الوقوف على آخر مستجدات الوضع الغذائي في إفريقيا و تشخيص التحديات والإشكالات لدعم الأمن الغذائي وتوفير الظروف الملائمة للشباب لتعاطي النشاط الفلاحي والاستثمار فيه... هذا أبرز ما جاء في كلمة «مهدي جمعة» رئيس الحكومة لدى إشرافه صباح أمس على أشغال مؤتمر منظمة الأغذية والزراعة الإقليمي لإفريقيا والذي من المنتظر ان تختتم أشغاله اليوم. وفي هذا الإطار قال رئيس الحكومة انّ الفلاحة في تونس هي بالأساس فلاحة صغرى يغلب عليها الطابع العائلي حيث انّ الأراضي المستغلة والتي تقلّ مساحتها عن 20 هكتارا تمثلّ 87 بالمائة من مجموع المستغلات الفلاحية والتي يبلغ عددها 408 آلاف مستغلة. ودعا الى تأمين الإحاطة الضرورية بالمنتجين العاملين في الفلاحة وتمكينهم من الحصول على التمويلات اللازمة بشروط تفاضلية تراعي خصوصياتهم وأكدّ على ضرورة إفراد هذا النشاط بسياسات تنموية ملائمة للنهوض بصغار الفلاحين ليواكبوا التحولات الإقتصادية العالمية وما سينجرّ عنها من منافسة. وأكّد رئيس الحكومة على ضرورة تطوير مسالك ترويج منتوج صغار الفلاحين عبر الشركات التعاونية للخدمات الفلاحية وقال ان هذا الأمر سيساعدهم في مجال التزويد والتسويق في الداخل والخارج. وأضاف مهدي جمعة انّ هناك عدة نقائص تشلّ فلاحتنا ومنها ضعف المردودية وقلة التحكم في تقنيات الإنتاج ومحدودية الاستثمارات في القطاعات المجددة وهو ما يستدعي رسم استراتجيات وطنية محكمة وإقامة تعاون وثيق في مجال تبادل الخبرات والتجارب وتطوير الإستثمارات بين البلدان الإفريقية الى جانب ترشيد وإحكام استغلال الموارد الطبيعية لضمان استدامتها وبقائها للأجيال القادمة. وأضاف انّ الشباب يمثلّ الركيزة الأساسية لمجتمعاتنا وهو الضمانة لإستدامة الزراعة وتطوريها في العقود المقبلة، ودعا الى مزيد الإهتمام بهذه الشريحة وتوفير الحوافز والظروف الملائمة لها لتعاطي النشاط الفلاحي والإستثمار فيه. وقال رئيس الحكومة انّ بلادنا أقرت جملة من الحوافز لفائدة الباعثين الجدد لتعصير الفلاحة وتشجيع الشباب على الإستثمار فيها لعلّ ابرزها تمكين الشبان والمهندسين من الحصول على قروض عقارية بشروط ميسرة لإقتناء أراض فلاحية بهدف إستغلالها وتنميتها، وتمكين الفلاحين الشبان وأبناء الفلاحين والفنيين الفلاحيين خاصة منهم أصحاب شهائد التعليم العالي الفلاحي من كراء مقاسم فلاحية تابعة للدولة بأسعار تفاضلية لإحيائها والاستثمار فيها. ودعا الى خلق جيل جديد من الباعثين الشبان في القطاع الفلاحي من خلال وضع خطة لبعث محاضن في مؤسسات التعليم العالي الفلاحي لتكون فضاء لإيواء حاملي أفكار المشاريع ومرافقتهم من فكرة المشروع إلى الإنجاز . وأكّد انّ تناول هذا المؤتمر لوضعية الأغذية والزراعة في البلدان الإفريقية في مرحلة بلغت فيها أسعار الحبوب مستويات قياسية يدلّ على وعي المنظمة بالمشاكل الحقيقية للفلاحة والتي تستدعي تجنيد الطاقات حتى يتحقق الإكتفاء الذاتي والأمن الغذائي. وشددّ رئيس الحكومة على أهمية التعاون الإفريقي في المجال الزراعي وقال انّ لدينا منتوجات زراعية هامة ولكنها غير مستغلة من الناحية الصناعية . من جانبه قال «جوزيه غرازيانو دا سيلفا» المدير العام لمنظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة إن تحقيق مشاركة مزيد من الشباب الأفارقة في قطاع الزراعة وزيادة الدعم لمزارعي الأسرة الضعفاء في إفريقيا هما عاملان أساسيان سيكتسبان أهمية مطردة في النهوض بالأمن الغذائي والرّفاه الاقتصادي للقارة خلال السنوات المقبلة. و أعرب عن ثقته في أن إفريقيا «قادرة على بلوغ السلام والاستقرار والأمن الغذائي في المستقبل. وقال «عبد الوهاب نوري» وزير الفلاحة والتنمية الريفية بالجزائر انّ كلّ الدول الإفريقية ملزمة بضمان أمنها الغذائي الذي لا يمكن تحقيقه الا برفع إنتاج المواد الفلاحية الأساسية مما يستوجب توفر إرادة سياسية قوية لدى مختلف الدول من أجل تحقيق هذا الهدف الذي قد يبدو في الوهلة الأولى صعبا لكنه غير مستحيل. وأكّد انّ الجزائر وكغيرها من الدول أولت عناية خاصة بتكوين الفرد الجزائري وأنّ ذلك يتجلّى من خلال العشرات من الجامعات التي تم إنجازها عبر مختلف مناطق الوطن وفي كلّ الاختصاصات العلمية، وقال إنّ الدولة أقرت آليات موجهة خصيصا لإنشاء مواطن شغل في القطاع الفلاحي وتمكين الشباب من مستثمرات فلاحية ووحدات صغيرة لتربية المواشي والأبقار ومؤسسات صغيرة تنشط في مجال جمع الحليب أو في الخدمات الفلاحية. وأضاف انه تمّ تسجيل إقبال كبير للشباب الراغبين في إنشاء هذه الوحدات الإقتصادية وقال انّ الدولة تقوم بمرافقتهم وتعمل على إسنادهم قروضا بنكية دون فوائد وترافقهم من الناحية التكوينية والعلمية.