوفمبر بالعاصمة وأنها ستشمل ولايات(بنزرتوأريانةوتونس) وقالت انه بعد ذلك ستنطلق مبادرات تثقيفية للمدارس وورشات للتذوق وإعداد الأكلات المتوسطية الخاصة بكل جهة، هذا إلى جانب مسابقات في الرسم والشعر حول الأكلات، ومن المنتظر تنظيم زيارات إلى بعض الحقول والمزارع وقد تنظم زيارات للأسواق لتحسيس الأطفال بأهمية الأكلات المتوسطية، على أن تنطلق يوم 23 نوفمبر برامج خاصة بكل الجهات. وللإشارة فإنه وعلى مستوى وزارة الفلاحة فإن معهد العلوم الفلاحية يشارك في هذا المشروع الضخم. العودة الى أكلات الأجداد من جهته كشف الدكتور «الطاهر الغربي» من معهد التغذية ان النظام الغذائي المتوسطي له أهمية بالغة في الوقاية من الأمراض المزمنة، وأكدّ ان هذا البرنامج يتجاوز مجرّد «المشروع» نحو بناء عادات غذائية تقوم على الأكلات المتوسطية وخصوصا التقليدية منها أي أكلات أجدادنا. وأضاف ان المقصود بالأكلة المتوسطية «الكسكسي» و«اللبلابي» و«الشربة فريك»... وأكدّ ان التونسي يقبل فقط على الخبز من نوع «باقات» في حين ان الجهات تحتوي على عديد الأنواع والأصناف من الخبز. الأكلات المتوسطية تقي من السرطانات وشددّ د. الطاهر الغربي على أهمية العودة إلى الأكلات المتوسطية في ظل إنتشار مرض السرطان ، وقال انه يتم تسجيل ما بين 12 و14 ألف حالة جديدة سنويا، وأكد أن عوامل الأخطار تعود إلى التدخين في مرتبة أولى ثم إلى النظام الغذائي في مرتبة ثانية. دراسات حول الغذاء المتوسطي وقال ان النظام الغذائي المتوّسطي هو نمط عيش يجب إعتماده في حياتنا ، وإعتبر أنه ومنذ 1945 أنجزت أول دراسة حول الغذاء المتوسطي وبينت فوائد هذا النظام، وقال انه منذ ذلك الوقت وصولا الى اليوم أي على مدى 78 سنة فإن أغلب الدراسات التي قامت بها أشهر الجامعات الأمريكية والإسبانبة خلصت إلى المزايا الكبيرة التي يوفرها هذا النظام الغذائي خصوصا في علاج أمراض القلب وتصلّب الشرايين والسكري والربو. وقال انه بالإضافة إلى الفوائد العديدة للأكلة المتوسطية فإن هذه الأكلات تخلق فضاء للتواصل بين العائلة وشددّ على ان أهمية هذا المشروع ليست فقط في الأكل والشرب، بل في التواصل بين أفراد العائلة في حين أن الأكلات السريعة لا تحقق التواصل ولا يشعر من خلالها المرء بنفس تلك المزايا. الأغذية النباتية والزيوت المفيدة وأضاف «الغربي» ان النظام المتوسطي يعتمد على نوعية خاصة من الدهون فهو يقوم على إستعمال زيت الزيتون وان هذا الزيت يحتوي على أنماط دهنية غير مشبعة، وهو يقي من عديد الأمراض، وقال انّ سلوكنا الغذائي اليومي يقوم على نوعية من الدهنيات غير المفيدة وهي الزيوت المشبعة والمهدرجة أي الإصطناعية كالزبدة ... وقال ان الأغذية المتوسطية تعتمد على الأغذية النباتية والتي تعطي أولوية للخضر وكذلك للغلال، وهي غنية بالأملاح المعدنية وتعدل نسبة الشحوم في الدم وتضم عديد العناصر المضادة للأكسدة وتقي من سرطان الثدي والبروستات. ومن حيث نوعية اللحوم، قال انه يجب الإعتدال في كمية اللحوم والتقليص من اللحوم الحمراء لأنها تحتوي على نسبة مرتفعة من الشحوم. وأشار إلى أن إستهلاك اللحوم البيضاء يجب ان يكون معتدلا، ودعا إلى عدم الإكثار من البيض مثلا من بيضة الى 4 بيضات في الأسبوع . وإعتبر محدثنا ان إستهلاك الألبان والأجبان ضروري وخاصة قليل الدسم لأنه الأفضل، وقال ان من ضمن عاداتنا إستهلاك «الرايب» و«الألبان» وهي ذات فوائد جمة . 7،9 بالمائة من الأطفال مصابون بضغط الدم وقال «الغربي» أن الإقبال المتزايد على الأكلات السريعة والمضرّة يشكلّ خطورة على شبابنا وأطفالنا، وأشار الى ان اغلب الدراسات التي وقعت في جل الولاياتبتونس أكدت تزايد نسبة السمنة في صفوف أطفال المدارس، والمعاهد الى جانب إرتفاع ضغط الدم لدى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و15 سنة بنسبة 7،9 بالمائة. وأضاف انه نظرا لهذه المخاطر تم التركيز خلال هذا المشروع على أطفال المدارس ثم سيتم التركيز على المستهلك بصفة عامة. ودعا الى ضرورة إدخال الأكلات المتوسطية في الجامعات والمعاهد والمطاعم المدرسية ثم المطاعم الأخرى بصفة عامة.