التونسية ( تونس) الإضراب الحضوري الذي شنّه المعلمون أمس في مختلف المدراس الإبتدائية بالبلاد جاء في شكله بسبب تراخي ومماطلة سلطة الاشراف في تحقيق عديد المطالب القطاعية ولكن في مضمونه جاء لقاء تعمّد وزير التربية الدكتور « فتحي الجرّاي» إغلاق الباب في وجه الطرف النقابي والعناصر الفاعلة في المنظومة التربوية والساعية للجلوس إليه قصد فتح ملف اصلاح التعليم والذي يبدأ بالأساس من تحسين وضعية المربّي المعنوية والمادية لأنه حجر الزاوية في الشأن التعليمي. فقد جاء « عبد اللطيف عبيد» إلى وزارة التربية محمّلا بالأحلام... وغادرها بعد أن افتخر وتباهى بأنه فتح ملف المخدرات والمسكرات في الوسط المدرسي ... وغير هذا لم يضف شيئا إلى الحقل التربوي... وخلفه الدكتور « سالم لبيض» بماضيه السياسي والنضالي والنقابي ولكنه سرعان ما رمى المنديل متذرعا بوفاة رفيق دربه« محمد البراهمي» ومرّ من وزارة التربية كسحابة صيف سرعان ما انقشعت... تم حلّ بمكتب وزارة التربية في حكومة «مهدي جمعة» الدكتور «فتحي الجرّاي» من استبشر لقدومه جل رجال التعليم خاصة لما أذاع سرا في حفل تنصيبه بأنه بدأ مسيرته المهنية برتبة « قيّم» قبل أن يصبح أستاذا جامعيّا أي أنه ابن الميدان شكلا ومضمونا وله إلمام بميدان التعليم في كل عناصره المادية والبشرية واللّوجستية. وصورة طبق الأصل لمن سبقه من الوزراء لم يقدّم الدكتور « فتحي الجرّاي» إلى حدّ الآن الإضافة في صلب ميدان مازال يبحث عن استقراره وتوازنه ولم يستقر بعد لقاء ملفات مفتوحة من الحجم الثقيل لم يتجاوب معها أهل القرار واتضح خلالها وكأن وزير التربية أبدى موقفا غريبا ظاهره لين وباطنه صلب حيث لم تتضح الرؤية اطلاقا من تفاعله إزاء مطالب رجال التعليم في شتى التوجّهات... واكثرهم لا يرغبون في أن يكون وزير التربية لينا ولا أيضا صلبا طالما الشيء إذا بلغ الحد... انقلب إلى الضدّ ... فالرغبة أن يكون وزير التربية لديهم متفهّما ومعتدلا بفتح ملفّاتهم من الوسط حيث الاعتدال بكل ما فيه من رصانة وتفهّم وتعقل ورأي حكيم.