التونسية ( مكتب صفاقس ) يستعد تلاميذ السنة النهائية من التعليم الثانوي لاجتياز امتحان التربية البدنية والذي يطلق عليه بالباك سبور وهذا الاختبار الأول يكون مبشرّا باقتراب الامتحانات الرسمية التي تتطلب التضحية والجهد لتحصيل النجاح لأن النجاح لا يكون هبة من السماء بل يتطلب العمل والكد وفي بلادنا ارتبط الباك سبور بولادة مفهوم جديد ألا وهو " الدخلة " ولست أدري الى يومنا هذا ماذا تعني الدخلة أو الخرجة والمتأمل في مراسم هذه الاحتفالات سيلاحظ حتما الاستراتيجيات الخلاقة التي يبدعها أبناؤنا من التلاميذ في سبيل تحقيق نجاح الدخلة الخاصة بالباك سبور ولا يخطر ببال أحد منهم الاثار السلبية التي تكون جراء التصرف اللا واعي لأبنائنا من الباك والذي من المفروض أن يكونوا قد اشتد عودهم وفكرهم وهم على أبواب الجامعة. ان الهدف من كتابة هذا المقال هو ما لاحظناه طيلة العديد من السنوات السابقة من الفوضى العارمة والانحرافات وحتى الحوادث التي تسبب فيها سوء التصرف والتهور وتحديدا وكيف ينقلب الضحك الى صراخ والزغاريد الى عويل .لقد وجد أبناؤنا عادات ساروا على منوالها دون النظر في محتواها وما تحمله من سياسات وأفكار تحول أفراحنا من النعمة الى النقمة وهذه الأيام وأنا مع بعض العائلات كنا في دردشة على الباك سبور والذين تساءلوا عن هذا الهاجس المرعب الذي أصبح يثقل كاهلهم ماديا وبدنيا وحتى نفسيا .فيوم اجتياز اختبار مادة التربية البدنية تتعطل حركة المرور ويتعالى الهتاف والصراخ وتتعالى أصوات الشماريخ والفوشيك وحتى الذي يكون بلا رخصة سياقة فانه تجده يجوب الشوارع والأنهج ومعه عدد من الفتيان وخصوصا الفتيات من أصدقائه يسير بسرعة جنونية بسيارة أبيه أو أحد اقاربه ولكن مع كامل الأسف ففي العديد من المناسبات سمعنا بحوادث مرور أمام بعض المعاهد وفي العديد من الشوارع في يوم الدخلة كما يسميه أهله .أقول بأن التعبير عن الفرح لا يكون بالتصرفات الخارجة عن القانون ولا بالابتعاد عن العادات والتقاليد التي ورثناها من حكم الجدات ومن دروس أساتذتنا الأجلاء طيلة 13 سنة من الدراسة منذ أول عام الى حدود الباكالوريا. ومع كامل الأسف فهناك العديد من العائلات المعوزة التي وجدت نفسها مجبرة على الاقتراض والتسول لتلبية رغبات أبنائهم لأن مناسك الاحتفالات التي يعتمدها التلاميذ تتطلب ميزانية شهر بأكمله وهنا يجب على الأولياء تحمل بعض المسؤوليات لتفادي ما لا يحمد عقباه نتيجة الاحتفالات الخاصة باختبار التربية البدنية وأنا على يقين بأن أبناءنا حقا بين المطرقة والسندان لا يزالون يعيشون التبعية دون امعان النظر في ما يتبعونه.وبالنجاح والتوفيق لكل التلاميذ