استجابة للدعوة التي توجهت بها اللجنة القطاعية للبريد التابعة للاتحاد العام التونسي للشغل في بلاغ صدر عنها الثلاثاء الماضي ،تجمّع أمس عدد كبير من الاطارات البريدية بمقر الاتحاد العام التونسي للشغل لمناقشة الوضع العام الذي تعيشه مؤسستهم (البريد التونسي) الذي وصفوه بالخطير،محذرين من تداعيات توجه نحو خوصصة المؤسسة البريدية. و في تصريح ل«التونسية» قال ساسي بن سعيد منسق اللجنة القطاعية للبريد إن عقد هذا الإجتماع يأتي إستجابة لرغبة اعوان البريد في إطار ما تشهده المؤسسة البريدية من تحولات عميقة وخطيرة وضبابية على مستوى التسيير،مضيفا:«الهدف الوحيد من لمة اليوم هو لمّ شمل العائلة البريدية من اجل انقاذ مؤسستهم والدفاع عن عمومية خدماتها». و تابع منسق اللجنة القطاعية «خضنا عديد النضالات منها 4 إضرابات متتالية وكنا نتمنى حينها ان ينخرط المسؤولون والإطارات معنا في عملنا النضالي من اجل الدفاع عن المؤسسة البريدية وتفادي الوصول بها الى الوضع الذي باتت عليه اليوم،و لكن الحمد لله جاء اليوم الذي تحرك فيه الاطارت وإن كان تحركهم متأخرا بعض الشيء ولكن ذلك افضل بكثير من ان يلازموا الصمت». و اتهم منسق اللجنة القطاعية الادارة العامة الجديدة للبريد ب«الاضرار بالمؤسسة واضعافها والوصول بها الى الافلاس والانهيار من خلال برنامج واضح ومكشوف ينتهي بالتفويت فيها إلى الخواص»-حسب قوله دائما-. و في سياق متصل، شدد محمد المصابحي المدير الجهوي للبريد بسليانة على خطورة الوضع الذي باتت عليه المؤسسة البريدية اليوم ،مضيفا:«كإطارات ومن خلال ممارستنا اليومية لمهامنا،بات يعترينا احساس عميق غير قابل للنقاش بأنه سيقع التفويت في الديوان الوطني للبريد من خلال اضعافه وتفتيته واخيرا بيعه للخواص». وفسر محمد المصابحي محاولة تفتيت القطاع وخوصصته بالنقص الفادح في عدد الاعوان ووسائل العمل والتوجه نحو غلق عدد لا بأس به من مكاتب البريد وكذلك من خلال التعدي على عدد من الاعوان والاطارات خاصة وانه تم سلب عدد كبير من الموظفين والاطارات من وظائفهم ومنحهم من دون ان يقترفوا اي ذنب يذكر-على حد تعبيره-. و اضاف المصابحي «و أمام إحساسنا العميق بخطورة الوضع الذي تمر به المؤسسة البريدية قررت كل الإطارات من مديرين ومديرين مركزيين وكواهي مديرين ورؤساء مصالح ورؤساء الهياكل التجارية وكل المسؤولين...ان ينخرطوا في النضال النقابي وان يجتمعوا بدار الاتحاد العام التونسي للشغل بغية ايجاد حلول عاجلة لهذه المشاكل.. ونحن مضطرون لاتخاذ اي اجراء تفرضه المرحلة من اجل الدفاع عن هذا المرفق العمومي الذي يخدم التوانسة من أقصى نقطة في الشمال إلى اقصى نقطة في الجنوب ودون استثناء،و لن نسمح لأي كان ان يمس مؤسساتنا او يعتدي عليها أو على عموميتها». و عن المقترحات التي تقدمت بها اطارات المؤسسة البريدية في هذا الاجتماع قال المصابحي«المقترحات كثيرة ولكن اهمها في اعتقادي مقترح تكوين نقابة اساسية تضم الاطارات العليا للبريد من اجل الدفاع عن المرفق العمومي وعقد اجتماع عاجل مع النقابة المركزية وعقد اجتماع عاجل مع السيد الوزير». و طالب المصابحي وزير التعليم العالي والبحث العلمي وتكنولوجيا المعلومات والاتصال باستقبال اطارات البريد والاصغاء الى مطالبهم ومقترحاتهم. من جهته،شدد سامي الطاهري الامين العام المساعد للاتحاد العام التونسي للشغل على اهمية الادارة والخدمات التي يقدمها المرفق العمومي ،مضيفا انه «آن الاوان ان نقول وبصوت عال لأية حكومة مهما كان لونها اننا لن نسمح بالتفويت في المرفق العمومي ورهن المؤسسات والتفويت فيها وبيعها للخواص». و اضاف سامي الطاهري«نقول لحكومة مهدي جمعة انه ليس من حقه اتخاذ اي قرار في اتجاه التفويت في المؤسسات العمومية بالاساليب الخفية منها او الظاهرة للعيان». و تابع الطاهري«ان الاتحاد متحفظ على الحوار الوطني الاقتصادي لأن التفويت في المؤسسات العمومية من اولويات هذا الحوار المزعوم ولن نكون شهود زور على ذلك...لن نعطي صكا على بياض لأحد وهذه الحكومة وان كانت حكومة توافق سنكون اول المعادين لها اذا ما واصلت دوسها على بطن التونسي والإضرار بمصالحه وخوصصة القطاعات التي تتوجه له بخدماتها».