سمير ديلو ورضا السعيدي يدخلان عالم الأعمال طارق ذياب عائد الى التعليق الرياضي تسلم مهدي جمعة رئيس الحكومة المؤقتة الجديدة مفاتيح قصر القصبة من سابقه علي العريض كما تسلم أعضاء فريقه الحكومي الجديد رسميا مهامهم على رأس الوزارات التي تم تعيينهم فيها للانطلاق في مرحلة العمل والكد من اجل إخراج البلاد من الوضعية الاقتصادية الصعبة والوصول الى انتخابات حرة ونزيهة وشفافة. وخلال حفل تسليم الحكومة الجديدة لمهامها قال رئيس الحكومة الجديد مهدي جمعة: «نحن الآن سنعمل وانتم (متوجها مازحا إلى الفريق الحكومي المستقيل) إلى الراحة» مشيرا إلى انه بعد انتهاء مدة حكومته سيخلد أيضا هو وفريقه إلى الراحة. والآن و قد غادر الفريق الحكومي لعلي العريض قواعده فإن السؤال الذي يفرض نفسه هو أي مصير أو مستقبل مهني وسياسي لهذا الفريق المختلط بين المتحزب والمستقل؟.بعد مواكب تسليم المهمات توجهت «التونسية» بهذا السؤال إلى عدد من أعضاء الحكومة المغادرين فكانت إجاباتهم متنوعة ومختلفة باختلاف مصالحهم وتوجهاتهم الحزبية. العمل الحزبي أوّلا أكد اغلب وزراء حركة «النهضة» و«المؤتمر من اجل الجمهورية» و«التكتل» أن عملهم سيرتكز في المرحلة القادمة بعد مغادرتهم الحكومة أساسا على العمل الحزبي والاهتمام أكثر بأحزابهم وتوظيف خبراتهم. واعتبروا أن احزابهم ستتابع في المرحلة القادمة عملية إعداد القانون الانتخابي وتحديد موعد الانتخابات من طرف الهيئة العليا المستقلة للانتخابات وانها ستكون مرحلة حشد الجهود وتوحيد الصفوف لخوض «معركة» الانتخابات. وأكد في هذا الصدد وزير الفلاحة السابق عن حركة «النهضة» محمد بن سالم انه بعد خروجه في التقاعد ليس لديه نوايا للعمل في القطاع الخاص بل انه سيتفرغ كليا للحركة وقال مازحا: « سأعود مباشرة إلى مونبليزير» في إشارة إلى المقر الرسمي لحركة «النهضة». أما رضا السعيدي الذي شغل خطة وزير مكلف بالملفات الاقتصادية فقد أسرّ لنا انه سيهتم بمكتب الدراسات والاستشارة الذي يستعد لانجازه والدخول في عالم الأعمال دون ان ينسى عمله الحزبي في حركة «النهضة». نفس الشيء بالنسبة لسمير ديلو الذي صرح لنا انه سيواصل العمل الحزبي معتبرا ذلك من البديهيات. وبالنسبة للمستقبل المهني قال انه مبدئيا لن يواصل مهنة المحاماة مخيرا القيام بمشروع رجح أن يكون مركز أعمال مختص متحفظا على نوعية المشروع و القطاع. من جهتهم شدّد كل من عبد الوهاب معطر (وزير التجارة السابق) وسليم بن حميدان (وزير أملاك الدولة والشؤون العقارية) وسهام بادي (وزيرة المرأة) عن حزب «المؤتمر من اجل الجمهورية» على أن الأولوية القصوى لديهم في المرحلة القادمة هي الالتفات أكثر إلى حزبهم وتخصيص جانب كبير من وقتهم للعمل الحزبي مع الاهتمام أيضا بالمسائل المهنية والشخصية. وقالت سهام بادي في هذا الشأن إنها ستعاود ممارسة مهنة الطب علاوة على أنها ستكثف الاهتمام بالشأن العائلي من خلال الوقوف الى جانب ابنتها التي تستعد لاجتياز امتحان الباكالوريا متمنية لها النجاح. وأفاد عبد الوهاب