أكد، أمس، عبد الواحد طراد رئيس جمعية الشفافية التونسية لمكافحة الرشوة والفساد ل «التونسية» أن ما يحصل في بن قردان هو أزمة مفتعلة من طرف «حيتان» التهريب في المنطقة في محاولة لتبييض أفعالهم وذلك عبر ترويج ما يحدث في الإعلام كأزمة تنمية وفقر ليس الا، معتبرا تناول احدى القنوات التلفزية الخاصة للموضوع، أول أمس، كان مجانبا للحقيقة مشيرا الى ان المتدخلين في الملف ارجعوا ما يحدث في بن قردان الى غياب التنمية وتنامي الفقر مؤكدا ان الأزمة الحقيقية في هذه المعتمدية هي أزمة تهريب. وأضاف طراد قائلا: «حيتان التهريب يلومون مهدي جمعة، عند زيارته لبن قردان على اهتمامه بموضوعي التهريب والأمن محاولين تحويل المشكل الى قضية تنمية وفقر مشيرا أن من يمتلك مليارا يعتبر فقيرا في بن قردان» حسب تعبيره. وأشار طراد إلى أن «غلق المعبر لا يؤثر على أهالي بن قردان لأنه يستعمل في العمليات القمرقية القانونية بحيث أنه عندما تم إغلاقه اتجه المصدرون إلى معبر ذهيبة أما المهربون فمازالوا يستعملون مسالكهم الخاصة مشيرا ان اقتصاد الجهة يرتكز على التجارة الموازية جزء منها يمر عبر المعبر بأساليب ملتوية كالرشوة.» واضاف طراد: « البعض يتهم الأمنيين واعوان الديوانة بالارتشاء لكن اعتقد ان هناك جزءا مرتشيا ولا شك في ذلك لكن هناك شق آخر، أي حوالي 40 بالمائة، مرغم على السكوت خوفا من بطشهم ( قروش التجارة الموازية)»، داعيا الحكومة الى حمايتهم مؤكدا ان مهدي جمعة عند زيارته لبن قردان وضع إصبعه على موطن الداء الذي ينهش اقتصاد الجهة من ناحية واقتصاد البلاد من ناحية أخرى عندما أكد على ضرورة مقاومة التهريب والتجارة الموازية. واعتبر طراد ان إرادة مقاومة التهريب والتجارة الموازية هي السبب الحقيقي الذي يقف وراء ما يحدث في بلدة بن قردان. وقال طراد ان الحل للحد من مشكلة التهريب والتجارة الموازية لن يكون إلا أمنيا وفي تطبيق القانون ومعالجة رأس الداء داعيا الاعلام الى عدم استضافة أشخاص ليست لهم دراية بالموضوع «قد يسعون الى تمرير رسائل مغالطة للرأي العام» والى عدم «الانزلاق في تبييض أفعال بعض المجرمين». ولم ينف طراد وجود خلفيات سياسية وراء أحداث بن قردان يراد منها، حسب قوله، التشويش على عمل الحكومة لإظهارها كامتداد لفشل سابقاتها مؤكدا أن حرق مقر الاتحاد الجهوي للشغل ببن قردان يأتي ضمن سيناريو تضخيم الأحداث ووسيلة ضغط على الحكومة الحالية مشيرا إلى أن الطرف الليبي أغلق المعبر بسبب المعاملة السيئة التي يتعرض لها الليبيون عند دخولهم مدينة بن قردان. وتشهد مدينة بن قردان لليوم الثالث إضرابا عاما وغلقا لكافة المرافق العامة احتجاجاً على تعرض مقر اتحاد الشغل الجهوي بالمدينة يوم الاربعاء الماضي لاعتداء وصفه ب «المُدبر» ووسط جو من الاحتقان في صفوف الأهالي بسب عدم تحرك المسؤولين على حد تعبيرهم. ويُطالب أهالي بن قردان بإعادة فتح معبر رأس جدير الذي أغلقته السلطات الليبية من جانب واحد منذ أكثر من شهر. وأُغلق المعبر أكثر من مرة بعد تكرّر الحوادث الأمنية، وتسبّب إغلاقه في اندلاع احتجاجات عنيفة في البلدة، تخللتها مواجهات بين قوات الأمن ومُحتجين تواصلت على مدى أربعة أيام.