في اليوم العالمي للمسرح الموافق ليوم 27 مارس من كل عام تضع سائر بلدان العالم زينة الاحتفال بأب الفنون, فيترجل الفن الرابع وينزل إلى الشارع في مصافحة حميمية لجمهوره ولعشاقه ... وبدورها تحتفي تونس إلى غاية 30 مارس بالعيد العالمي للمسرح ضمن تشكيلة من العروض وباقة من التظاهرات ... وبغض النظر عن الجانب الاحتفالي لهذه المناسبة اعتبر المسرحي حمادي المزي في تصريح ل «التونسية» أن اليوم العالمي للمسرح مناسبة لتقييم التجارب المسرحية والسعي إلى تطويرها باعتبار أن المسرح فن حي يحمل في خلاياه «جينات التجديد» على حد تعبيره. لم نأت بالجديد منذ المسرح اليوناني وقال المزي إن «المسرح التونسي الآن لا يعيش قطيعة معرفية بعد تخلصه من المخلفات والتراكمات التي عاشها بداية من الستينات إلى حدود سنة 2000 حيث زالت من ذهن المسرحيين ذهنية الإقصاء والأنانية ». وأردف قائلا: «المسرحيون اليوم في حاجة للاطلاع على المناهج والأنساق المسرحية ومتابعة تجارب رواد المسرح محليا وعالميا من أجل خلق نظريات مسرحية جديدة تضيف للمدونة المسرحية .فنحن لم نأت بالجديد منذ المسرح اليوناني بل اقتصرنا على استقراء الموروث المسرحي لكن بعيون معاصرة...» «بوادر انحطاط» وفي تقييمه لواقع المسرح التونسي اليوم بين الموجود والمنشود ,ذهب المسرحي حمادي المزي إلى أن المسرح التونسي كما كانت له تجليات بعد الثورة فإنه يرزح تحت إعاقات هيكلية وتشريعية. وصرح المزّي أن «الخطاب المسرحي تراجع بعد الثورة وأنه شهد نوعا من التسيب ومن التجاوزات غير المسموح بها في الممارسة المسرحية والتي لا تمس بصلة إلى فنون الركح... حتى أصبحنا أمام «بوادر انحطاط». كما شدد المزي على أن المسرح التونسي في حاجة إلى إعادة هيكلة مشيرا إلى ما اعتبره «مدا غريبا وجديدا للمتطفلين على القطاع» مطالبا بمراجعة معايير إسناد بطاقة الاحتراف المسرحي. أزمة فضاءات وأشار المزي إلى أزمة الفضاءات المسرحية في تونس قائلا: « لا يمكن للمسرح أن يتطور ولا للمسرحي أن يبدع في ظل غياب الفضاء .وإن نجح البعض في تطوير تجربتهم المسرحية بفضل امتلاكهم لفضاءات خاصة فماذا عن البقية؟» وأوضح المزي أنه على عكس ما يقال فإن المسرح التونسي لا يشكو ازمة نص بل يشكو تداخلا في المهام واحتكار كل من المخرج أو الكاتب لدوري الإخراج والكتابة وذلك نتيجة لسوء التنظيم داخل الهياكل المسرحية. كما أعرب المسرحي حمادي المزي عن أسفه من ضعف التكوين المسرحي في تونس ومن اكتساح الجهل بالميدان للساحة المسرحية حتى غدا النقد المسرحي «شبه منعدم»...