معطر انه سيركز على مهنة المحاماة والتدريس في الجامعة التونسية مع الاهتمام بالعمل صلب المجلس الوطني التأسيسي باعتباره نائبا عن حزب «المؤتمر» وقال في هذا السياق إنه سيعمل في المدة المتبقية من عمر المجلس مجانا. من جانبه أشار سليم بن حميدان إلى انه بالتوازي مع العمل الحزبي فإن هدفه ممارسة مهنة المحاماة التي حُرم منها مشيرا إلى انه رفع قضية أمام المحكمة الإدارية لنيل شرف ممارسة مهنة المحاماة. الراحة والتمتع بالتقاعد من ضمن الوزراء الذين يبدو أنهم لن يقوموا بأي نشاط سياسي أو مهني على الأقل في الفترة الراهنة نجد وزيري الدفاع الوطني رشيد الصباغ الذي جيء به إلى الحكومة السابقة وهو متقاعد ومن المنتظر أن يعود إلى التقاعد ونفس الشيء ينطبق على وزير الشؤون الخارجية عثمان الجرندي الذي غادر الوزارة لإحالته على التقاعد ثم عاد إليها وغادرها مرة أخرى ليخلد مبدئيا إلى التقاعد والراحة. الابتعاد عن السياسة و الرجوع إلى التدريس بالجامعة عدد هام من الوزراء السابقين المستقلين من المنتظر أن يعاودوا التدريس بالجامعة التونسية والتفرغ للبحوث الأكاديمية على غرار وزير الثقافة مهدي مبروك الذي قال لنا انه تسلم بعد جدول أوقاته بكلية العلوم الإنسانية 9 افريل ليعاود ممارسة اختصاصه كأستاذ علم اجتماع مضيفا انه سيدرس 4 ساعات أسبوعيا وانه سيظل مراقبا للشأن السياسي في البلاد حتى إجراء الانتخابات القادمة. وزير الشؤون الاجتماعية خليل الزاوية قال انه سيعاود التدريس كأستاذ مبرز في الطب علاوة على مواصلة نشاطه الحزبي. أما بالنسبة إلى وزير العدل نذير بن عمو فقد أكد على انه لن يمارس العمل السياسي والحزبي مخيرا مواصلة تدريس مادة القانون وممارسة المحاماة. من جهته قال جمال قمرة وزير السياحة السابق أن لديه عروضا من الخارج للالتحاق ببعض الشركات العالمية ملاحظا انه لا يرغب في ممارسة العمل السياسي. منجي مرزوق قال انه سيعود إلى فرنسا وترتيب بعض المسائل الإدارية مشيرا الى انه قبل تولي الوزارة استقال من مزود الاتصالات «أورونج» ملاحظا أنه لا يفكر في ممارسة العمل السياسي باعتباره غير متحزب. وفي السياق ذاته سيعود وزير التكوين المهني والتشغيل نوفل الجمالي الى جامعة صفاقس بينما قال طارق ذياب انه سيعود الى التعليق الرياضي عبر استديوهات قناة «بيين سبور» القطرية. أما في ما يخص وزير المالية السابق الياس الفخفاخ فإن مصيره المهني ما زال غامضا وقد قال لنا مازحا إنه حاليا بلا شغل باعتبار انه قبل التحاقه بوزارة السياحة ثم المالية كان يشغل خطة مسؤول في شركة تصدير. سالم الأبيض: لحظة تأمّل وتقييم أما سالم الأبيض وزير التربية المستقيل فقد قال إنّه لم ينقطع عن مهنته فترة توليه الحكومة موضّحا أنّه باشر مهنته كوزير بالتزامن مع التدريس بالجامعة. أمّا بخصوص المسار السياسي فقد قال الأبيض إنّه حاليّا في لحظة تأمل لتقييم تجربته في الوزارة كتابيّا وإعلاميا والقيام ببعض المحاضرات في هذا الشأن موكّدا انّ تقييمه سيكون على المستوى التربوي أي تقييم