انعقدت يومي السبت والاحد الماضيين، الدورة 21 لمجلس شورى حركة «النهضة» حيث نظر المجلس في الوضع السياسي العام بعد المصادقة على الدستور وتكليف حكومة توافقية جديدة والوضع السياسي والامني والاستحقاق الانتخابي القادم وذلك من أجل حسن ترتيب أولويات الحركة ومساهمتها في الجهد الوطني لإنجاح التجربة الديمقراطية. كما توقف المجلس عند المؤتمر القادم لحركة «النهضة» وتاريخ انعقاده ومنهج إنجازه. وقد قرر مجلس الشورى انتخاب أعضاء لجنة إعداد المؤتمر العاشر والقيام باستفتاء داخل قواعد الحزب وهياكله للنظر في إمكانية تأجيل المؤتمر العام العاشر للحركة إلى ما بعد الاستحقاقات الانتخابية القادمة. وفي هذا الصدد، أكد عبد الحميد الجلاصي القيادي في حركة «النهضة» ل«التونسية» أن الحركة تتجه نحو إجراء استفتاء داخل قواعد الحزب وهياكله للنظر في تأجيل المؤتمر العام العاشر للحركة إلى ما بعد الانتخابات المقبلة مضيفا ان هناك شبه اتفاق بمجلس الشورى على القيام بالاستفتاء لكن النقاش حول التفاصيل مازال متواصلا مشيرا إلى أنّه قد يتمّ تحديد موعد الاستفتاء الداخلي في ظرف أسبوعين. كما تطرق الجلاصي الى تفاصيل الدورة 21 لمجلس الشورى مشيرا إلى أنّها بحثت عدة ورقات عمل أبرزها كيفية ترتيب العلاقة بين الالتزامات الداخلية والاستحقاقات الوطنية أي بين المؤتمر العام وبين الانتخابات التشريعية والرئاسية وإمكانية الجمع بينها او تقديم احدهما عن الآخر مشيرا الى أن النقاش داخل المجلس تناول الجوانب السياسية والعملية والقانونية والأخلاقية لهذه المسألة وأنّ الاتجاه الغالب في المجلس مع ضرورة استشارة هياكل الحركة المحلية والجهوية انطلاقا من ضرورة ان يتحول منخرطو الحركة الى شركاء في البناء الحزبي والمدني. وأضاف الجلاصي ان حركة «النهضة» خطت خطوة جيدة في ترسيخ الممارسة الديمقراطية داخلها مؤكدا ان قواعد الحركة بفئاتهم الشبابية والطلابية والمحلية والجهوية سيكونون على موعد خلال شهر مارس مع ورشة عمل كبرى لطرح أسئلتهم وطنيا وداخليا والتقرير فيها سويا. وختم الجلاصي قائلا « اتمنى ان ينتقل التونسيون من حالة المتفرجين الى حالة المواطنين. وفي الأحزاب السياسية من حالة المنخرطين الى حالة المناضلين ثم الى مسؤولين» معتبرا أنّ ذلك هو المعنى الحقيقي للبناء الديمقراطي. في المقابل أوضح فتحي العيادي، رئيس مجلس الشورى، ان أعضاء المجلس ناقشوا أولويات الحركة في المرحلة القادمة ومن ضمنها تاريخ انعقاد المؤتمر، وخطة انجازه والتقدير الزمني الذي تراه الحركة مناسبا لانعقاد هذا المؤتمر مشيرا الى ان هناك العديد من الآراء والأفكار التي أكدت على أهمية انعقاد المؤتمر باعتباره حدثا وطنيا يضع الحركة في مركز العملية السياسية وأنّ هناك في المقابل آراء أخرى أكدت على أولوية الاستحقاقات الانتخابية أمام الاستحقاق الداخلي (مؤتمر الحركة). أمّا علي العريض رئيس الحكومة السابق فقد أكّد خلال الدورة 21 لمجلس الشورى، على أن استقرار البلاد سياسيا وأمنيا يمثل إحدى أولويات الحركة مشيرا الى ان من واجب الحركة انجاح المسار الانتقالي وتحقيق اهدافه الرئيسية إلى جانب النّظر في القضايا العادية داخل الحركة كالاهتمام بأحوال القواعد ومشاغلهم ومقترحاتهم وبرمجة استراتيجية مستقبلية في التعامل مع مختلف مكونات الطيف السياسي. ويعتبر اجتماع مجلس شورى حركة «النّهضة»، في دورته 21 ، الأول بعد استقالة علي العريّض من رئاسة الوزراء وتولي خلفه مهدي جمعة تشكيل حكومة جديدة.