أحيل مؤخرا على انظار هيئة الدائرة الجنائية بالمحكمة الابتدائية بقفصة شاب بحالة إيقاف لمقاضاته من اجل جريمة قتل نفس بشرية عمدا طبق الفصل 205 من المجلة الجنائية وقضت اثر المفاوضة بسجن المتهم 15 عاما. أطوار قضية الحال تعود الى شهر مارس 2013 وتفيد وقائعها ان شجارا نشب بين شخصين كانا بحالة سكر امام احد نزل نفطة تطور الى تبادل للعنف انتهى بإقدام المتهم في قضية الحال الذي يبلغ من العمر 24 عاما على طعن غريمه الهالك عدّة طعنات كانت كافية لإزهاق روحه. اعوان الامن بالجهة أمكن لهم القبض على الجاني والتحرير عليه قبل عرضه على النيابة العمومية التي أصدرت في شانه بطاقة إيداع بالسجن قبل أن يمثل مؤخرا امام القضاء. وأثناء جلسة المحاكمة وباستنطاقه أفاد الجاني أنه وبتاريخ الواقعة وبينما كان في طريق العودة الى محل سكناه اعترضه الهالك وعمد الى استفزازه قبل ان يعتدي عليه بهراوة أسقطته أرضا ثم شرع في تعنيفه حسب قوله وكردّ فعل من جانبه للدفاع عن نفسه استل سكينا كانت بحوزته وسدّد بها لغريمه طعنات أصابته على مستوى الجانب الايسر للبطن وبسؤاله عن عدد الطعنات التي وجهها للهالك أفاد أنه لا يتذكر عددها وشدد على أنه لم تكن لديه نية للقتل بل إن تصرفه كان دفاعا عن النفس خصوصا مع اختلال ميزان القوى بحكم ان الهالك كان قويّ البنية. لسان دفاع المتهم ذهب خلال مرافعته الى التأكيد على أن شهادتي الشاهدين في القضية مقدوح فيهما بحكم صلة القرابة بينهما والضحية وان منوبه استعمل سكينا صغيرة في طعن الهالك وليست كبيرة الحجم كما جاء في نصّ لائحة الاتهام وطالب باعتبار الجريمة من قبيل العنف الشديد الناجم عنه الموت طبق الفصل 208 واضاف الدفاع ان منوبه تعرّض للإعتداء من طرف الهالك وأحد أقربائه وهو شاهد في القضية والذي اعتبر شاهدا فقط والحال أنه مشارك في الاعتداء على منوبه ولاحظ الدفاع انه لم تكن لدى موكله نية للقتل وأنه بالتالي لا وجود للقصد الجنائي كما ذهب الدفاع الى اعتبار الجريمة الحاصلة من قبيل القتل على وجه الخطإ طبق الفصل 217. كما تعرض محاميا المتهم الى مسألة تأخر قدوم الاسعاف الطبي اثر وقوع الجريمة ملاحظين ان حلول سيارة الاسعاف كان بعد حوالي ثلاث ساعات من وقوع الجريمة وطالبا بالتخفيف قدر الامكان عن موكلهما خصوصا انه نقيّ السوابق وصغير السن وبعد المفاوضة قضت هيئة الدائرة الجنائية بسجن المتهم مدة 15 عاما.