فترة إشرافه على الوزارة ونشاطه والمشاكل التي يشكومنها القطاع لبحث كيفيّة معالجتها. وأشار إلى أنّه سيعمل كذلك على تقييم علاقته بالحكومة كتابيّا رغم أنّها لم تدم طويلا باعتباره قدّم إستقالته منذ شهر جويلية وذلك لتقييم الفارق بين المفكّر السياسي والناقد وبين موقع رجل الدولة والإكراهات وكيفيّة إنتهاج العمل السياسي الميداني المتعلّق بالشأن العام في حدود حلّ مشاكل الناس دون إكراهات. نورالدين الخادمي: التدريس والعائلة من جهته اعتبر نور الدين الخادمي وزير الشؤون الدينيّة المستقيل أنّ تجربته في الحكومة كانت تجربة خصبة لمسيرته الذاتيّة والوطنيّة خاصّة ان الحكومة كانت ثمرة لانتخابات شرعيّة ومسار ثورة على حدّ تعبيره مضيفا أنّه بعد مغادرة الحكومة والإستقالة منها بناء على مسار سلميّ مشرّف ،على حدّ قوله، ستبقى تونس دائما وجهته سواء من موقع الحكومة أو المجتمع. وأكّد الخادمي انّه سيعنى بالأعمال العلميّة والإجتماعيّة وأنّه سيستأنف عمله كأستاذ بجامعة الزيتونة ليكون مدرّسا ومؤطّرا للجامعيين باعتباره أحد أعضائها مشيرا الى أنّه سيتواصل كذلك مع المؤسّسات العلميّة الوطنيّة والدوليّة منها كالمجتمع الفقهي بجدّة وإتحاد علماء المسلمين وهيئات الدول العربيّة. وأضاف الخادمي إنّ البلاد اليوم في حاجة إلى كلّ ما هو مدني يسعى إلى التأطير العلمي والديني بالمنهج الوسطي والمعتدل ومن شأنه أن ينهض بالتنمية ويحقّق الوفاق والسلم الإجتماعي في إطار ترشيد الخطاب الديني وتعصير المؤسّسة العلميّة علميّا ومنهجيّا موضّحا انّ مهمّته ستقتصر على الخطب في الجامع والتدريس وتقديم المحاضرات والدروس في مختلف الوسائل إضافة إلى تخصيص الكثير من الوقت لعائلته التي ضحّت معه طيلة فترة توليه الوزارة. عبد اللطيف المكّي: مصيري السياسي والمهني بيد الحركة أكّد عبد اللطيف المكّي وزير الصحّة في حكومة العريّض أنّه مازال في فترة راحة وانّه لم يخطّط بعد لمساره المهني أوالسياسي موضّحا أنّ التخطيط لمثل هذه المسائل سيكون تخطيطا جماعيّا صلب الحركة لما فيه خير ومصلحة البلاد مشيرا الى انّه بعد تقديم المعونة لحكومة مهدي جمعة سيتمّ من منطلق جماعي تحديد الطريقة الأفضل لخدمة البلاد أي وضع المنهج الذي سيتمّ تطبيقه بما فيه مصيره السياسي. أمّا على المستوى المهني فقد أشار إلى انّ ذلك سيكون رهين إرادة الحركة كذلك مفنّدا خبر تعيينه بالمستشفى الجهوي بالكاف معتبرا ذلك إشاعات مغرضة وكيديّة. نور الدين البحيري: النضال في «النهضة» والعودة إلى المحاماة قال نورالدين البحيري المستشار السياسي لدى رئيس الحكومة السابق علي العريّض إنّه سيعود إلى موقعه النضالي داخل حركة «النهضة» لممارسة النشاط السياسي من منطلق المبادئ التي يؤمنون بها صلب الحركة والقائمة أساسا على الحريّة والديمقراطيّة أمّا على المستوى المهني فقد أشار إلى أنّه سيعود لمباشرة مهنة المحاماة موضّحا أنه سيخصّص بعض الوقت لعائلته كذلك باعتبار أنّها في حاجة إليه بعد التقصير في حقّها لأكثر من سنتين على حدّ قوله.