وفق النادي الإفريقي عشية الأحد في وضع حد لنتائجه السلبية واستعاد بالمناسبة نغمة الفوز التي غابت عنه لخمس جولات متتالية عندما تغلب على أمل حفوز في إطار الدور السادس عشر من الكأس بهدف الشاب أزر الغالي. ولئن لا يمكن اعتبار هذا الكسب مؤشرا حقيقيا على تعافي الفريق قياسا بالفوارق الكبيرة بين الناديين فإن مباراة الأحد كشفت عن عديد النقاط المضيئة التي يمكن للإطار الفني استغلالها للشروع في بناء ملامح إفريقي جديد يمكن أن يستجيب لطموحات «شعبه». «كبير» يكسب رهان الشبان مباراة الكأس الأخيرة ضد أمل حفوز غاب عنها ما لا يقل عن سبعة لاعبين من ركائز الفريق لأسباب تتراوح بين الصحية والتأديبية حيث غاب جابو واليعقوبي والعقربي والقربي والزيتوني وايزيكال ومات موسيلو وهو ما جعل الإطار الفني يدفع بفيلق من الشبان نجحوا في تحقيق المهم والعودة من القيروان بورقة العبور إلى الثمن النهائي. كبير راهن على عصام الدريدي ومهدي الوذرفي وآزر الغالي وماليك توري وشهاب الجبالي فكسب الرهان حيث قدم هؤلاء عطاء غزيرا أثبتوا من خلاله أن تعافي الإفريقي يمر حتما عبر الاعتماد على أبنائه والتقليص من تواجد نجوم الورق التي لهفت الكثير من المليارات دون أن تقدم الإضافة. مباراة حفوز اكتشف من خلالها أحباء الفريق لاعبا بمواصفات عالمية ونعني مهدي الوذرفي الذي تميز في منطقة وسط الميدان وأظهر خصالا كبيرة في افتكاك الكرة وفي صنع الهجمة وإنهائها والأكيد أن مع هذا الأداء الكبير للاعب منتخب الأواسط فإن الحصانة التي كان يتمتع بها أشرف الزيتوني مهددة وسترفع ربما قريبا بما أن الفرق شاسع بينهما. الوذرفي والجبالي والغالي والدريدي وتوري وتقا والبوسليمي والهذلي والبراطلي كلها عناصر شابة بإمكانها أن تكون نواة فريق صلب إذا ما لقيت العناية والتأطير وإذا ما تم منحها الثقة طبعا. «الهذلي» مكسب كبير مباراة الكأس مثلت كذلك فرصة جيدة لإعادة اكتشاف مراد الهذلي الذي قدم بالمناسبة واحدة من أروع مبارياته مع الإفريقي.الهذلي الذي كان محل انتقادات لاذعة في الفترة الأخيرة حتى وصل الحديث إلى قرب مغادرته لحديقة منير القبايلي، أثبت للجميع أنه موهبة حقيقية وأنه تكتنز بين قدميه مهارات نادرة قادرة على إفادة الفريق في المستقبل. مشكل الهذلي في رأسه وفي سلوكه خارج الملعب والأكيد أنه بحاجة إلى مزيد التأطير حتى يفجر ما بجعبته من مهارات. «اليعقوبي» لم يعد له مكان تواصل هيئة الإفريقي وتحديدا المدير الرياضي منتصر الوحيشي مساعيها من أجل تمديد عقد المدافع محمد علي اليعقوبي الذي لا يختلف عاقلان حول قيمته الفنية باعتباره واحدا من أفضل اللاعبين في مركزه.ابن الشبيبة كانت له عشية أمس جلسة ثانية مع منتصر الوحيشي لمعرفة قراره النهائي بشأن العرض المقدم له.وبقطع النظرعن نتائج الجلسة فإن الطريقة التي يتعامل بها اليعقوبي وخاصة وكيل أعماله يامن بن زكري مع هيئة الإفريقي تبرز بوضوح عدم رغبته في مواصلة التجربة مع فريق باب الجديد وتوقه لخوض تجربة احتراف خارج حدود الوطن والاستفادة من مبلغ الصفقة المنتظرة دون أن يكون للإفريقي الذي كان له الفضل في اكتشافه نصيب منها.اليعقوبي قيمة ثابتة ما في ذلك شك ولكن عليه أن يعلم أن وسوسة وكيل أعماله قد تكلفه غاليا وأنه مهما علا شأنه فإنه الإفريقي يبقى أكبر منه وأن مسيرته لن تتوقف عليه خاصة مع استيعاب بلال العيفة للدرس واستعادته لفورمته المعهودة وتواجد سيف تقا وعلاء البوسليمي والشاب سامي المحايصي والعودة المرتقبة للمعار إلى مستقبل المرسى وليد الذوادي وكذلك عمار الجمل.وعليه فإنه يبقى مطالبا بالابتعاد عن سياسة الإبتزار واختلاق المشاكل التي تعددت في الفترة الأخيرة.وعلى هيئة الإفريقي أن تتبع سياسة العصا الغليظة وألّا تمعن في الاستجابة لطلبات لاعبيها حتى لا تفقد السيطرة عليهم. اليعقوبي اشتكى سابقا من سوء تعامل الهيئة المديرة مع ملفه ولكن هذا العذر انتفى حاليا فبعد جلسة مباشرة مع سليم الرياحي كانت له ولوكيل أعماله جلستان مع منتصر الوحيشي ولكن دون جدوى وعليه فإن اليعقوبي يبدو أنه اختار طريق المغادرة وبالتالي فإنه لم يعد له مكان في التشكيلة. هل يأتي «يحيى»؟ بالتوازي مع دراسة ملف تجديد العقود وتحديد قائمة المغادرين ينكب المدير الرياضي منتصر الوحيشي رفقة الإطار الفني على تحديد قائمة الانتدابات.وفي هذا الإطار علمنا أن الإطار الفني طالب بضرورة تعزيز المجموعة بلاعب وسط ميدان يجيد افتكاك الكرة وصنع الهجمة كما طالب بضرورة انتداب مهاجم او مهاجمين من طراز عال مع لاعبي رواق يجيدان المساندة في الحالة الهجومية وفي هذا الإطار علمنا ان الاتصالات جارية مع أكثر من إسم على غرار سليم المحجبي وستيفان حسين ناطر والفرجاني ساسي وهشام بلقروي مدافع اتحاد الحراش وكذلك محترف ميرسن التركي وسام بن يحيى الذي دخلت هيئة الفريق في مفاوضات مباشرة معه لإعادته إلى أحضان النادي. هذا وقد يتحول الوحيشي إلى تركيا لالتقاء «القولدن بوي» وإقناعه بتجديد التجربة مع الفريق. عودة جماعية قرر الإطار الفني منح لاعبيه راحة بيومين على أن ينطلق الاستعداد لمباراة الملعب التونسي في إطار الجولة 12 إيابا والمقررة في 30 أفريل الجاري غدا الأربعاء. هذا وستشهد تركيبة كبير عودة جماعية بمناسبة «الدربي» حيث سيعود جابو بعد تخلصه من مخلفات الإصابة شأنه شأن موسيلو وخالد القربي الذي استوفى عقوبة الإنذار الثالث كما سيكون اليعقوبي والعقربي في الموعد في انتظار قرار مجلس التأديب بشأنهما بعد المناوشة التي جدت بينهما. في المقابل سيواصل ايزيكال التدرب على انفراد بعد قرار إبعاده عن المجموعة لتكرر شطحاته.