لا تكاد تمر جولة من جولات الرابطة المحترفة الاولى او الثانية دون أن نسجل سيلا من الاحتجاجات على أداء قضاة الملاعب. أخطاء بالجملة،اتهامات وحديث عن مؤامرات وعن انحياز مفضوح للحكام للفرق الكبرى على حساب بقية النوادي. احتجاجات وصلت الى حد ايقاف مباراة جريدة توزر ومستقبل المرسى واحترازات بلغت اروقة «الفيفا» بسبب الاخطاء التحكيمية ومطالبات متكررة بالعودة الى الاستعانة بالحكام الاجانب. في مقابل تواصل الجامعة تعنتها والهروب الى الامام في انتظار حلول قد تأتي وقد لا تأتي. «التونسية» حاولت الغوص في ثنايا هذا الملف الشائك ورصدت انطباعات جل الاطراف المتداخلة في هذا القطاع فكانت الورقة التالية: شهاب بلخيرية (عضو جامعي) «طفح الكيل وعودة الحكم الاجنبي أبغض الحلال» «أعتقد ان الاخطاء المتكررة للتحكيم وخاصة في لقاءات الجولة الماضية لم تعد تحتمل السكوت عنها وقد تداولنا هذه المسألة في اجتماع الامس حيث من المنتظر ان نجتمع غدا الاربعاء بحكام الرابطة الاولى والثانية لنستمع اليهم ونكتشف الاسباب الكامنة وراء تراجع مردودهم كما سيكون لنا عشية الخميس اجتماع بالمراقبين. لقد وفّرنا نحن كمكتب جامعي كل الظروف المريحة للحكام من منح واقامة ودعم معنوي ومادي ولكن النتائج لم تكن في مستوى انتظاراتنا وعليه فإن الاسبوع القادم سيحمل في طياته عديد القرارات التي قد تمس كل هياكل القطاع.اذن ستكون هذه الفرصة الاخيرة التي تمنح للحكام ونتمنى ان لا يجبرونا على الاستنجاد بالحكام الاجانب.صحيح أن الحكم الاجنبي بالنسبة لنا كمكتب جامعي « أبغض الحلال» ولكن الوضع لم يعد يحتمل السكوت وسنتدخل حتى لا يصبح خطأ الحكم أمرا عاديا.نحن ننزّه حكامنا ولكن من غير المعقول ان تصدر هذه الاخطاء عن حكام دوليين.» عواز الطرابلسي (رئيس الادارة الوطنية للتحكيم) « لا مجال للعودة إلى الوراء» « حقيقة لقد تألمت كثيرا نتيجة الاخطاء التحكيمية العديدة التي رافقت الجولة الاخيرة والتي أثرت جلها في نتائج المباريات ولكن هذا لا يعني أن ننصب المشانق لحكامنا الذين لا بد من تحيتهم على المجهودات الكبيرة والتضحيات الجسام التي يقدمونها من أجل إدارة المباريات.ولكم ان تتحولوا الى الملاعب لتقفوا على الظروف الصعبة التي يعمل فيها أهل قطاع التحكيم. هذا القطاع الذي الصقت به عديد التهم والتي لن تخدمه ولن تساعد أهله على الاصلاح.نحن واعون بأنه لا بد من مضاعفة العمل واصلاح الهفوات التقديرية التي يرتكبها حكامنا والتي أثق في أنها أخطاء عفوية وليست نتيجة حسابات ضيقة كما يوجه البعض. وأنا ومنذ استلامي مهمة رئاسة الادارة الوطنية للتحكيم عملت على تنظيف هذا القطاع والاكيد انكم لمستم استبعادنا لعديد الاسماء التي لم يعد لها مكان في هذا السلك. لدينا جيل شاب من الحكام علينا ان ندعمه وأن نقف الى جانبه والاكيد أنه الحل الوحيد للنهوض بهذا القطاع. وعلى من يتحدث عن اعادة الحكام الاجانب الى البطولة الوطنية عليه ان يتابع ما يحصل في البطولات العربية والاجنبية، هل سمعتم أن الجامعة المغربية والجزائرية أو الاسبانية أو الايطالية قد استنجدت بحكام أجانب؟ أعتقد اننا قد اغلقنا باب التحكيم الاجنبي ولا مجال للعودة الى الوراء ولكن هذا لا يمنع أننا سنضع حكامنا امام مسؤولياتهم وسنواصل الاحاطة بهم لاننا نعلم أنهم أخطأوا وسيخطئون مستقبلا ولكن كما قلت فإنها تبقى دائما أخطاء تقديرية لاغير وهنا اود ان أطلب من الاعلام والفرق وكل المتداخلين في هذا المجال الرفق بحكامنا لأنهم مجاهدون فعلا والاكيد ان المستقبل سيكون أحسن وثقوا بأننا لن نسمح لأي كان تشويه سمعة التحكيم الذي يعاني من إرث ثقيل سنسعى بكل ما أوتينا من جهد الى تخليصه منه رغم ما يكلفنا ذلك من حملات تشويه مغرضة». محمد السلامي (رئيس الرابطة الوطنية لكرة القدم المحترفة) «لا بد ان يتحمل الحكام مسؤولياتهم» «صحيح لم ننكر أننا نعاني من مشاكل تحكيمية خلال الجولات الأخيرة والتي تسببت في عديد الاحتجاجات ولكن هذا لا يجب أن يجرنا الى القدح في نزاهة ومصداقية المنتسبين لهذا القطاع الذين يعملون في ظروف صعبة للغاية.المشكل الآن أن الثقة انعدمت بين الحكام والفرق ولا بد أن نجد الحلول لرتق الصدع ولا بد أن يبادر الحكام بالخطوة الاولى عن طريق حسن ادارتهم للمباريات والتعامل مع كل الفرق بنفس الطريقة والاكيد اننا سنتجاوز هذا الظرف.لا بد من اعطاء الثقة لحكامنا لان الحل لا يكمن في الاستعانة بالحكام الأجانب.صحيح ان هناك اخطاء وهذا لا يمكن ان ننكره ولكن لا بد من تقبلها لانني على يقين من نقاوة سرائر حكامنا المطالبين بالاجتهاد أكثر والتركيز ومحاولة انصاف كل الفرق. والأكيد ان هذا الملف يحظى بعناية خاصة من المكتب الجامعي الذي سيجد الحلول المناسبة لاعادة الهيبة لهذا القطاع كما ان الادارة الوطنية للتحكيم تجتهد كثيرا ولا بد من تشجيعهم». خالد الطرابلسي