انطلقت مساء أول امس فعاليات دورة جديدة من « الأيام المسرحية حافظ الهمادي» والتي تعتبر من المواعيد الثقافية البارزة التي تؤثث المشهد الثقافي الفني بمدينة أكودة. وقد دأبت إدارة دار الثقافة بإشراف الشاعر والمخرج المسرحي الصادق عمار على تنظيمها سنويا نظرا لطابعها الاحتفالي بالفن الرابع في موطنه « ايتيكودا» الثقافة والحضارة والفنون .. ولبعدها الإنساني الرمزي من خلال الاعتراف والوفاء لمن أسسوا اللبنات الأولى من الفن الراقي بهذا الوطن ... الأيام المسرحية حافظ الهمادي لهذه السنة تحتوي على عدة عروض مسرحية أبرزها « باب العرش» لفرقة مسرح دار الفنون بالقيروان نص واخراج محمد الهادي الفرحاني وادارة الفنانة القديرة فاتحة المهداوي وعرض « السيد والعبد» للمركز الوطني لفن العرائس بتونس عن نص لألواح الطين البابلية في صياغة درامية للمخرج حسن المؤذن ومسرحية « الحضيض» لجمعية عشاق الركح بمدنين إضافة الى عديد الأنشطة الأخرى الموازية .. ولمن لا يعرف حافظ الهمادي من الجيل الحالي فهوالاستثناء الذي يخالف القاعدة في التمثيل المسرحي .. فأكودة والمسرح اليوم يذكران حافظ الهمادي مبدعا شابا , عندما اختطفه الموت وكان يجري آخر التمرينات على دور مسعود في مسرحية « علي بن غذاهم» .. مات حافظ الهمادي ووجع إرادة الخلق يعتصره وحلم الإبداع من سوفوكل إلى نورالدين عزيزة يهز جوانبه ويأبى عليه السكون والتسليم بالحقيقة الواقعة .. وبكت العائلة المسرحية في نوفمبر 1970 مبدعا شابا اختطفه عشقه للمسرح .. « الحضيض» و« القاعدة والاستثناء» و« ورثوني وعيني حية» .. حبات من عقد فريد ستظل منقوشة بأسلاك الذهب في مجلد المسرح التونسي .. ولروح حافظ الهمادي في ذكراه نقول : أيها الاكودي الأصيل ، أبدعت في صمت .. عشت في صمت .. رحلت في صمت .. فأي صمت أعذب وأبلغ من صمتك ..